اكثر مايميز سينما فرهادي هذي الواقعيه الجارفه و الشاعرية المنسابه كلها في آن واحد من كاميرا واحده من عين مخرج واحد. بالنسبة لي اصغر فرهادي يمثل حالة سينمائية خاصة عين باذخه في إظهار التفاصيل تلك التي تبدو معتاده و ليست مهمه مشكلاً بها عقده الفيلم و ذروة سنامه، و مؤكداً على ان كل شيء يبدأ من التفاصيل، و ان معادلة الجمال لا تكتمل الا في التفاصيل.

كنت قد أعدت مشاهدة فيلم “about elly” 2009 بالأمس و هذا على مااعتقد سبب كتابة هذه التدوينه.

تبدا قصة عادية مجموعة أصدقاء و أزواج عاديون يقررون الذهاب في إجازة الى مكان على الشاطىء يدعون  الآنسة إيلي ( تارني عليدوستي) للذهاب بهدف الترتيب للقاء احمد(شهاب حسيني) يبدأون في خوض احاديث عاديه عن اشياء عاديه في اجواء عاديه، بينما انت تغوص في تفاصيل العادية بالتقاطات ساحره متداخلاً معها صوت الموج جية و ذهاباً،  -الصوت الموسيقي الوحيد في الفيلم- غير ان هذه العادية لا تلبث ان تنهمر عليك بكم هائل من الخوض في دواخل هؤلاء العاديين بمجرد ان تختفي إيلي، هذا الاختفاء الذي يشكل العقدة الأساسية في السياق الدرامي، تعرية حقيقية لدواخل هؤلاء و عوالمهم تلصص صريح على مشاعر القلق و الارتباك اللوم تاره و الصراخ تاره. 

في احد مشاهد الفيلم كان الجميع يركض باتجاه البحر ركضة الهائم على وجهه لا يدري الى اين و من اين، هل ستخرج ايلي من الموج ملوحة بالسلام ام هل الموج سيتحول الى سفينة إنقاذ و يحملهم جميعاً للبحث؟ هكذا الخوف يدفع الانسان الى اللامعقول. 

هذا الفيلم الذي شكل نقطة التحول الهائلة لفرهادي في مسيرته، تبعه نجاحات مبهره لأفلام متعدده جديرة بالمشاهدة كأحد اهم أفلام السينما الإيرانية على الإطلاق.