أعلم أن للبعض عين ترى أكثر من المعتاد و أدق من اللازم, لكن أن تقف العين مُحتارة كل مرة أمام لون ما ولا تعلم ما نوع الإشارة التي ستُرسلها للمخ للإيحاء بشعور ما .. هذا أغرب !
في أغاني الجاز الأمريكية الأزرق يعني الحزن , فإذا ما زارني يوماً أرسل لصديقتي "i'm feeling blue" أو كما يقول لويس أرمسترونغ "?why are you sad and blue" , بينما إذا باغتني حلمُ السفر أتذكر قرية (شفشاون) الزرقاء في المغرب ببيوتها الزرقاء المُبهجة, وبرغم بهجته وقف عقلي عاجزا أمامه في بيوت النوبة ...
اليوم ظهرت من جديد علامات زرقاء في مُقدمة رأسي, أُصبت بها لأول مرة منذ ستة أعوام عندما تم تشخيصها بأنها من أعراض التكسير الذاتي للصفائح الدموية, فصار الأزرق مصدر قلق لكل مرة عليَّ أن أشعر فيها بوخز الإبر من جديد بعدما كان يلطخ حلم السفر المُبهج !
أشجع صديقتي العزيزة آية عادل على الكتابة في مُدونتها الجديدة (Blue) لا أعلم كيف للصدفة أن تختار هي الأخرى هذا الإسم ؟, و الذي يقرأ كتابات آية قد يذوب في الأزرق في لون حبر كتاباتها, فهي تُبصِر في كتاباتها ما لا يُبصَر عن بُعد, تماما كما كانت تفعل "زرقاء اليمامة" أشهر عرافات العرب قبل الإسلام .. لا أعلم لماذا كانوا يُسمونها زرقاء هي أيضاً ؟
وانتهى بي الأمر أمام أحد شيوخ الطُرق الصوفية تحت قُبة الغوري و هو يخبرنا بلون الأنفس - فالنقشبندية تعتقد أن لكل شخص عِدة أنفس - و الأزرق هو لون النفس الأمارة بالسوء ,
و يبدو أنه حقيقة لتأمرني بأن أكتب كل هذا الهراء عن لون !