اللغة الدلالية الانتهازية..? . Semantic opportunism!!

الانسان حينما يتواصل لغويا مع الاخرين فانه في الواقع يعني ما يود قوله بنسبة كبيرة, لكن هناك من يستخدم لغة مخادعة او لغة ذات منطق مخادع بقصد تشويه اعتقادا او رأيا مخالفا  او مذهبا لما يعتبره او يريد الاخرين اعتباره  حقيقة مطلقة وهدفه تقييد تفكير الاخرين والتحكم في سلوكهم وطريقة تفكيرهم..هذا الاشكالية ربما نجدها في منهجية  وايديولوجية الكثير من الاحزاب و المذاهب او المنظمات  التي تهدف للوصول للسلطة على المدى البعيد.

وهناك من يعتقد انه اذا كانت الايديولوجيا تضع اولوية قصوى للنتائج المراد تحقيقها, فان اساسيات هذه الايديولوجيا تضع اعتبارات كبيرة لاهمية صياغة الكلمات بشكل مخادع لخلق معرفة محددة ومعينة, فحينما يصبح الفكر الدلالي عبارة عن إدارة  وتوجية "طاقة" او قوة موجهة في الكتابة والالقاء والتعبير بقصد السيطرة والتحكم في تفكير وسلوك الناس والطلاب بشكل خاص, فان الوصول للسلطة  يصبح مبتغى واولوية كذلك..منهجية الفكر الاخواني كمثال..

ولغة الانتهازي الدلالية تحاول قلب ابسط المتطلبات الاساسية للتفكير العقلاني في محاولة  للوصول الى ما يحقق مكتسبات معنوية او مادية كغايات نهائية, وفي الغالب فان هذه اللغة الانتهازية تجد الاستحسان والتصديق في البيئات المتدنية علميا والفقيرة معرفيا..والحقيقة ان هذه اللغة كانت تجد الاذان الصاغية عبر الازمنةالغابرة لكن بعد ان اصبحت المجتمعات البشرية في كل ارجاء الكون تعيش واقعا معرفيا ومعلوماتيا متاحا ومتيسرا بكل سهولة عبر مواقع الحوارات ومحركات البحث الانترنتية, وتعدد وسائل التواصل الاجتماعي فان فرصة بقاء تأثير هذه اللغة الانتهازية يعتبر ضئيلا جدا حتى مع علمنا بان هناك اعداد سكانية كبيرة من الفئة التي لا تجيد التفكير الناقد او هي مبرمجة بالعاطفة للخضوع والميل طواعية مع طوفان هذه اللغة المخادعة الان ان دور المفكرين والتربويين والمشايخ من ذوي الفطنة والبصيرة سيكون حاسما في هذه المسألة.


د. سالم موسى القحطاني