لا أزالٌ في كلِّ يوم أَحسبني أراك، فأشيعُّ بصري في وجوه الغادين والرائحين، علَّني أظفر بخيالك الغائب، وطيفك الذاهب .
كنت أحسبني مقصد عينيك، وقبلة أمانيك، وروحك الضائعة التي لا غنى لك عنها أبد الدهر.
وكنت أٌعدُّ لنفسي الأماني، وأرسم لها الأحلام، وأضع لها الآمال، وأُمنّي النفس بك، وأجد في قلبي لك مثل ما أتوهّم أنك لي به واجدة، فأستطيرُّ بهذا الرجاء فرحًا، وبهذه الأمنية سرورًا وغبطة.
حتى عرفت بغيابك الممعن في البعد، أني واهمٌ بما أملّت ورجوت، وأني مخدوع بما حسبت وأردت.
وأني كنت أنظر إلى سراب كاذب يلوح لي على البعد، ويَعرض لي كإنعكاس وهميّ لا حقيقة له، الصورة غير الصورة، والحقيقة غير الحقيقة، أوهام كاذبة، وأحلام خادعة، وأمنيات باطلة.
ذهب من قلبي لذهابك كل شيء، وغاب منه لغيابك كل شيء، وبقي لك في نفسي صبابة عاشق" كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا"،"أنيس ولم يسمر بمكة سامرٌ".
بقلم: سآمي..