Image title

كنت جالسة بجانب احدى صديقاتي التي توفي والدها مؤخرا وقد كانت الفتاة حزينة بطبيعة الحال , وإذ بامرأة أتت للتعزيه تسألها بصريح العباره : هل قسمتم الأموال بينكم ام بعد ؟

صدمت وقد كان لما سألته المرأه اثر الصفعة على وجهي !

طبعا صديقتي المسكينه لم يكن لها إلا ان تقول ( خيرا ان شاء الله ) مع ابتسامة صغيرة على ثغرها 

ذهبت المرأه في حال سبيلها بينما لم تعلق صديقتي على الموضوع وبقيت انا افكر طوال الوقت كيف من الممكن لأنسان ان يجرؤ على سؤال مثل الذي سألته المرأه؟

وليت السؤال كان في وقت مناسب بل ان الميت لم يكن قد دفن وقتها !

لا اخفيكم سرا ان هناك سؤال ظل يؤرقني لفترة ليست بقصيره 

هل اصبح الفضول او التطفل مرضا اصبح يتفشى بين الناس واصبح يسيطر على حياتهم لهذه الدرجه ؟

لقد اصبح مثل الوقود لحياتهم ومن دونه لن يستطيعوا الحياه .

انه مثل الخلايا السرطانيه - ابعد الله عنا وعنكم كل شر - تنتشر في الجسد فتدمر كل جهاز حيوي فيه 

وكذا مرض الفضول ينتشر في الروح حتى ليدمر مشاعر الانسان من احترام ومراعاة  للاخرين.

ترى لماذا لا يوجد من يردع هؤلاء الأشخاص من ممارسة هوايتهم وهي التطفل على شؤون الآخرين ؟

هل لأن ما يفعلونه صحيح ؟ بالتأكيد لا 

او لأنه في أعماق كل شخص توجد جرعة من الفضول تتحين الفرصة للظهور ؟ اعتقد ان هذه الاجابه هي الأقرب للمنطق 

واكبر دليل على ذلك هو انك قد لا تحب الاستماع إلى المحادثات المتطفله ( كما احب تسميتها )

ولكنك قد تحب الاستماع إلى مثل هذه المحادثات اذا كانت عن شخص يهمك امره ربما تحبه وربما تكرهه وفي كلتا الحالتين انت تريد اشباع فضولك وجمع اكبر قدر من المعلومات عن هذا الشخص.

على كل حال ان النفس  البشريه مليئة بالمشاعر المعقده والتصرفات الغريبه التي لا يستطيع شخص تفسيرها مهما حاول.

ولا يستطيع ذلك سوى الله سبحانه وتعالى.