مع تقدم العمر بسياراتنا التي نستخدمها، تبدأ بعض المشاكل الفنية بالظهور. و تتنوع هذه المشاكل و الأعطال بين الميكانيكية و بين الكهربائية،  عندها نبدأ بسلسلة طويلة من الإصلاحات  كلما ظهر عطل من الأعطال، و يزداد الأمر سوءاً بالنسبة لحالة السيارة كلما قل الإهتمام بها و انعدمت الصيانة الوقائية لها.
كذلك الأمر بالنسبة لأنفسنا، فالخالق تبارك و تعالى خلق لنا هذه الأجساد فبناها و أنشأها على شكل هيكل يتكون من العديد من الأعضاء، و جعل لكل عضو من الأعضاء وظيفة يؤديها لكي يخدم نظامنا الفسيولوجي الحسي و الميكانيكي ..
فالأرجل و الأقدام للحركة، و العيون للإبصار، و الآذان للسمع و القلب لضخ الدم و الكلى لتصفية الجسم من السموم .. و كذلك باقي الأعضاء فإن لكل عضو منها وظيفته التي خُلق لأجلها.
و من الأعضاء الهامة في أجسادنا و " كل الأعضاء هام " القلب ذلك العضو الذي يضخ الدم ليصل إلى جميع خلايا الجسد فيمدها بالغذاء لكي تستمر بأداء وظائفها الحيوية.
و كما أن أجهزة السيارة و قطعها و محركاتها تسوء و تضعف و تُستهلك مع مرور الوقت و تتعرض للعطل ما لم يتم عمل الصيانة الوقائية الضرورية لها ..
كذلك هي أجسادنا، تضعف و تتعرض للمشاكل الصحية حين نهملها و لا نعطيها حقها من الإهتمام و الرعاية اللازمة ..
إن التقدم في العمر علمياً يؤدي إلى ضعف فاعلية و كفاءة عمل الأعضاء لوظائفها و قد يتعطل بعضها تماماً ما لم يكن لدينا الوعي الصحي لمعرفة كيفية جعلها تواصل أداء وظائفها دونما مشاكل و لأطول زمن ممكن قد كتبه الله تعالى..
فتعطل أي عضو من أعضاء جسم الإنسان يكون له أعراضه و انعكاساته على حياة الفرد العامة و الخاصة.
فقلة الحركة مثلاً تؤدي إلى تآكل المفاصل كالركب و الأطراف و خشونتها مما ينتج عنه معاناة مزمنة في حالات المشي و الجلوس و الوقوف ..
كما أن قلة الحركة و التغذية الغير صحية قد تؤدي إلى تراكم الكولسترول الضار و الدهون الثلاثية في الدم و بالتالي تصلب الشرايين و ضعف عضلة القلب و قد ينتج عن ذلك الذبحات الصدرية و ما يتبعها من مشاكل، و كذلك بالنسبة للكلى و ضرورة تجنيبها ما يؤدي بها إلى الفشل  كالمشروبات الغازية خصوصاً.
و هكذا بقية الأعضاء التي يصيبها الضعف و الوهن بسبب الإهمال و عدم الوعي بكيفية المحافظة عليها لتخدمنا أطول  مدة ممكنة ...
إن الوعي الصحي و إجراء الفحوصات الطبية الدورية الشاملة أمر ضروري و بالغ الأهمية للجميع و لكنه لمن تجاوزوا سن الخمسين أو الستين سنة أكثر أهمية.

متعنا الله و إياكم بما خلق لنا من حواس و بما يرضيه..
و أدام علينا جميعاً لباس الصحة و العافية.

عبيد العبدي