يكون الخوف كبحر متأجج وأنت كقطعة خشب طافية على سطحه تحركها نوباته يمنة ويسرة, تتمنى أن يتوقف البحر عن الحركة, أن تمتلك مرساة ثقيلة وإن لم تلائم حجمك أو ماهيتك, أن تحترف مسايرة أمواجه فلا تزلزل توازنك في كل مرة , أو حتى أن تفيق وأنت على الشط ثانية, تتمنى هذا أو ذاك مرة بعد مرة حتى تدرك أخيراً بأنه لن يجديك أي من ذلك كله.

 تدرك أخيراً أن ما يجديك هو أن يكون البحر /خوفك عنيفاً كفاية لتحطيم هشاشتك فتتلاشى فيه, تكون أنت وهو شيء واحد دائماً, حينها فقط لا يمكنه أن يؤذيك فأنت نفسه التي لا يمكنه إغراقها/إرباك وجودها, أنت خوفك الذي سيتأجج ليهدأ في النهاية وإن تحقق - فلأنك هو - ستجد طريقة لتتعامل مع أسوأ نسخة منه, كلما زاد خوفك زادت جدارتك به/ خبرتك فيه, وكلما كبر علمت بأنك إذن كبير كفاية للعيش به أو بما سيؤل إليه.