بقلم // حسام السندنهورى
يقول المصريون فى امثالهم الشعبية :-
" قدم السبت تلاقى الاحد "
وهى تعنى ببساطة حسب مفهومى المتواضع انه يجب على الانسان ان يبدأ بالخير اولا فيرتد اليه الخير بعد ذلك يعنى قدم الخير السبت تجدة يرجع اليك الاحد و"هذا تشبيه"
فمصر فى عهد الرئيس الاستاذ/ انور السادات قدمت السبت و بدأت بالسلام فوجدت (حصدت الاحد ) حيث تمتعت بالسلام طيلة 40 عاما حتى الان و من المتوقع ان يستمر السلام الى عقود مماثلة و اكثر طالما التزم الطرفان ببنود المعاهدة دون الاخلال بها
ولكن بالنسبة للقضية الفلسطينية فان الوضع مختلف
فالفلسطنيين مدوا اياديهم للسلام و لكن دون جدوى
فهل تبادر اسرائيل الان بتقديم السبت للفلسطينيين مع فوز نتنياهو فى الانتخابات التى عقدت ابريل 2019 و هل ستشهد المرحلة المقبلة انفراجة فى عملية السلام ام ان السيد / نتنياهو سيستمر فى عزوفه على تحقيق سلام شامل و عادل و دائم مع الفلسطينيين
كان الراحل / ياسر عرفات الزعيم الفلسطينى له مقوله شهيرة الا و "هى سلام الشجعان"
فهل يحقق نتنياهو هذه المقولة ليتحقق سلام الشجعان مابين محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية و السيد/نتنياهو رئيس الوزراء القادم
وهل تبادر اسرائيل بمبادرة عادلة و شاملة و دائمة للسلام كما فعلت مصر منذ 40 عاما لتحصد ثمارها بعد ذلك كما فعلت مصر
ان ما يطلقون عليه صفقة القرن و التى تتسم بالغموض لاننا لا نعرف لها نصا و اضحا او تصريحات محددة حولها لنستطيع ان نقيمها و هذا بالاضافة للشائعات الكثيرة التى تحيط بها
فهناك على سبيل المثال من يقول ان مصر ستعطى الفلسطينيين جزء من سيناء ليقيمون عليها دولتهم او ربما ليقيموا بها فقط لهو امر بالغ الخطورة على عملية السلام المصرية – الاسرائيلية وعلى امن مصر و اسرائيل لان من يعرف الشخصية الفلسطينية فهو يدرك انها شخصية صلدة و عنيدة و لن يستسلموا لقبول الامر الواقع المفروض عليهم و سيقاومون سواء اكانو فى غزة او سيناء فاذا كانت غزة المحدودة المساحة تخرج منها كل هذه المقاومة سواء السلمية او المسلحة خصوصا و هم تحت الحصار فالحصار لم يؤثر على عزيمتهم و اصرارهم على المواجهة فما بالكم اذا اقيمت لهد دولة فى سيناء انهم سيشكلون تهديدا على مصر و اسرائيل ايضا
ففكرة اقامة دولة فلسطينية فى سيناء لهى فكرة فاشلة من الناحية السياسية و الامنية ايضا
ان الحل الوحيد القابل للتنفيذ هو اعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة فى حدود لدولتهم قائمة على حدود ما قبل 5/6/1967
اما بالنسبة لاشكالية وجود مستوطنات يهودية على الاراضى الفلسطينية فامرها سهل فالحل هو شراء الفلسطينيين لهذه المستوطنات( شراء المبانى دون دفع قيمة ثمن الارض لانها ارضهم فلا يمكن ان يشترى المالك ما يملك ) و بذلك نكون قد حللنا مش المستوطنات الموجودة على الاراضى الفلسطينية فى الضفة الغربية و لتلتزم كل دولة بحدودها ما قبل 5/6/1967
فاذا لم يكن السلام عادل و شامل و دائم لن تستطيع اسرائيل الحياة مطمئنة هادئة و سط جيرانها العرب
ان تجربة مصر و اسرائيل بتوقيع معاهدة السلا م من 40 عاما تجربة ناجحة بفضل سلام الشجعان كما كان يقول /ياسر عرفات ما بين بيجن و السادات ويمكن لها ان تتكرر اذا ما ارادت اسرائيل ذلك و قدمت السبت للفلسطينيين و عملية السلام فى الشرق الاوسط