أنا نار إشتعلت ومن قام بإشعالي تخلا عني !! لقد كان يتغزلون بي ويطالبون بي في المنابر و في المقالات وحتى الشعراء كانوا يتغزلون بي بل أنهم ألفوا دواوين بي و كتبوا مئات العبارات و رفعوا ألاف الشعارات  ،  لقد كانوا يجمعون قبضاتهم و يرفعون أيديهم عاليا  ويقولون (ثورة) إلى أن لبيت ندائهم و  أشتعلت و أصبحت نارا تأكل الأخضر و اليابس بعدها تخلوا عني و ذهبوا يستجمون وتركوني وتركوا معي تلك الطيور التي إنساقت خلف تلك العبارات طيور بريئة لها أجنحة وثيرة (وبعدما ثرة  أصبحت تلك الإجنحه ضئيلة)  و لها مخالب رقيقه ولها مناقير ضعيفة لاتستطيع الدفاع عن نفسها فكيف تقاتل كلب مسعورا خلفه مئات الكلاب التي لايوجد بقلبها رحمة و شفقه على تلك الطيور المسكينه التي لاذنب لها الا أنها إنخدعت بمظهر (بياعين الكلام) أولئك لن أطيل عليكم الكلام لكي لاتملوا حديثي فأنتم قد مللتم أخباري فكيف بحديثي ؟  .

وسأروي لكم ماجرى بعدما ثرت أما من كان في البداية يتغزل بي فقد كما قلت سابقا  ذهب ليستجم في أجمل الأماكن و أجمل المدن  ليريح حنجرته التي قد مسها الإعياء جراء ذلك الصوت العالي الذي كان  يرفعه وبعدما قضوا أزمنة مديده من الإستجمام قرروا أن يعودوا إلي ولكن كعاداتهم فقط كلام و لا يطبقون ذلك الكلام ، عادوا إلي يشجبون و يستنكرون ويطالبون بالتدخل و التبرع و بعدها يعودن إلى فنادقهم الغالية أسعارها ليريحوا حناجرهم ، ولكن يبدوا أنهم عندما عادوا لم تكفهم مناظر دماء تلك الطيور فقرروا جلب طيور أخرى من بلدانهم فرفعوا أصواتهم عاليا و قالوا : أعينوا إخوانكم و حاربوا معهم !! ولكم ماتشتهون ، و بعد أن أتت أفواج كثيره من الطيور المساكينه و ضعوا رجل على رجل و أحضروا ما لذ وطاب وجلسوا خلف أفخم الشاشات ليتابعوا تلك الطيور يفترسها ذلك لكلب و تساعده الخنازير ، وبعدها عنوا أياديهم و أخروجوا أغلاء الجوالات  و فتحوا (تويتر) وكتبوا : ( إني أراء نصرا مؤزرا فاستمروا بالتوافد ) ، و أستلقوا على أسرتهم وناموا .

كرسي لإعترافات : 

أعترف بأن لي جانب مضيء فقد ساهمت بإشهار العديد من البشر و قد ساهمت أيضا في زيادة متابعين كل من صفق لأبني (الربيع العربي) لدرجة أنني تخيلت مرة أنه سيصل عدد متابعيهم إلى عدد يصعب نطقه  و ايضا قد أصبح هنالك شُعار في السابق لايعرفهم أحد حتى (عامل البقالة ) ولكن بعدما تحدثوا عني أصبح  الكل يعرفهم  كما أنني قد جعلتهم يحملون ألقابا لايستحقونها   ، و أعترف أيضا بأنني لست راضية عن إسم أبني (الربيع العربي ) كنت أريده أن يكون (الخريف العربي) لأنني لم أراء أبدا ربيع تهاجر به الطيور !! .

و في أخر كلامي أحذركم نفسي  و أحذركم من أبني (الربيع العربي) فكلينا مصاصين دماء فاحذروا يا أولي الألباب !!