في ليلةٍ عاصفة ، وطقسٍ ماطر ، تجتمعُ الحيواناتُ في الحظيرةِ فيعتلي الخنزيرُ قومةً من القش وسط ترقب من باقي الحيوانَات ، ثم ينتظرُ اكتمالَ الصفوفِ حتى يسودَ الصمتُ ليصرخَ قائلاً : حانت نهايتهم!


لنعد قليلاً إلى الوراء ، يقدرُ عمر البشريةِ بثلاثُ مئةِ ألفِ سنة قضينا مئتين ِوتسعينَ ألفاً منها ونحن نصطاد لنعيش، ثم وفي عشرة آلاف سنةٍ اكتشفنا الزراعةَ لنصل بعد عدة تطوراتٍ لما نحنُ عليه الآن.

قبلَ اكتشافنا للزراعةِ كان الصيدُ وسيلتنا الوحيدة للعيش ، فإما أن تصطادَ أو تموتَ جوعاً! ثمّ بعد ذلك بدأنا باكتشافِ الزراعةِ وكانت بدائية فكنا نحتاجُ لمزارعٍ واحد لإطعام شخصٍ واحد مما يوجب العمل مزارعا أو الموت جوعاً!

بَدأ بعدها الإنسانُ في تطويرِ آلياتٍ تساعدُ على زيادةِ الإنتاجِ الزراعيِّ ومنها بدأَ الاعتماد على الحيوان فقد كانَ يقوم بكلّ الأعمال الروتينية الشاقة بسهولةٍ وكفاءة وبأجرٍ قليل (قوتَ يومه)! ومن هنا ازدادت إنتاجيةُ المزارعِ الواحدِ فتوفرَ للإنسان الوقت اللازمَ للتفرغِ واستكشاف العلوم الأخرى كالحدادةِ والنجارةِ والتي أدت وغيرها إلى نهضتنا الحالية.


ولكن ، ماذا لو لم تَنصعِ الحيواناتُ لأوامرنا حينها؟ هل سنبقى في جهلنا ؟ هل سنكتشف طرقاً أخرى لزيادةِ الإنتاجِ الزراعيّ؟ وماهيَ تلك الطرق ؟