المقاومة الفيتنامية أنهكت الولايات المتحدة أقوى دولة في العالم عبر الإستنزاف والكر والفر وتجنّب المواجهة المباشرة لوجود فارق القوة والتكنلوجيا

استقرّت الاستراتيجية العسكرية الأمريكية على أساسين: استخدام القوات البرية في عمليات "البحث والتدمير" ( روسيا تجنبت هذا )، والاعتماد على القوة الجوية في قطع الإمدادات ما بين الشمال والجنوب، بينما تقوم الأخيرة بقصف تدريجي وممنهج لفيتنام الشمالية على أمل أن القصف الثقيل والتدريجي سيحدث تغييراً في الحسابات السياسية لدى القيادة الثورية الفيتنامية. ووظفت القوة الجوية أيضاً في محاولات قطع طرق الإمداد، أهمها طريق هو شي منه (Ho Chi Minh) والذي عمّد بدماء الآلاف من الفيتناميين.

على الرغم من محاولات الولايات المتحدة الدؤوبة لتغيير مسار المعركة، إلا أن تفوقها في النيران والتكنولوجيا لم يحقق لها سوى الجمود على أرض المعركة،( هذا مرعب للقوي ويهز ثقته بنفسه ) والذي بدوره لم يدم طويلاً؛ فطرق الإمداد بقيت تعمل، بل تزايدت نسب تهريب المقاتلين من الشمال إلى الجنوب، بالإضافة للإمدادات العسكرية وغيرها من لوجستيات ذات أهمية على أرض المعركة في الجنوب.

حاولت الولايات المتحدة تغيير استراتيجيتها تحت شعار "فتنمة" (Vitenamization)، وهي استراتيجية ارتكزت على تدريب وتمكين القوات العسكرية الفيتنامية في الجنوب وإحالة أعباء المعركة لتلك القوات.] وقد عملت أيضاً على تكثيف حملاتها الجوية فوق فيتنام الشمالية باستهداف أوسع للبنى التحتية المدنية والعسكرية وبوتيرة أعلى.( روسيا تفعله الآن )

استمرار الثوار بالكر والفر والمحافظة على الزخم العسكري هذا لن يسقط الأسد فقط بل قد يصل لرأس بوتين ...

يجب أن تعي روسيا أن الحرب هنا مكلقة جداً لن تستطيع تحمله وهذه حرب نفسية تجعل القوي يعيد حساباته كثيراً وسيفكر في الخروج بأقل الخسائر بدلاً من الخروج بالمكاسب .
الذكاء والحنكة عند المقاومة الفيتنامية أنهم لم يواجهوا الولايات المتحدة في ساحتها حيث القوة والتطور التقني بل جروها إلى مستنقع خرجت منه أمريكا وهي تلهث تريد التقاط أنفاسها .
فهل يطبق الثوار السوريون هذا ؟