دعنيّ أُخبرك شيئًا عن للوعات الصدور وعن ضيق الحياة، عن سواد الأيام وعن الرياح التي لا تتوقف
دعنيّ أُخبرك أنّ شيئًا ما اقتحم روحي، دعنيّ أُخبرك
أنّ الحياة لم يعدّ لها للون ولا رائحة أصبحت باهتة!
أصبحت ترجوا الموت وكأنها تنتظره ..
كأنهُ يقتربُ منها وهي وحدها من تُصارعه حتى باتت تبلع الشوك وهي صامتة دون بُكاء دون صوت
دون نداء، دون أنّ نشعُر تمزقت ودون أنّ نشعُر أيضًا ستنتهي!
ألم أُخبرك أنّ الموسيقى تفتقدك، وأنّ الأماكن تتحسسُك، وأنّ القهوه أصبحت باردة وأنّ السكون طوق جهاتي!
دائما لا تسمعني وأنا أتحدث، وأعلم أنكَ لن تقرأ ولن تُجيب، ولكنك لم تعلم أنني لم أعد بحاجةٍ لإجاباتك ولا لصوتك ولم أعدّ أحنّ على ذكرياتك
ومكاتيبك، ولم يعدّ يُدهشني تفكيرُك ولم يعدّ يُرعبني بُعدك!
سأخبرك بأنّ ترانيم القصائد أصبحت أجمل وأنّ العالم كُله تبدل، وأنّ الحياة عادت كما كُنت وأنا صغيرة، وأنّ القهوه لا تنتظرك والشبابيك أُقفلت
وأنّ قلبي هرِم من النضوج وأنّ عقلي تقدم كثيرًا
وأنني أصبحتُ كالطير، وروحي تُحلق في السماء
وأنّ ضحكاتي حقيقةً هذه المره ..
أُخبرك بالفضاء الواسع الذي اقتحمني؟
أم أُخبرك بأنّني شكلتُ أصدقاءًا جُدد، أصدقاء لا يرحلون ولا يتلونون ولا يخونون!
سأخبرُك أنّ مكتبتي أصبحت ملاذي، وأنها كبيرة جدًا تتسع لأسئلتي ..
وأنّ هُنالك قطة صغيرة تنتظرُوني في كل صباح ..
هل أُخبرُك أنني أصحى على تغاريد العصافير، ولم أعد بحاجةٍ لإتصالاتك المُزيفة!
وأنّ النجوم تسهر ليلًا وتكتب أبيات من الشعرِ معي ..
سأُخبرك عن قلب الطفلة التي تُحب الحياة كثيرًا ولكنها صادفت أفعى في طريقها فأنجاها الله بدُعاءٍ كانت تُردده، وأصبحت بمرورِ سنة واحدة مُسنة ..
تجاربي لم تنتهي فأنا مُغامرة ولكنني قررتُ أنّ أُغلف قلبي فهو أعظمُ هدية، وقررتُ أيضًا أنّ لا أُفرط بهِ فالهدية لا تُهدى ..