( قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ۚسَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا ) سورة الكهف آيه 78 

آية تختصر درسًا قيمًا جدًا فهكذا كان رد وقول الخضر عليه السلام لموسى عليه السلام ، بسبب إلحاحه واستنكاره لتصرفات الخضر دون إيجاد مُبرر واضح في لتفسير المسائل التى رآها بتلكً عينيه ولم يرى فيها خيرًا أبدًا ، موسى عليه السلام لم يُكن على خطأ كما حالنًا جميعًا فهو يرى الأمور بنظرة عقلية ومنطقية بحته .. فكل الأحداث التى جرت لموسى مع الخضر كانت ظاهرها شرًا مُحتم ومُظلم ( أما السفينه ، وأما الغلام ، وأما الجدار ) أين الخير في خرق سفينه ؟ في قتل غلام صغير ؟ في هدم جدار ؟ كما حال الأحداث الكثيرة التى تجري في حياتنا ، ولكن رغم سوداوية الأحداث إلا أن باطنها خيرًا كثيرةٍ ، فيأتي تدبير الله الكامن ورا هذه الأحداث ..  فأما السفينة فكان وراها ملكًا ظالم ، وأما الغلام خشية أن يرهق أبواه طغيانًا وكفرًا ، وأما الجدار كان لغُلامينِ يَتيميْنِ وتحته كنزًا لهما !! فالله سبحانه قد يجعل لك في حياتك مواقف وحوادث قد تراها خيرًا أو شرًا لو وقعت لك بقياسك العقلي للأمور ، خذها قاعدة ثابته ليست لها متغيرات ! انه ومهما بلغت من العلم والحكمة والعقل لم تصل لمرحلة تدبير ولطف الله في مجريات حياتنا وستبقى بعقليه ناقصه محال عليها معرفة خفايا الأقدار .. لذلك قد يكون بُعد أو قُرب شيئاً تراه بعقلك خيرًا لك رغم أنك تتضايق وتحزن لعدم حدوثه ولن تعلم حينها لكن !! كُن على يقين أنك ستعلم بعدها لطف الله سبحانه لا محال وكُن على ثق عمياء في تدابير الله لحياتنا وأقدارها ! لذلك فاللهم صبرًا على مالم نحط به خبرًا .