أ
أمين دبة

الكلمات بيننا و بينكم .

مدة القراءة: 4 دقائق

خالف تضرب ... واقع الطلبة النقابيين في الجزائر / بقلم امين دبة

مثل جميع القطاعات في الوطن ،  لا يخلوا مجال الخدمات الجامعية من المشكلات ، و كونه من اكثر  القطاعات نقائصا على المستوى الوطني أصبح أمرا مسلما فيه ، فلا يكاد أحد الطلبة  يتحدث عن نقص او تجاوز حتى يُقذف اليه بتلك الجملة الجاهزة ( هذا هو قطاع الخدمات ) .و لعل ما يؤكد هذا الكلام الحوادث المأساوية العديدة ، منها موت طالبة في اقامة جامعية بورقلة ، و موت اخر بالعاصمة (رحمهم الله و اسكنهم فسيح جنانه )، انتهاءا بحادث انكسار الدرج بفتاة في اقامة بورقلة الذي لولا حفظ الله و ستره لانتهى بما لا يحمد عقباه . و من هنا فإننا نفهم الزامية  توفير هيئات نقابية تساعد على السير الحسن للمؤسسات الجامعية ،و الحفاظ على حقوق الطلبة ، و هذا هو الدور الذي انشئت من اجله النقابات الطلابية .

ان ممارسة الطالب للعمل النقابي يساعد على انشاء جيل قادر على ممارسة العمل السياسي و النشطوي  باحترافية بالغة ، و هذا ما كان حاصلا في فترات معينة من الزمن ، حيث انجبت النقابات كوادر كان لها الاثر البالغ في تغيير الكثير محليا  وعالميا ، و تخرجت منها اطارات لازالت تخدم البلاد ليومنا هذا ، لكن الامر لم يدم طويلا ، فتميّع عمل التنظيمات الطلابية اصبح واضحا ، ما جعل مصداقيتها تتراجع بشكل كبير لدى الطلبة - حتى لتكاد تنعدم - و هذا ما اوضحته الشعارات التي حملوها في حراكهم المبارك .

 ان الواقع المؤسف اليوم ، يملي على الطلبة بشكل فاضح ان لا يضعوا ثقتهم في التنظيمات الطلابية ، فرغم كثرتها الا اننا لا نجد تأثيرا واضحا لها على ارض الواقع ، فيمكن ان تلمس تباينا واضحا في مستوى الخدمات المقدمة من ولاية الى اخرى ، و احيانا حتى بين مديريتي خدمات جامعية في نفس الولاية ، و لا قدرة لأي من تلك النقابات على احداث تغيير واضح و ملحوظ ، و اصبحت فكرة ( تنظيم التونة ) هي الغالبة بين جموع الطلبة ، و هذا ما يرويه لنا العديد من النقابيين الذين فضلو العمل خارج اطار النقابات ، رغم ما في الامر من مخاطر عليهم .

في زمن النظام السابق ، طلبة في الجوع و اخرون في الخطر

الطالب ضحية ... اما النقابي الشريف فهو ضحيتان

اخذ بعض الطلبة على عاتقهم مهمة التغيير و التحسين ، و هذه الرغبة  نابعة من داخل انفسهم ، و لن يقدر على فهمها الا من مارس النقابة يوما ، فصحوة الضمير تملي عليه قول كلمة الحق ... و الحق علقم 
و لكن قانون ( الخايب يفسد على المليح ) اصاب الطلبة  باللبس فلا احد يمكنه انكار ان الاغلبية الساحقة من النقابيين ينظر اليهم من قبل الطلبة على انهم ( بايعين البارتي ) و يروون العديد من القصص التي تطعن في مصداقيتهم و هذا للأسف واقع صحيح في اغلب الاحيان ، فأصبح النقابي الناجح ( في نظر المسؤولين الفاسدين ) هو النقابي الذي يخدم مصالحه بعيدا عن الاضواء ،  اما الذي يخدم الطلبة فهو شخص ( تاع مشاكل) .

لولا المشقة لساد الناس كلهم ---- الجود يفقر و الاقدام قتال 

ان عدم اقدام اغلب الطلبة على المطالبة بحقوقهم و اكتفائهم بما يقدم لهم حتى و ان شح و قل ، يجعل النقابي الشريف في حالة ضعف ، بينما يجعل النقابي الذي يخدم مصالحه في حالة راحة ، فهو هكذا مطمئن لنصيبه من الكعكة الطلابية التي تم اقتسامها سلفا ، و لا يفصل بينه و بين نصيبه سوى بعض الاشاعات التي يطلقها على الشرفاء على طريقة ابن سلول ( و الله ما سلم منها و لا سلمت   منه ) و يبقى حب البعض للطعن في الاخرين دون تمحيص ، و رغبتهم  في القصص المثيرة التي تنزل بالأخرين من المقامات العالية - ما يكون مرضيا لعقد النقص  لديهم - هو ما يدفعهم الى تصديق تلك الاشاعات ، غير دارين بانهم يدمرون انفسهم و اقرانهم و اجيال قادمة بعدهم .
ان هذه الحرب الضروس التي دخلها الشريف تقوده الى خيارين : 
- اما ايجاد حلفاء ممن هم اقل فسادا لتنحية الفاسدين 
- او العيش تحت طائلة التهديدات ، و المضايقات 
تلك التهديدات و المضايقات التي لن يسلم منها في جميع الاحوال ، لكنه ان لم يضع سندا سيجد تلك التهديدات تجسد عليه دون أي فرصة منه للدفاع عن نفسه . و لكن هل يساند الشريف الخبيث ؟

الاسوئ من سرقتهم لأموال الطلبة ، سرقتهم لأحلامهم و آمالهم ...

جاء الحراك الشعبي الجزائري المبارك  مدافعا عن الحريات ، محاسبا للفاسدين و معيدا للحقوق المغتصبة ،  و الحراك الطلابي جزء لا يتجزأ منه ، لما اضافه من ثقل للقضية و لكون الطالب مسؤولا عن التغيير اكثر من اي فئة اخرى في المجتمع .  الا اننا نرى بان بعض الاطراف التي اعتادت الفساد لازالت تمارس سلطتها المشبوهة على الضعفاء بحق و بغير حق ، و تتفنن في اخضاعهم و اذلالهم بسادية اعتادوها ايام الفساد ، و الغرض الواضح من ذلك هو قمع الحريات .و كبح الطلبة  و تخويف كل من تسول له نفسه الدفاع عن حقه او المطالبة به ... او حتى ابداء رأيه 
و قد يصل الامر من بعض المسؤولين الى اللجوء للجهات الامنية و القضائية قصد تخويف الطالب بتدمير مستقبله ان هو طالب بحقوقه ، ما يعيد الذاكرة الى زمن النظام .

( يتنحاو قاع )  هل من العدل ان تشمل هذه العبارة المسؤولين في الخدمات الجامعية ؟

مع امال الشعب في بناء جزائر متطورة تساير ركب الدول المتقدمة ، فإلزامية توفير الجو الاجتماعي المناسب للطالب تصبح اولوية ، فهو حجر الاساس في  البناء و السير في تجارب الدول التي انتشلت من براثن الفساد و صعدت الى قمم العيش الكريم ، لا بشيء سوى العلم و العلماء ، و من هنا فقد كان من باب اولى ان يشمل الاصلاح هذه الهيئة قبل غيرها ، و يبقى حلم الطالب قائما ، بايجاد المدير الذين لا يظلم عنده احد .

بقلم محمد الطيب أمين دبة 

أ
أمين دبة

الكلمات بيننا و بينكم .

أهلاً بكم في مدونتي! أنا كاتب شغوف أشارككم أفكاري وتجربتي في الحياة من خلال تدوينات أسبوعية. أستكشف فيها التوازن بين القيم والمغريات التي نواجهها يومياً، وكيف يمكننا أن نعيش حياة مليئة بالمعنى والعمق. انضموا إلي في هذه الرحلة الأدبية!

انضم الى اكتب

منصة تدوين عربية تعتد مبدأ البساطة في التصميم و التدوين

التعليقات