رأيتٌ في هذا اليوم وجهًا حَسنًا جميلًا، فاق في حُسنه ورونقه حدَّ الوصف، وبلغ من الجمال مبلغًا لا يتصوّره العقل، ولا يحيط به قلم البيان.
وجه كلما أعدت النظر فيه خطر في بالك معنى جديدٌ من معاني الجمال، فلا أنت تدري سرَّ جماله؟، ولا أنت تعرف سبب تجددّ معاني الجمال فيه.
وجه لو رآه "عمر بن أبي ربيعة" لعكف يًنشد من الشعر أعذبه، ولقال فيه بصدق:
"وأرى جمالكِ فوقَ كلّ جميلة ٍ، وجمالُ وجهكِ يخطفُ الأبصارا"
وجه لو رآه الأديب " الرافعي " لما استطاع من رهبة هذا الحسن إلا أن يكتب كتابًا أو كتابين، ولحار به قلمه الطيّع في وصف معاني الجمال وأسراره عن معرفة سرِّ جمال هذا الوجه وكنهه!
وجه لو رآه ذلك الشيخ المدني الناسك، لأحبه ورحمه، ولقال: "حرّم الله هذا الوجه عن النار!"، كقوله الذي قاله عندما لحظ بعينه تلك الأعرابية الفاتنة أثناء الطواف، سواء بسواء، وعندما سئل: فتنتك يا شيخ؟!، أجاب: لا، ولكنّ الحسن مرحوم ...
وجه عندما أبصرته، خفق قلبي، واضطرب فؤادي اضطرابًا شديدًا، حتى لكأن: " قَطاة عُلّقت بجناحها على كبدي من شدة الخفقان"!
بقلم: سامي ..،،