يُقال أن رجلًا وقف وسط السوق يخطب خطابًا ناريًا وطنيًا ألهب مشاعر الناس يدعوهم لإسترخاص الحياة وعدم الخوف من الموت!، وهو يصيح ويردد: (موتوا في سبيل وطنكم الغالي!، موتوا في سبيل حريتكم الغالية!، موتوا في سبيل العزة والمجد!.. لماذا تخافون من الموت!؟؟ لماذا تتمسكون بهذه الحياة التافهة الحقيرة!؟).. وكان الناس يستمعون إليه في حماسة شديدة و اعجاب وانبهار ولكن سرعان ما خاب أملهم فيه عندما علموا - آخر النهار - بأنه ليس سوى حانوتي وتاجر نعوش وتوابيت كان يروّج لبضاعته الكاسدة!!.. تذكرتُ هذه القصة القصيرة التي قرأتها في مكان ما، فكانت هذه القصيدة على لسان ذلك الحانوتي الماكر :
اقرعْ طبــولَ القــتـالِ ، و سِــرْ
فطعـــمُ الحـــياةِ كـــريـــهٌ ومُــرْ
فاجعلْ دمــاءك مثــل النـهــر !
وامضِ شهيدًا، نمْ في القبـــر!
***
امـــضِ شجـــاعًـا لنــارِ المِـــحــنْ
وأنــتَ تـــرددَ أقـــــــوى لحـــــن:
نموتُ، نموتُ ويحيا الوطن !!
هيا يا هذا الشبابُ ، انتشر !!
***
هيا، فمُتْ، كـن شهيدَ الوطنْ !
فلابـــــد للعـــــــزةِ مــــن ثـــمـــــــنْ
هيا إلى الخـــلدِ، جنــةِ عـــــدنْ
هيا إلى المجدِ، هيــا انتحــرْ !
***
هيــا!، فإن الحـيـــــاةَ عَـــفـــــنْ !!
وإن القــتـــــالَ مَــجـــدٌ وفــــنْ !
نحو الشهـــادةِ، نحــو الكفـنْ
امضِ شهيــدًا، فإنــكَ حُــــرْ !!
***
نظم: سليم نصر الرقعي