(وهو لن يتمكن من اثباتها بحالٍ من الأحوال!!)
الشرائع الدينية ووثائق الحقوق الانسانية تؤكد على مبدأ ((البراءة الأصلية)) وأن ((الإنسان برئ حتى تثبت ادانته)) الا في قوانين المرأة وشريعة (حواء) الخاصة حيال (آدم) ، فالمرأة دائما تنظر لحبيبها أو خطيبها أو زوجها على أنه ((متهم حتى يثبت براءته)) ليس بالضرورة بتهمة الخيانة العظمى ولكن ولو من باب أنه متهم بالتقصير في اثبات أنه يحبها جدا لحد الجنون بدليل أنه نسي في عيد الحب او عيد ميلادها أن يقدم اليها هدية او يقول لها ((كل عام وأنت بخير يا حبيبتي!)) ، وهذه التهمة في عالم حواء تهمة كبيرة وخطيرة يشيب له شعر الولدان ويؤخذ بها بالنواصي والاقدام !، وهكذا يقضي (الرجل) بقية حياته في محاولة اثبات براءته بشراء باقات الورد و(رباطي البقدونس والكسبرة!) وقد تذهب كل هذه المحاولات المستميتة سدى بلا جدوى اذ أن الاتهامات - ولو من خلال الغمز واللمز والنظرات النسوية ذات المغزى وربما ذات (المخزى؟!) - تظل تلاحقه في يقظته ومنامه وتجلده باللوم وتسمم بدنه بالتعيير بتهمة التقصير وترهقه بلذع السوط بينما هو يركض ويلهث كالفأر المذعور الذي يركض خلفه قط أزعر وجائع في متهات لا تنتهي!!، واحيانا وبشكل مباغت تغير المرأة تكتيكاتها فتتظاهر بأنها اقتنعت بأنه بريء بالفعل وتصرف له (صك براءة) على بياض!، فيشعر المسكين بالفرح والانتعاش لكنه سرعان ما يكتشف في نهاية النهار أن صك البراءة مجرد تغيير في خطة اللعب !، وأنه مجرد (طعوم) ! ، اذ أنها كانت تريد أن تشعره بالأمن والأمان لتراقبه من بعيد وبطرف خفي وربما بعينها السرية (الثالثة) من حيث لا يشعر لترى كيف سيتصرف حينما يتم وضعه على ((وضعية الأمان))!؟ ، وهكذا يظل الرجل يعيش في قفص الاتهام ، متهما بالتقصير ، والكسل، وعدم بلوغه درجة الجنون في حبها لأمرأته ، وبالتفكير في الخيانة بل وبممارسة أحلام اليقظة او المنام بالعيش مع امرأة اخرى ولو في الخيال!، فمن سياسة المرأة سحب أكبر قدر ممكن من طاقة الرجل الجسدية والنقدية ووضعه في موضع الاتهام حتى يظل كالعصفور منتوف الريش في قبضتها!، فيظل المسكين يبذل أقصى جهده وينفق من جيبه وهو في حالة يرثى لها محاولًا وهو يلهث، مُصّفر الوجه، اثبات براءته من كل التهم المعلنة والمبطنة المنسوبة اليه - تصريحًا وتلميحًا - حتى يستعيد صاحب الأمانة أمانته على أمل أن تنتهي هذه القصة مع نهاية الدنيا وأن لا تستمر في عالم النعيم مع (الحور العين)!(*).
***********************
سليم نصر الرقعي
(*) كتبت قصة ومسرحية فكاهية تتحدث عن رجل ليبي فقير، متزوج بامرأة بدينة جدًا وقبيحة المنظر والمخبر، ثقيلة الظل والدم معًا، سليطة اللسان، حولت حياته لجحيم مطبق لكنه - وبعد أن صدمته سيارة مسرعة على الطريق - يجد نفسه في عالم الآخرة ثم - وبعد الوقوف في طابور طويل للمحاسبة - يتم ادخاله للجنة بواسطة من والدته لأنه كان رضي والدين، لكن (المفاجعة) تكون كبيرة ومريرة حينما يجد زوجته، بقضها وقضيضها، في انتظاره في قصره في الجنة حيث يكتشف أن مكياج (جويل) زادها قبحًا على قبح !! ، وتتوالى الأحداث الطريفة في القصة ثم بعد فصول كوميدية وخيبة الامل نكتشف أن كل ما رآه مجرد احلام وهذيانات شاهدها حينما كان غائبًا عن الوعي في المستشفى!.