يوميات كاتب: جرحى الحشد الشعبي, من دون علاج!
بقلم اسعد عبد الله عبد علي
أبو رقية, جارنا الطيب, الذي لم يتجاوز ثلاثين عاما, جرح في معارك محيط الرمادي, في ساقه اليمنى,وأصيب بعدة إصابات, ومنذ شهر وهو يتعالج,وقام بأجراء عملية, وكل هذا على حسابه الخاص, وكانت هناك بعض المساعدات من أشخاص, يدعمون الحشد الشعبي, لكن الحكومة لم تهتم, فلا شان لها بمقاتلي الحشد الشعبي, وهم يحررون الأرض من الدواعش, بعد انكسارات الجيش الكبيرة.
سألت أبو رقية, بعد أن يشفى, ماذا يفعل؟ فقال "سأعود للحشد, كي أكمل ما بدأت, فأخوتي ينتظروني على سواتر الدفاع المقدس".
الحشد الشعبي, كيان قام بفتوى المرجعية الصالحة, للوقوف بوجه الهجمة البربرية, التي كان مخطط لها أن تبتلع العراق.
لكن مقابل هذه التضحية, تعيش الحكومة العراقية فوضى, مما جعلها تفرط بالحقوق, وتتخلف عن رد الفضل, لصاحب الفضل ( الحشد الشعبي), فالمستحقات المالية لا تسلم للحشد, مع أن الحكومة والبرلمان يصرفون الملايين, على وجبات الغداء والإفطار, فلا يأكلون ألا ما ارتفع ثمنه, آو مئات الملايين على مصفحاتهم, بسبب داء الخوف المسيطر عليهم, أو مصاريف فلكية على سفراتهم هم وأبنائهم, فيبدوا أن النخبة السياسية من عشاق السفر,وكل هذا يصرف من الخزينة, لكن الغريب أن يبخلوا على جندي الحشد, بدنانير قليلة!
جرحى الحشد يفتقدون العلاج, فالمستشفيات الحكومية متخلفة بأجهزتها, وفاقدة للأدوية المهمة, مع ندرة بالكوادر الخبيرة.
بالمقابل, البرلمان والحكومة, يصرفون عشرات الملايين على علاجهم الخاص, كعلاج العطية الشهير, آو البرلماني الذي زرع شعر بمبلغ خرافي, والفواتير تدفع من الخزينة, فهل أموال الخزينة حكرا لعلاج النخبة الحاكمة, أما أن جرحى الحشد الشعبي, لا يستحقون أن تدفع فواتيرهم, من الخزينة العامة, وعليهم أن يواجهوا مصيرهم.
أما قضية العلاج, فالموضوع متيسر للدولة, فقد نحتاج لساسة يفهمون استغلال الفرص المتاحة, وممكن جدا القيام بخطوتين:
أولا: عليها أن تفتح قنوات مع المؤسسات الطبية العالمية, لتيسر علاج الجرحى, فالمعروف أن العالم اليوم يحارب داعش, فجرحى الحشد أولى بالعلاج الطبي المجاني, من قبل الدول المشاركة في التحالف الدولي, وهذه الخطوة تحتاج لدبلوماسية عراقية محترفة, كي تأخذ حقوق العراقيين.
ثانيا: على الحكومة أن تقتطع من رواتب الوزراء والبرلمانيين والرئاسات الثلاث والوكلاء, نسبة مثلا 20%, من أجمالي ما يتقاضوه شهريا, لعلاج جرحى الحشد الشعبي, وبهذا يرفعوا عنهم بعض العار, الذي جلبوه بتخليهم عن مسؤوليتهم, طوال عقد من الزمن.
أفكار ممكنة جدا, فقط تحتاج لقيادة سياسية قوية, تستطيع أن ترهب عبيد المال والراحة, وتفرض عليهم القيام بمسؤوليتهم, وتحقيق العدل, فالحشد الشعبي يستحق الكثير.