C
Cali Shaafici

لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

مدة القراءة: 23 دقيقة

صفة اليد فلسفيا

قال أحد الأغرار والسفهاء (سؤال ورد: ما المانع من إثبات اليد صفة؟

قلت في جوابه: الخلاف ليس في إثبات اليد صفة..بل الخلاف في معنى يد..
فهل تثبت لليد المعنى الموضوع لها في اللغة الذي هي جزء وعضو؟؟
فإثباته تجسيم..ونفيه تنزيه..
ثم بعد نفي هذا المعنى فلك أن تثبت اليد صفة أو تفوض أو تؤول..لا يضر..

فالنزاع ليس في إثبات اليد صفة..بل في إثبات معناها اللغوي كعضو وجزء..وجعل هذا المعنى مشتركا مع يد الله..فتنبه..

=====

الجواب

صاحب المقالة يحب ويموت في الزنديق ابن عربي الحلولي الزنديق المعروف..

وأصلا أنتم متناقضون ، مرة تقولون اليد أصلا مو صفة عشان اثبتها بل هي عضو..

لأن الصفة هي خبر عن الموصوف ولا يمكن أن تكون اليد خبرا له الخ الخ الخ..

ومرة تقولون خلافنا معكم ليس في كون اليد صفة!؟

يا رجل احترم عقولنا!!

أما قولك أن أن خلافك في اليد أن حقيقتها في اللغة هو العضو والجزء قيل لك وما الدليل أن اليد فقط هو العضو والجزء؟!

وهل تعلم أن المعاجم جاءت بعد الفتح الإسلامي وبعد نزول القرآن بعقود!، والمعاجم تعطي الأمثلة والمعاني التقريبية وليست دقيقة مئة بالمئة وهذا باتفاق المتخصصين في علوم اللغة العربية..

أما قولك (( ثم بعد أن تنفي هذا المعنى فلك أن تثبت اليد صفة، أو تفوض أو تؤول، ولا يضر ))

الرد..

أولاً، ما هو المعنى الذي أنفيه بالضبط لأن الكلام مجمل ماذا تقصد بالعضو والجزء فهذه الألفاظ عامة ومجملة ومبتدعة لا نقول بها نفيا ولا إثباتا، بل نقف بحدود النص، وهذا اللفظ لا يمكن تمريره دون نقاش..

ثانيا : حينما قلت فلك ان تثبتها كصفة تفوضها أو تؤولها ولا يضر..

السؤال كيف لا يضر؟

وما هو الأفضل بينهم أن أثبت وأصدق الله عز وجل؟

أم أكذب الله عز وجل، واتهمه بقلة الفصاحة ونقص البيان، وكتمان العلم والخوف من بيان الحق؟ وتجهيل الصحابة والرسول وطعن بحكمة الله بأن يخاطب الناس بما لا يفهمون ويطعن في مقصود الكلام افهام المخاطب؟

أم أحرف كلام الله وأبدل معانيه اي أحرف الكلم عن مواضعه بالتأويل كما فعلت اليهود والنصارى قاتلهم الله!!، وبدلت دينها بالتحريف ولعبت بها كما لعبت الصبيان بالأوحال!

وثم هل الكلمة المؤولة هي عين مراد الله منها؟

وإذا كانت كذلك ما الدليل على أنها مراد الله من تلك الكلمة المؤولة، ولماذا اختلف المتكلمين في تأويلاتهم لتلك الآيات ومعانيها؟!

وسؤال آخر ، هذا الكلام قد يقوله المعطل الأعتى أيضا بصيغة أخرى! فما هو جوابكم له؟

أي سيقول مثلا لك خلافنا معكم ليس في أن السمع والبصر والعلم والحياة صفات، وإنما خلافنا معكم في معنى تلك الصفات، فهل نثبت تلك المعاني الموضوعة لها في اللغة التي هي أعراض وأجزاء من الجسم؟

فإثبات الحياة على المعنى الموضوع له في اللغة أي عرض قائم بالجسم، تجسيم! ونفيه تنزيه!

ثم بعد نفي هذا المعنى فلك أن تثبت الحياة صفة أو تفوضها أو تؤولها لا يضر!

فالنزاع ليس في إثبات الحياة صفة صفة، بل في اثبات معناها اللغوي كعرض وجزء.. وجعل هذا المعنى مشتركا مع حياة الله فتنبه..

اخوكم أبو حمد المهري الشافعي

أما منشورك دعني أحللها قطعة قطعة..

(( سالت سؤالا عن معنى صفة اليد لله انها حسية ولم تقنعني الاجابة ))

قولك (( ولم تقنعني الإجابة )) هذه المقدمة عبارة عن حشو لا قيمة له ، سواء أكنت صادقا فيها أو كاذبا لا يهمنا أبدا هذه المقدمة..

خصوصا ولم تبين لنا ما هي نوعية الإجابات التي أتتك ولم تذكرها..

ووجه عدم اقتناعك بها..

لأن عادة هذه المقدمات لا تكون علمية بل هي فرقعات تضخم الموضوع رغم بساطته وعادة يُستعمل هذه الأساليب في جر البسطاء ، ففي النقاش العلمي لست محتاجا لهذه الفرقعة ولا يهمنا صدقك او كذبك وانما يهمنا الفكرة التي تحتويها فابتعد في المرات القادمة عن مثل هذه الفرقعات فإنها لا تنطلي على من عنده علم.

أما قولك (( سألت سؤالا عن معنى صفة اليدلله أنها حسية ))

وهذا هو المهم ، حسية لم تأتي في الكتاب ولا في السنة لا يجوز اطلاقها في صفات الله ، حتى ولو أريد بها معنى صحيحا موافقا للكتاب والسنة..

لأنها ألفاظ مجملة يقول الإمام ابو يعلى الفراء رحمه الله فيما معناه..

عن صفة الفم ، هناك فرق بين الجواز العقلي والخبر الشرعي ، ونحن لا نثبت بها صفة إلا من جهة الخبر..

إذا أردت أن تقول أن يد الله حسية أو غير حسية يجب أن يكون عندك خبر أو نص شرعي يأذن لك ذلك نفيا أو إثباتا ، وإلا فالزم الصمت وقف حيث وقف السلف ولا تقول على بغير علم

يقول الله سبحانه وتعالى : ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ كُلوا مِمّا فِي الأَرضِ حَلالًا طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعوا خُطُواتِ الشَّيطانِ إِنَّهُ لَكُم عَدُوٌّ مُبينٌ۝إِنَّما يَأمُرُكُم بِالسّوءِ وَالفَحشاءِ وَأَن تَقولوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعلَمونَ﴾[البقرة: ١٦٨-١٦٩]

لأن الشيطان هو من يجعلنا نتقول على الله بما لا نعلم..

فانتبه ، فهذه الأسئلة من الشيطان..

لأنك لن تعرف هل يد الله حسية أو غير حسية بمحض عقلك فعقلك قاصر ، ان يتصور المالانهاية فكيف بالله الواحد الجبار فعقلك قاصر ان يتصور ما وراء الجدار فكيف بحقيقة صفات الله..

لهذا الموقف الصحيح هو التوقف عن هذا الإطلاق لأنه لم يرد نص

(( فالقول بان ناخذ هذه الصفات على الحقيقة فالاشكال ماهي الحقيقة التي نثبتها لهذه الصفات ))

ببساطة حقيقة تليق بجلال الله وعظمته وانتهى.

له يد لا يعلم حقيقتها إلا الله!

ألم تفهم حتى الآن هذه النقطة

(( ، بحثت في كتب اللغةعن معنى كلمة حسي فوجدت ان معناها ما يدرك باحدى بالحواس ))

السمع والبصر لا نقول عنها حواس ، فهذه الألفاظ المجملة.

إن أريد بلفظ حسية بأن الله عز وجل يسمع بسمعه لأصوات المخلوقين ويبصر ببصره لمشاهد المخلوقين ويخلق بيده ما يخلق.

أي تتعلق صفاته بالمخلوقين ولا يكون غافلا عنهم بكيفية تليق بجلاله وعظمته فهذا المعنى صائب لكن لا يجوز إطلاقه.

وإن أريد به معنى أن تكون مماثلة لما في الشاهد فهذا المعنى باطل.

(( فعلى هذا الاعتبار هل نقول انها تلمس ))

أنا لا أعرف ما غرضك من هذا السؤال ، ربما يكون عندك خلفيات فكرية تجعلك أن تكره الإجابة..

وسترمي خصمك بالتجسيم إذا أجبتك..

لكن أقول هذه المسائل يجب ان تفرق بين ثبوت الشرع وجواز العقل ، فما ثبت بالشرع وجب الإيمان فيه ، وما جاز في العقل وجب التوقف فيه.

عليك ألا تثبت ولا تنفي بأي لفظ لأن باب الأسماء والصفات توقيفية..

أما هل يد الله تلمس ، نقول لم يثبت لفظ تلمس وإنما الذي ثبت هو لفظ المس أي يد الله عز وجل تمس..

والفرق بين اللمس والمس في اللغة..

أن اللمس تكون بالمباشرة ، أما المس قد تكون بمباشرة أو بغير مباشرة ، فيجوز أن يقال لقد مسست الشيء بالحجر.

نأتي للأحاديث

عن ابن عباس قال لما نزلت آية الدين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أول من جحد آدم إن الله تعالى لما خلقه مسح ظهره ؛ فأخرج منه ما هو من ذراري إلى يوم القيامة فعرضهم عليه
أحمد في"مسنده "(1|251) , وإسناده حسن لغيره
كما ذكر شيخنا الألباني في كتاب" السنة" لابن أبي عاصم (90)

عن حكيم بن جابر قال : أخبرت أن ربكم عز وجل لم يمس بيده إلا ثلاثة أشياء غرس الجنة بيده , وخلق آدم بيده , وكتب التوراة بيده .
وإسناده صحيح كما ذكر الذهبي في كتابه "إثبات اليد" (21) و شيخنا في "مختصر العلو" (130)
ج-عن خالد بن معدان قال : إن الله عز وجل لم يمس بيده إلا آدم صلوات الله عليه خلقه بيده , والجنة , والتوراة كتبها بيده .
"السنة" (1|297) لعبد الله بن أحمد

(( سالت احد المشايخ الذين درسو في الازهر فقال ليس هناك دليل على ذلك ))

بل توجد أدلة شرعية كثيرة

وصح كذلك عن ميسرة والآثار في ذلك كثيرة
انظر كتاب إثبات اليد للإمام الذهبي
وهذه الصفة ليست بأعجب من باقي الصفات لأن أهل السنة يثبتون لله صفات الكمال على ما يليق بجلاله من غير تشبيه أو تكييف.

فهذه الصفة ليست صفة نقص بأي وجه من الوجوه بل صفة كمال هي بمثابة الرؤية.

قال تعالى ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَسأَلوا عَن أَشياءَ إِن تُبدَ لَكُم تَسُؤكُم وَإِن تَسأَلوا عَنها حينَ يُنَزَّلُ القُرآنُ تُبدَ لَكُم عَفَا اللَّهُ عَنها وَاللَّهُ غَفورٌ حَليمٌ۝قَد سَأَلَها قَومٌ مِن قَبلِكُم ثُمَّ أَصبَحوا بِها كافِرينَ﴾
[المائدة: ١٠١-١٠٢]

فاتق الله ، ولا تكن كأصحاب البقرة فالله عز وجللم يتكلفك بهذا..

(( فقلت هل ترى فقال فيها حديث انه نرى ربنا اشكال اخر عندما نقول صفة اليد نحن لا نقول ان للانسان له صفة اليد بل نقول له يد ))

لا يوجد فرق بين قولك الإنسان له يد او له صفة اليد ، او قولك له صفة الطول او له طول..

وكلمة صفات اضيفت متأخرا لكل صفة..

رغم أن الحديث لم يرد لفظ صفة مضافة الى الله إلا في احاديث قليلة.

(( هناك من كان على منهج السلفية ثم اصبح اشعريا وهو من طلاب العلم الان قال لي اما ان تثبتو انها صفة معنوية او تقولوا انها مادية ))

هذا الإلزام فاسد لأنه عائد الى مسلمات باطلة وحصر بين خيارين ، فمثلا يمكن الرد عليه..

إما تثبتوا ذاتا معنوية أو مادية ، وهو ضدها في اللغة ، وبذلك أثبتهم أنه جسم..

اذا قلت أننا لا نقول أن ذاته معنوية ولا نقول أن ذاته مادية بل ذاتا تليق بجلاله وعظمته..

كذلك قيل لك لا نقول أن يده معنوية ولا نقول أن يده مادية بل يدا كما تليق بجلاله وعظمته..

وبهذا يتبين لك أن كلام المنسلخ عن السنة فاسد ومبني على مغالطتين منطقيتين..

وأهل السنة ليسوا محتاجين له فهم مثل البحار تبقي الدراري في الأرض وتلفظ الخبث والأقذار خارجا..

﴿وَاتلُ عَلَيهِم نَبَأَ الَّذي آتَيناهُ آياتِنا فَانسَلَخَ مِنها فَأَتبَعَهُ الشَّيطانُ فَكانَ مِنَ الغاوينَ۝وَلَو شِئنا لَرَفَعناهُ بِها وَلكِنَّهُ أَخلَدَ إِلَى الأَرضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلبِ إِن تَحمِل عَلَيهِ يَلهَث أَو تَترُكهُ يَلهَث ذلِكَ مَثَلُ القَومِ الَّذينَ كَذَّبوا بِآياتِنا فَاقصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُم يَتَفَكَّرونَ﴾
[الأعراف: ١٧٥-١٧٦]

والحمدلله رب العالمين..

أما قوله (( وهو ضدها لغة ))

فلا دليل عليه.

لأن لفظ مادية جاءت متأخرا ولم تكن عرب الجاهلية يعرفون هذا اللفظ المستحدث إلا متأخرا.

(( وبذلك اثبتم انها جسم ))

أولا ماذا يقصد بهذا اللفظ..

أيقصد بالموجود القائم بنفسه ، أم يقصد بما تقوم فيه الصفات أم يقصد ما يجوز تقسيمه ، أم يقصد الطويل العريض العميق أم يقصد المركب من هيولا وصورة أم ماذا فهذا المصطلح عام جدا..

أعطني تعريفه..

هل تعريفه عندك : هو ما له طول وعرض وعمق وجاز عليه الإفتراق والتركيب وله حركة وسكون ويشغل حيز من الفراغ.

(( السؤال الذي يطرح هنا اذا قلنا انها صفة معنوية هل هناك في اللغة ما يثبت هذا المعنى ))

صفات مثل اليد والساق والعين بالتأكيد لا نقول أنها صفات مجرد معاني ، بل نقول انها صفات تليق بجلال الله..

حتى نكون واضحين..

هناك من أهل السنة من ذهب أنها صفات معاني ليست كمثلها شيء ، وهناك من أثبتها أنها صفات أعيان ليست كمثلها شيء

ومقصوده صفات اعيان لا يعني بها ذوات ، بل يعني بها صفات اخرى مختلفة غير عن صفات المعاني تليق بجلاله وعظمته..

وهذا حق فالغاية اثبات الصفة من غير تمثيل.

يقول الشيخ فارس العجمي حفظه الله..

[قول شكي ودفعه] في نعت ابن تيمية الحفيد لبعض الصفات بـ"العينية"

الحمد لله وبعد: فقد سألني بعضهم عن قول الشيخ الرئيس في العلوم النقلية والعقلية, وهيولى العلوم الحقيقية والاعتبارية, مولانا الجوهر الفرد: تقي الدين ابن تيمية الحنبلي -قدس الله روحه- في تسميته لنوع الصفات التي فردها يد ووجه وقدم ونحوها من الصفات = عينية, كقوله -رحمه الله-: (وكذلك قول القائل: إن الصحابة لم يعرفوا هل الصفات زوائد على الذات، ليس بسديد.
فإن كلام الصحابة في إثبات الصفات لله تعالى أكثر وأعظم من أن يمكن سطره هنا، بل كلام الصحابة في إثبات الصفات العينية الخبرية التي تسميها نفاة الصفات تجسيماً، أكثر من أن يمكن سطره هنا، وكلامهم وكلام التابعين صريح في أنهم لم يكونوا يثبتون ذاتاً مجردة عن الصفات) انتهى. 

وعظم السائل هذا الموضع واستشكله, وذكر أن بعض متكلمة الصفاتية جعل ذلك مادة لسؤاله على مقالة أصحابنا, وأن ذاك أوجب له ريبة وشكا, وهذه صورة الجواب -مع تصرف يليق بالمقام-:

اعلم أن الشأن فيما كان من هذا الجنس ﻷهون من أن يوجب ريبة، والمراد بـ "هذا الجنس" :
ما كان مقولا عند بعض الأعيان وليس هو مذهب عامة أصحاب المقالة، فتسمية اليد والوجه ونحوهما "عينية" لم يحفظ - فيما أعلم - عمن تقدم ابن تيمية الحفيد من أصحابنا ولا تابعه من تأخر منهم في ذلك ولا تراه مقولا عندهم، فليس الطعن في هذا القول طعنا على مقالة أصحابنا، وليس هذا خاصا بل عاما في سائر الطوائف.

وبعد: فلنذكر قولا شارحا لقول الشيخ - رضي الله عنه- فنقول:
ليس المراد بقول الشيخ "عينية" أنها ذات وضع كما أوهمه قول هذا المنازع -وكما سيأتي- ، وكذا ليس المراد بالعينية ما يراد من لفظ العين كالذي في كلام النحاة من قولهم: اسم عين القسيم لاسم المعنى، كما يوهمه كلام الشيخ.

بل المراد بها "ما ليست من جنس صفات المعاني بل نوع آخر"، ولا أعلم له مرادا فوق محض المغايرة فيما هو كالجنس القريب.
وهذا يستدعي قولا في بيان إحالة أن يكون ظاهر كلام الشيخ ما يتوهمه المنازع وذاك من وجهين:
  1- أن ظاهر كلامه يدافع أصلا كليا قرره الشيخ وغيره وهو مقول عند عموم أصحابنا وكذا مقول في كلام المتقدمين وهو: أن المضاف للرب على نوعين:

إضافة أعيان، وإضافة صفات، فكل عين أضيفت للرب لم تكن صفة له، بل الإضافة للتشريف كبيت وناقة الله وكذا روح الله.وقضاء هذا الأصل عدم كون هذه الصفات أعيانا بحسب مستعمل عرف التخاطب، فإن قضاء هذا الظاهر الذي يظنه هذا المنازع ألا تكون هذه صفات وهو خلف.

2-أن الشيخ -قدست روحه- يطعن على من قال من المعتزلة: بالصفة القائمة لا في  محل، كما يقع لهم في الإرادة.ويجعل كونها لا في محل يقضي بكونها ليست صفة، فإن شأن الصفة ما يكون في محل، خلافا للعين والذات لا تكون في محل، فحاصل سؤال الشيخ على قول هؤلاء: أن حاصل قولهم " أن ما لا يكون إلا في محل ليس في محل" وهو خلف ظاهر.

فهذا وجهان بينان يقضيان بإحالة ما توهم ظاهر لكلامه، بل ما ذكرناه هو ظاهره، أعني ظاهرا بالدليل كما يقوله أهل الصناعة الأصولية.

#ثم أوردتم (=السائل المستشكل) منعًا لما ذكرناه من الفقه لكلام الشيخ تقي الدين وحجتكم في ذلك ثلاثة نقول، فنقول:

أما الثاني منها: وهو قول الشيخ "وهذه الكتب التي صنفها مصنفوهم كأبي الحسن التميمي وأهل بيته، والقاضي أبي يعلى، وأبي الوفاء ابن عقيل وأبي الحسن بن الزاغوني وذكروا فيها ما جرت عادة المتكلمة الصفاتية بذكره، كأبي سعيد بن كلاب وأبي الحسن الأشعري، وأمثالهما من إثبات الصفات، ونفي التجسيم، قد بينوا فيها ذلك، كما بينه هؤلاء، ونحوهم في هذه الصفات العينية الخبرية كالوجه واليدين وغيرهما"

فليس فيه بيان لمحل النزاع، بل غاية ما فيه أنها عينية، وهو محل النظر.

وأما الثالث: فهو نص فيما فقهناه من كلامه -قدست روحه- وأن مسماها عنده: ما ليست معنوية بل جنسا آخر، فقال: [ من هؤلاء الصفاتية من يجعل تلك الصفات الخبرية، صفاتا معنوية أيضاً قائمة بالموصوف مثل هذه، "وإنما يفرق بينهما لافتراق الطريق التي بها علمت ... وأما السلف ... فلا يقولون "إن هذه من جنس تلك"، ولا يسمونها أيضا صفات خبرية، ... "فليس هذا بمميز لها عندهم..]

قلت: وهذا الذي دل عليه هذا النقل أوفق لأصول الشيخ كما قدمناه، وإذا تحصل لنا فقهين في مسألة معينة تتصل بتحرير نسبة أحد الفقهين والظنين لبعض الأكابر، كان ما هو أوفق لأصوله أولى بالقبول وأرجح في النظر، وبه يظهر القول في النقل الأول, وهو قوله "الوجه الحادي والأربعون: وهو قوله: «معلوم أن اليد والوجه بالمعنى الذي ذكروه مما لا يقبله الوهم والخيال» إما أن يريد به المعنى الذي يذكره المتكلمة الصفاتية الذين يقولون: هذه صفات معنوية، كما هو قول الأشعري والقلانسي وطوائف من الكرامية وغيرهم، وهو قول طوائف من الحنبلية وغيرهم. وإما أن يريد بمعنى: أنها أعيان قائمة بأنفسها ..." فنقول:

إما أن يسلم ما ذكرتم من الفقه، أو يمنع:
وعلى الأول: فالطريق معارضتكم بما قدمنا ومع المعارض القوي، تطّرح الحجج فكيف إذا كان راجحًا، فإن ما ذكرنا أوفق لأصول الشيخ بل أصول الطائفة، فكان ما ذكرنا راجحًا.

وكذا يقال: إن سند النقل هاهنا الوضع الموسوم بـ بيان تلبيس الجهمية ، والناظر فيه نظر الفاحص لا يخفى عليه ما وقع فيه من الاضطراب لا سيما في أوله، والمرشد لذلك بين بنفسه لكل ناظر في الكتاب، فما يُنسب للشيخ مقالة في الكتاب مع الاضطراب، والشك في إضافته له لابد فيه من اعتباره بعموم أوضاعه.

وأما مقام المنع فبأن يقال: ما ذكرت من الفقه موقوف على كون القضية في كلامه حقيقة، وهو ممنوع، فإن لنا أن نحمله على مانعة الجمع، والسياق لا يأبه، وهو قضاء ما قدمناه من الحجج، وبه اندفع السؤال وارتفاع الإشكال.

ثم هاهنا مسائل تتصل بالفرق بين النوعين ( = العينية والمعنوية) , وتحقيق الفرق بينهما, وفرع ذلك, تركناها ولعلنا نذكرها في غير هذا الموضع -إن شاء الله تعالى-

# صفة اليد انقل لكم احد بحوثي المستمدة من المناقشات

يقول الشيخ فارس العجمي حفظه الله، متخصص في العقيدة وعلم أصول الدين درجة ماجستير..

● السؤال:

بعض الأشاعرة يقول لنا نحن عوام السلفية انتم مازلتم مجسمة ولو نفيتم عن انفسكم التجسيم لان يد النملة ويد الإنسان يختلفان في الكيفية ولكنهما يشتركان طول والعرض العمق الخ اريد شي يسكتهم هل رد ابن تيمية على هذه الشبهة او هناك مؤلفات عن هذا الموضوع

____________

هذا السؤال كتبت عنه جوابين:

- أحدهما عامي.


- الثاني: خاصي مناسب لأهل الصناعة

🔸الجواب العامي:

شبهة تدل على قلة تحصيلهم وعدم وقوفهم على الغرض من المثال, يبينه:
أن الغرض من هذا المثل المضروب التنبيه على مسألة القدر المشترك لا أن المباينة بين يد الرب والعبد كالمباينة بين العبد والنملة, فإن هذا لا يقوله بليد يعظم الله ويتقه, فكيف بالعالم !
والقصد هاهنا أن كما أن الإنسان يتصف باليد وكذا النملة, ثم بينهما من المباينة ما يناسب ذاتيهما, وأن الاشتراك لم يوجب مماثلة من كل وجه, فكيف إذا كان المتصف به الرب, فإن المباينة أشد وأعلى, لا كالمباينة بين يد الإنسان والنملة.

ثم قوله "لان يد النملة ويد الإنسان يختلفان في الكيفية ولكنهما يشتركان طول والعرض العمق الخ"
إن أراد أن هذا مخصوص بهما أو بما كان من جنسهما فحق, لكن لم قلت: أن كل يد كذلك, وليس في كلامنا أن كل يد كذلك, بل التحقيق عندنا أن هذا من أخذ العارض مكان اللازم, فجعل العارض الذي هو الكيفية لازما لكل يد, وهو ممنوع, بل هذا من مواضع المغالطة.

ثم يقال للأشعري: المماثلة عندكم تكون بالمطابقة من كل وجه, وهذا المحكي عن جماعة منكم, فلم تركتم مذهبكم وجعلتم المطابقة من وجه دون وجه تستلزم التمثيل !!

وفي هذا الجواب تسمح لقول السائل "عوام السلفية" إلا فلا يخفى أن مردي باللازم الذاتي, والذاتي لا يكون لازما بحسب معناه في العرف, وإنما سميناه بذلك لأنه يسوغ بحسب معنى اللازم عند العامة, وغير ذلك مما يقف عليه المحقق.

ثم هاهنا جواب جارٍ على قانون الصناعة, نذكره بجواب مستقل -إن شاء الله تعالى-

September 21, 2014

🔸الجواب الجاري على ما تقضي به الصناعة عن الشك الأشعري:

الحمد لله وبعد:
اعلم الغرض من المثال المضروب (=يد النملة ويد الإنسان) التنبيه على مسألة القدر المشترك, وأن محض الشركة لا توجب مماثلة, فحرف المسألة ونكتة المثال هو: "محض الشركة لا توجب المماثلة"

وليس الغرض منها أن المباينة بين صفة الرب التي هي هاهنا "اليد" وبين صفة العبد كالمباينة بين صفة النملة والإنسان, فإن هذا لا يقوله بليد يعظم الله ويخشاه ويتقه, فكيف بالفاضل العالم القاصد لتحقيق مقام {ليس كمثله شيء} , والجمع بينه وبين مقام {وهو السميع والبصير} أعني مقام الإثبات ومقام التنزيه, ومقام الجمال ومقام الجلال.

فإذا عرفت هذا فنقول: المباينة بين يد الإنسان ويد النملة إما من جهة اليد من حيث هي هي أو لا, والأول بيّن البطلان منكر؛ فإن ما به الامتياز لا يكون لازما لما به الاشتراك, وهذا كما أنه بين بنفسه فإنه مبسوط في إلهيات الإشارات وما وضع عليه, فتعين أنه لا يلزمها من حيث هي هي بل من خارج.
وما كان خارجا عن الحقيقة اليدوية، الموجب للمباينة والمحصل للماهية المبهمة التي هي "اليدوية", إنما تكون اليدوية له عرضا عامًا, وذاتية في اليد الإنسانية أو اليد النملية.

إذا عرفت هذا كله فنقول: ما به المباينة -الذي اليد له عرضًا عامًا- إنما هو الذات المتصفة بها وخصوص الماهية التي تتصف بها اليد, فإن كانت إمكانية جسمية كانت اليد كذلك, وإن كانت إمكانية مجردة - على القول بثبوت المجردات- كانت اليد كذلك, ثم الذات المخصوصة الإمكانية الجسمية المتصفة باليد، تتفاوت في اتصافها باليد بحسب أحوالها, فإن كانت إنسانية كانت المباينة بما يناسب الإنسانية, وقل مثل ذلك في النملية والحمارية ... إلخ.

فقول القائل: إن القدر المشترك بين يد الإنسان والنملة هو الجسمية والكمية المتصلة, قلنا: هذا حق, لكنها قدر مشترك بينهما وبين كل ماهية إمكانية جسمية, لا بينها وبين كل حقيقة؛ فإن من الحقائق ما هو إمكاني جسمي, ومنه ما ليس كذلك, والمباينة تكون بحسب نوع ذلك, وهذا الذي جعله قدرا مشتركا ليس ذاتيا في اليد يثبت شاهدًا وغائبًا, بل اليد تعرض له ولغيره، فيكون ما ذكره من أخذ ما بالعرض مجرى ما بالذات.

وهذا منا يشبه ما قالته الحكماء في البياض والنور، فإنهم قضوا بأن البياض عرض عام لبياض الثلج وبياض العاج، والحقيقة النورية عرض عام لنور الشمس ونور السراج: إن جعلنا الحقيقة اليدوية مقولة بالتشكيك، فإنت كذلك كان هذا في قوة وجه ثان في المسألة.

ثم اعلم أن هذا الذي ذكرناه يستدعي قولا في أن التنوع والتحصل أيكون بغير الفصول أو لا يكون إلا بها، والقائل بنفي الفصل والجنس، يقول بتنوع الحقائق مع نفيها، وهذا مسألة جليلة القدر، نسأل الله الإعانة على تحقيقها، لا سيما على أصل أصحابنا النافين لكون الشيء المقول على الشيء إما ذاتي أو عرضي، والله أعلم.

قال أحد الأغرار والسفهاء (سؤال ورد: ما المانع من إثبات اليد صفة؟

قلت في جوابه: الخلاف ليس في إثبات اليد صفة..بل الخلاف في معنى يد..
فهل تثبت لليد المعنى الموضوع لها في اللغة الذي هي جزء وعضو؟؟
فإثباته تجسيم..ونفيه تنزيه..
ثم بعد نفي هذا المعنى فلك أن تثبت اليد صفة أو تفوض أو تؤول..لا يضر..

فالنزاع ليس في إثبات اليد صفة..بل في إثبات معناها اللغوي كعضو وجزء..وجعل هذا المعنى مشتركا مع يد الله..فتنبه..

=====

الجواب

صاحب المقالة يحب ويموت في الزنديق ابن عربي الحلولي الزنديق المعروف..

وأصلا أنتم متناقضون ، مرة تقولون اليد أصلا مو صفة عشان اثبتها بل هي عضو..

لأن الصفة هي خبر عن الموصوف ولا يمكن أن تكون اليد خبرا له الخ الخ الخ..

ومرة تقولون خلافنا معكم ليس في كون اليد صفة!؟

يا رجل احترم عقولنا!!

أما قولك أن أن خلافك في اليد أن حقيقتها في اللغة هو العضو والجزء قيل لك وما الدليل أن اليد فقط هو العضو والجزء؟!

وهل تعلم أن المعاجم جاءت بعد الفتح الإسلامي وبعد نزول القرآن بعقود!، والمعاجم تعطي الأمثلة والمعاني التقريبية وليست دقيقة مئة بالمئة وهذا باتفاق المتخصصين في علوم اللغة العربية..

أما قولك (( ثم بعد أن تنفي هذا المعنى فلك أن تثبت اليد صفة، أو تفوض أو تؤول، ولا يضر ))

الرد..

أولاً، ما هو المعنى الذي أنفيه بالضبط لأن الكلام مجمل ماذا تقصد بالعضو والجزء فهذه الألفاظ عامة ومجملة ومبتدعة لا نقول بها نفيا ولا إثباتا، بل نقف بحدود النص، وهذا اللفظ لا يمكن تمريره دون نقاش..

ثانيا : حينما قلت فلك ان تثبتها كصفة تفوضها أو تؤولها ولا يضر..

السؤال كيف لا يضر؟

وما هو الأفضل بينهم أن أثبت وأصدق الله عز وجل؟

أم أكذب الله عز وجل، واتهمه بقلة الفصاحة ونقص البيان، وكتمان العلم والخوف من بيان الحق؟ وتجهيل الصحابة والرسول وطعن بحكمة الله بأن يخاطب الناس بما لا يفهمون ويطعن في مقصود الكلام افهام المخاطب؟

أم أحرف كلام الله وأبدل معانيه اي أحرف الكلم عن مواضعه بالتأويل كما فعلت اليهود والنصارى قاتلهم الله!!، وبدلت دينها بالتحريف ولعبت بها كما لعبت الصبيان بالأوحال!

وثم هل الكلمة المؤولة هي عين مراد الله منها؟

وإذا كانت كذلك ما الدليل على أنها مراد الله من تلك الكلمة المؤولة، ولماذا اختلف المتكلمين في تأويلاتهم لتلك الآيات ومعانيها؟!

وسؤال آخر ، هذا الكلام قد يقوله المعطل الأعتى أيضا بصيغة أخرى! فما هو جوابكم له؟

أي سيقول مثلا لك خلافنا معكم ليس في أن السمع والبصر والعلم والحياة صفات، وإنما خلافنا معكم في معنى تلك الصفات، فهل نثبت تلك المعاني الموضوعة لها في اللغة التي هي أعراض وأجزاء من الجسم؟

فإثبات الحياة على المعنى الموضوع له في اللغة أي عرض قائم بالجسم، تجسيم! ونفيه تنزيه!

ثم بعد نفي هذا المعنى فلك أن تثبت الحياة صفة أو تفوضها أو تؤولها لا يضر!

فالنزاع ليس في إثبات الحياة صفة صفة، بل في اثبات معناها اللغوي كعرض وجزء.. وجعل هذا المعنى مشتركا مع حياة الله فتنبه..

اخوكم أبو حمد المهري الشافعي

أما منشورك دعني أحللها قطعة قطعة..

(( سالت سؤالا عن معنى صفة اليد لله انها حسية ولم تقنعني الاجابة ))

قولك (( ولم تقنعني الإجابة )) هذه المقدمة عبارة عن حشو لا قيمة له ، سواء أكنت صادقا فيها أو كاذبا لا يهمنا أبدا هذه المقدمة..

خصوصا ولم تبين لنا ما هي نوعية الإجابات التي أتتك ولم تذكرها..

ووجه عدم اقتناعك بها..

لأن عادة هذه المقدمات لا تكون علمية بل هي فرقعات تضخم الموضوع رغم بساطته وعادة يُستعمل هذه الأساليب في جر البسطاء ، ففي النقاش العلمي لست محتاجا لهذه الفرقعة ولا يهمنا صدقك او كذبك وانما يهمنا الفكرة التي تحتويها فابتعد في المرات القادمة عن مثل هذه الفرقعات فإنها لا تنطلي على من عنده علم.

أما قولك (( سألت سؤالا عن معنى صفة اليدلله أنها حسية ))

وهذا هو المهم ، حسية لم تأتي في الكتاب ولا في السنة لا يجوز اطلاقها في صفات الله ، حتى ولو أريد بها معنى صحيحا موافقا للكتاب والسنة..

لأنها ألفاظ مجملة يقول الإمام ابو يعلى الفراء رحمه الله فيما معناه..

عن صفة الفم ، هناك فرق بين الجواز العقلي والخبر الشرعي ، ونحن لا نثبت بها صفة إلا من جهة الخبر..

إذا أردت أن تقول أن يد الله حسية أو غير حسية يجب أن يكون عندك خبر أو نص شرعي يأذن لك ذلك نفيا أو إثباتا ، وإلا فالزم الصمت وقف حيث وقف السلف ولا تقول على بغير علم

يقول الله سبحانه وتعالى : ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ كُلوا مِمّا فِي الأَرضِ حَلالًا طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعوا خُطُواتِ الشَّيطانِ إِنَّهُ لَكُم عَدُوٌّ مُبينٌ۝إِنَّما يَأمُرُكُم بِالسّوءِ وَالفَحشاءِ وَأَن تَقولوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعلَمونَ﴾[البقرة: ١٦٨-١٦٩]

لأن الشيطان هو من يجعلنا نتقول على الله بما لا نعلم..

فانتبه ، فهذه الأسئلة من الشيطان..

لأنك لن تعرف هل يد الله حسية أو غير حسية بمحض عقلك فعقلك قاصر ، ان يتصور المالانهاية فكيف بالله الواحد الجبار فعقلك قاصر ان يتصور ما وراء الجدار فكيف بحقيقة صفات الله..

لهذا الموقف الصحيح هو التوقف عن هذا الإطلاق لأنه لم يرد نص

(( فالقول بان ناخذ هذه الصفات على الحقيقة فالاشكال ماهي الحقيقة التي نثبتها لهذه الصفات ))

ببساطة حقيقة تليق بجلال الله وعظمته وانتهى.

له يد لا يعلم حقيقتها إلا الله!

ألم تفهم حتى الآن هذه النقطة

(( ، بحثت في كتب اللغةعن معنى كلمة حسي فوجدت ان معناها ما يدرك باحدى بالحواس ))

السمع والبصر لا نقول عنها حواس ، فهذه الألفاظ المجملة.

إن أريد بلفظ حسية بأن الله عز وجل يسمع بسمعه لأصوات المخلوقين ويبصر ببصره لمشاهد المخلوقين ويخلق بيده ما يخلق.

أي تتعلق صفاته بالمخلوقين ولا يكون غافلا عنهم بكيفية تليق بجلاله وعظمته فهذا المعنى صائب لكن لا يجوز إطلاقه.

وإن أريد به معنى أن تكون مماثلة لما في الشاهد فهذا المعنى باطل.

(( فعلى هذا الاعتبار هل نقول انها تلمس ))

أنا لا أعرف ما غرضك من هذا السؤال ، ربما يكون عندك خلفيات فكرية تجعلك أن تكره الإجابة..

وسترمي خصمك بالتجسيم إذا أجبتك..

لكن أقول هذه المسائل يجب ان تفرق بين ثبوت الشرع وجواز العقل ، فما ثبت بالشرع وجب الإيمان فيه ، وما جاز في العقل وجب التوقف فيه.

عليك ألا تثبت ولا تنفي بأي لفظ لأن باب الأسماء والصفات توقيفية..

أما هل يد الله تلمس ، نقول لم يثبت لفظ تلمس وإنما الذي ثبت هو لفظ المس أي يد الله عز وجل تمس..

والفرق بين اللمس والمس في اللغة..

أن اللمس تكون بالمباشرة ، أما المس قد تكون بمباشرة أو بغير مباشرة ، فيجوز أن يقال لقد مسست الشيء بالحجر.

نأتي للأحاديث

عن ابن عباس قال لما نزلت آية الدين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أول من جحد آدم إن الله تعالى لما خلقه مسح ظهره ؛ فأخرج منه ما هو من ذراري إلى يوم القيامة فعرضهم عليه
أحمد في"مسنده "(1|251) , وإسناده حسن لغيره
كما ذكر شيخنا الألباني في كتاب" السنة" لابن أبي عاصم (90)

عن حكيم بن جابر قال : أخبرت أن ربكم عز وجل لم يمس بيده إلا ثلاثة أشياء غرس الجنة بيده , وخلق آدم بيده , وكتب التوراة بيده .
وإسناده صحيح كما ذكر الذهبي في كتابه "إثبات اليد" (21) و شيخنا في "مختصر العلو" (130)
ج-عن خالد بن معدان قال : إن الله عز وجل لم يمس بيده إلا آدم صلوات الله عليه خلقه بيده , والجنة , والتوراة كتبها بيده .
"السنة" (1|297) لعبد الله بن أحمد

(( سالت احد المشايخ الذين درسو في الازهر فقال ليس هناك دليل على ذلك ))

بل توجد أدلة شرعية كثيرة

وصح كذلك عن ميسرة والآثار في ذلك كثيرة
انظر كتاب إثبات اليد للإمام الذهبي
وهذه الصفة ليست بأعجب من باقي الصفات لأن أهل السنة يثبتون لله صفات الكمال على ما يليق بجلاله من غير تشبيه أو تكييف.

فهذه الصفة ليست صفة نقص بأي وجه من الوجوه بل صفة كمال هي بمثابة الرؤية.

قال تعالى ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَسأَلوا عَن أَشياءَ إِن تُبدَ لَكُم تَسُؤكُم وَإِن تَسأَلوا عَنها حينَ يُنَزَّلُ القُرآنُ تُبدَ لَكُم عَفَا اللَّهُ عَنها وَاللَّهُ غَفورٌ حَليمٌ۝قَد سَأَلَها قَومٌ مِن قَبلِكُم ثُمَّ أَصبَحوا بِها كافِرينَ﴾
[المائدة: ١٠١-١٠٢]

فاتق الله ، ولا تكن كأصحاب البقرة فالله عز وجللم يتكلفك بهذا..

(( فقلت هل ترى فقال فيها حديث انه نرى ربنا اشكال اخر عندما نقول صفة اليد نحن لا نقول ان للانسان له صفة اليد بل نقول له يد ))

لا يوجد فرق بين قولك الإنسان له يد او له صفة اليد ، او قولك له صفة الطول او له طول..

وكلمة صفات اضيفت متأخرا لكل صفة..

رغم أن الحديث لم يرد لفظ صفة مضافة الى الله إلا في احاديث قليلة.

(( هناك من كان على منهج السلفية ثم اصبح اشعريا وهو من طلاب العلم الان قال لي اما ان تثبتو انها صفة معنوية او تقولوا انها مادية ))

هذا الإلزام فاسد لأنه عائد الى مسلمات باطلة وحصر بين خيارين ، فمثلا يمكن الرد عليه..

إما تثبتوا ذاتا معنوية أو مادية ، وهو ضدها في اللغة ، وبذلك أثبتهم أنه جسم..

اذا قلت أننا لا نقول أن ذاته معنوية ولا نقول أن ذاته مادية بل ذاتا تليق بجلاله وعظمته..

كذلك قيل لك لا نقول أن يده معنوية ولا نقول أن يده مادية بل يدا كما تليق بجلاله وعظمته..

وبهذا يتبين لك أن كلام المنسلخ عن السنة فاسد ومبني على مغالطتين منطقيتين..

وأهل السنة ليسوا محتاجين له فهم مثل البحار تبقي الدراري في الأرض وتلفظ الخبث والأقذار خارجا..

﴿وَاتلُ عَلَيهِم نَبَأَ الَّذي آتَيناهُ آياتِنا فَانسَلَخَ مِنها فَأَتبَعَهُ الشَّيطانُ فَكانَ مِنَ الغاوينَ۝وَلَو شِئنا لَرَفَعناهُ بِها وَلكِنَّهُ أَخلَدَ إِلَى الأَرضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلبِ إِن تَحمِل عَلَيهِ يَلهَث أَو تَترُكهُ يَلهَث ذلِكَ مَثَلُ القَومِ الَّذينَ كَذَّبوا بِآياتِنا فَاقصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُم يَتَفَكَّرونَ﴾
[الأعراف: ١٧٥-١٧٦]

والحمدلله رب العالمين..

أما قوله (( وهو ضدها لغة ))

فلا دليل عليه.

لأن لفظ مادية جاءت متأخرا ولم تكن عرب الجاهلية يعرفون هذا اللفظ المستحدث إلا متأخرا.

(( وبذلك اثبتم انها جسم ))

أولا ماذا يقصد بهذا اللفظ..

أيقصد بالموجود القائم بنفسه ، أم يقصد بما تقوم فيه الصفات أم يقصد ما يجوز تقسيمه ، أم يقصد الطويل العريض العميق أم يقصد المركب من هيولا وصورة أم ماذا فهذا المصطلح عام جدا..

أعطني تعريفه..

هل تعريفه عندك : هو ما له طول وعرض وعمق وجاز عليه الإفتراق والتركيب وله حركة وسكون ويشغل حيز من الفراغ.

(( السؤال الذي يطرح هنا اذا قلنا انها صفة معنوية هل هناك في اللغة ما يثبت هذا المعنى ))

صفات مثل اليد والساق والعين بالتأكيد لا نقول أنها صفات مجرد معاني ، بل نقول انها صفات تليق بجلال الله..

حتى نكون واضحين..

هناك من أهل السنة من ذهب أنها صفات معاني ليست كمثلها شيء ، وهناك من أثبتها أنها صفات أعيان ليست كمثلها شيء

ومقصوده صفات اعيان لا يعني بها ذوات ، بل يعني بها صفات اخرى مختلفة غير عن صفات المعاني تليق بجلاله وعظمته..

وهذا حق فالغاية اثبات الصفة من غير تمثيل.

يقول الشيخ فارس العجمي حفظه الله..

[قول شكي ودفعه] في نعت ابن تيمية الحفيد لبعض الصفات بـ"العينية"

الحمد لله وبعد: فقد سألني بعضهم عن قول الشيخ الرئيس في العلوم النقلية والعقلية, وهيولى العلوم الحقيقية والاعتبارية, مولانا الجوهر الفرد: تقي الدين ابن تيمية الحنبلي -قدس الله روحه- في تسميته لنوع الصفات التي فردها يد ووجه وقدم ونحوها من الصفات = عينية, كقوله -رحمه الله-: (وكذلك قول القائل: إن الصحابة لم يعرفوا هل الصفات زوائد على الذات، ليس بسديد.
فإن كلام الصحابة في إثبات الصفات لله تعالى أكثر وأعظم من أن يمكن سطره هنا، بل كلام الصحابة في إثبات الصفات العينية الخبرية التي تسميها نفاة الصفات تجسيماً، أكثر من أن يمكن سطره هنا، وكلامهم وكلام التابعين صريح في أنهم لم يكونوا يثبتون ذاتاً مجردة عن الصفات) انتهى. 

وعظم السائل هذا الموضع واستشكله, وذكر أن بعض متكلمة الصفاتية جعل ذلك مادة لسؤاله على مقالة أصحابنا, وأن ذاك أوجب له ريبة وشكا, وهذه صورة الجواب -مع تصرف يليق بالمقام-:

اعلم أن الشأن فيما كان من هذا الجنس ﻷهون من أن يوجب ريبة، والمراد بـ "هذا الجنس" :
ما كان مقولا عند بعض الأعيان وليس هو مذهب عامة أصحاب المقالة، فتسمية اليد والوجه ونحوهما "عينية" لم يحفظ - فيما أعلم - عمن تقدم ابن تيمية الحفيد من أصحابنا ولا تابعه من تأخر منهم في ذلك ولا تراه مقولا عندهم، فليس الطعن في هذا القول طعنا على مقالة أصحابنا، وليس هذا خاصا بل عاما في سائر الطوائف.

وبعد: فلنذكر قولا شارحا لقول الشيخ - رضي الله عنه- فنقول:
ليس المراد بقول الشيخ "عينية" أنها ذات وضع كما أوهمه قول هذا المنازع -وكما سيأتي- ، وكذا ليس المراد بالعينية ما يراد من لفظ العين كالذي في كلام النحاة من قولهم: اسم عين القسيم لاسم المعنى، كما يوهمه كلام الشيخ.

بل المراد بها "ما ليست من جنس صفات المعاني بل نوع آ

C

Cali Shaafici

لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

أهلاً بكم في مدونتي! أنا كاتب شغوف أشارككم أفكاري وتجربتي في الحياة من خلال تدوينات أسبوعية. أستكشف فيها التوازن بين القيم والمغريات التي نواجهها يومياً، وكيف يمكننا أن نعيش حياة مليئة بالمعنى والعمق. انضموا إلي في هذه الرحلة الأدبية!

انضم الى اكتب

منصة تدوين عربية تعتد مبدأ البساطة في التصميم و التدوين

التعليقات