في العاشر من اغسطس اكملت العقد الثاني من عمري، لطالما كان لدي شعور بإن عمر العشرين سيكون مُختلف. اتمنى كذلك، و لكن بشكل جيّد. 

لم اتصوّر إنني سأكتب ما اشعر به يوماً من الايام لكن وجدت في الكتابة راحة رغم اني لم احصل عليها تماماً. 

ما اشعر به ربما سيكون سخيفاً في أعيّن البعض و جدّي في البعض الآخر. لا يوجد كلمة تصف ما اعنيه حرفياً لكن سأحاول. سأحاول ان افرغ ما اشعر به من افراح و احزان. 

القراءة هي احدى هواياتي التي اعشقها و لا استطيع تركها، كذلك الرسم، فلوحاتي تعبر عن ما في داخلي من افكار و عواصف ذهنية. لكن لسوء الحظ، لم اعد اشعر ان لدي الرغبه في اكمال لوحة واحدة او كتاب واحد. لم اعد استمتع بهم. 

لطالما جعلت من اصدقائي مكانك كبيرة في حياتي لكن في الشهور الماضية لم اعد استمتع معهم و اخترت 

 العزلة عنهم. أشعر أني معزولة من كل شي حتى لو كنت محاطًا بالجميع يرهقني شعوري المستمر بكوني قد أضعتُ نفسي.

دعوني اشرح لكن ما حدث بالتحديد..

كنت امشي مستمتعة في طريقي، و من غير لا اشعر، بدأ الطريق يُتعبني و يرهقني لكن لم استسلم و أكملت المشي.

و حدث ما لم اريد ان يحدث، وقعت في حفرة عميقة، ضيقة و مظلمة لا اكاد استطيع التنفس منها. 

تلك الطريق كان حياتي، و تلك الحفرة كانت اكتئابي. لطالما كانت تسعدني اقل الاشياء. الآن اكبر الاشياء لم تعد تهمني.

الغريب في حياتي انني لم اتعرض لأي صدمة عاطفية كانت ام نفسية، و لم اتعرض لأي حدث ممكن ان يسبب ما اشعر به. 

في غرفتي احياناً اشعر بإن الهواء يقتلني! اشعر بإن هناك من يهددني ! اما في الجامعة او عند تجمعات الاقارب و الاهل ف على الرغم من وجود الناس حولي الا انني اشعر بإنني وحيدة و اشعر بإنزعاج شدييد لا استطيع وصفه. ‏لم يكن هنالك سبباً واضحاً لحزني، كانت كل الأشياء تتراكم بداخل بقلبي، كأنه ثُقب أسود يجذب إليه كل الأشياء التعيسة، وكنت أحياناً أجيد التحدث عن الشعور بالحزن، لا عن الأسباب، لأني كنت أجهلها.ارهقني التفكير ، التفكير المفرط بأتفه و ادق الاشياء، بكيفيه وجودنا و بالغاية منها. فأدمنت التفاصيل و التحاليل. إن اردت التركيز بالأشياء الايجابية في حياتي فأجد نفسي اتحدث مع ضميري بتقصيري مع افراد عائلتي و لم تعد تنفع هذه الطريقة.  لم اشعر انني اريد ان اتخلص من حياتي الا في الآونه الأخيرة، عندما اعتقدت انه لم يعد ينفع ان اعيش. لكنني اتراجع في اللحظة التي اريد فيها التخلص من حياتي، لانني اعلم ان الموت لن و لم يكن الحل ابداً.

ان كنتم تفكرون بإنني ابغض نفسي فهذه ليست بنظرة جيدة، إذ انني اعشق نفسي ولست احبها فقط. لكن هذا الحزن ارهقني و اهلكني. اردت ان اساعد نفسي بشتى الطرق لكن لا جدوى. 

اريد الهروب، لا من المكان بل من نفسي. اريد ان انتشل ما بداخلي لكن اخاف ان انتشلني. لم اعد قادرة على استيعاب ما يحصل حواليّ اذ دائما ما يشرد انتباهي للتفكير في التفاصيل. 

انا مختلفة، و لطالما وجدت نفسي مختلفة. لا اقصد بذلك انني مختلفة بشكل جيد ولا حتى بشكل سيئ، فجميعنا لدينا وجهات نظر مختلفة. لكن في مجتمعي هذا، يجب ان اساير اهتمامات من هم في سني لكي لا اسمع كلمات قبيحة و اشعر منها بإنني إنسانة تافه. لكن لن يحدث، و لدي الشجاعة التامة لإثبات ما احب و ما اكره. لا اريد ان البس القناع الإجتماعي و اسايرهم فقط لإرضائهم.ولا اطمح لإبهار احد، نهائيا. 

" رضا الناس غاية لا تدرك"  من وجهه نظري، فهذا مثل خاطئ. لإن رضا الناس ليست بغاية من الاساس. هذه احدى وجهات نظري في هذا المجتمع. وهذا احدى اسباب وقوعي في الحفرة. 

لم انتهي بعد، في الحقيقة انا لا استطيع ان اكون الا انا. لا استطيع ان اجعل من اهتمامات الناس محوراً لي. لقد مللت من حياتي هذه على الرغم من سهولة العيش فيها. أُقسم بإنني اركز على الايجابيات فيها لكن لم يعد ينجح الامر. 

فأنا امضي اياماً سيئة جداً لعلي استطيع الخروج من هذه الحفرة و اتخلص منها. بكامل رغبتي لم أعد أُريد أن أعني لأحد شيئاً أُريد سلاماً داخلياً فقط.

ها انا اكتب، و لو كتبت لمئة عام قادمة لن اكون قادرة على ما اشعر به الآن. 

و ها انا في مقتبل العقد الثاني من عمري، هل مازلت اعتقد بإنه مختلف؟ هل ما زال لدي الأمل ؟ لا يوجد اجابة لأسألتي هذه لعلي اجدها.