كتب / حسام السندنهورى
فى الوقت الذى لا تزال فيه مصر تواصل حربها ضد الارهاب
لازالت هناك زوايا (اماكن يقيمون فيها الصلاة و يدعون انها مساجد للعبادة و الصلاة )مقامة تعتبر بؤرا ارهابية يلتقى فيها الارهاب الاسود ليمارس نشاطه
فعادة بل غالبا تكون هذه الزوايا مركزا للنشاط الارهابى
و دائما تكون تلك الزوايا صغيرة الحجم و لا يقتصر و جودها فى الاماكن الشعبية او العشوائية بل تمتد لتتواجد فى اماكن راقية كوسط البلد و مصر الجديدة و غيرها
وللاسف هذه الزوايا يصعب مراقبتها و متابعتها لعدة اسباب:-
فمثلا رواد هذه الاماكن محدودى العدد و يَشكوا فى كل غريب عنهم لانهم يعرفون بعضهم البعض جيداً
وكل وافد غيرهم يحاول الدخول فيما بينهم يشكون فيه و فى امره و يرتابون منه
تدرك هذه الجماعات جيداً الوسائل الحديثة للمراقبة كالكاميرات الصغيرة او الميكروفونات وهم بذلك يتحاشون الخوض فى الاحاديث الهامة فى تللك الزوايا مما يصعب تتبعهم عبر تلك الوسائل الحديثة للمراقبة
ولهذه الاسباب و غيرها تُغل يد الدولة عبر اجهزتها الامنية المختلفة فى السيطرة على تلك الزوايا
فكل فرد يحاول الدخول فيما بين تلك الجماعات يكون من السهل كشف امره لانهم ببساطة يدركون الاساليب الامنية التقليدية فى محاولة دس المخبرين فيما بينهم فاما ان يتجاهلوا من يحاول الاندساس فيما بينهم و لا يتحدثون امامة بشىء و اما ان يتعقبوه و يدرسون حالته و محاولة معرفة كل شىء عنه كوظيفته و سكنه و اسرته و اين يعملون الخ
مما يعرض فرد الامن للخطر نتيجة لسهولة كشفة فى تلك الزوايا صغيرة الحجم و المحدودة فى عدد روادها
اذا فلابد من غلق تلك الزوايا صراحة و علانية و ذلك لضرورات الظروف التى تمر بها البلاد
كما يجب وضع شروط و قواعد لانشاء دور العبادة من حيث المكان و المساحة
و غالبا ما تكون تلك الزوايا مجرد قاعدة للانطلاق والتوافق حول احداث لقاءات اخرى فى اماكن تكون بعيدة عن اعين رجال الامن
فهذه الزوايا هى قاعدة للالتقاء لتحديد ما هو ابعد من ذلك
واذا كان البعض يقول كيف تغلق دور عبادة يقام فيها الصلاة؟ فان الرد يكون كالاتى :-
ان الضرورات تبيح المحظورات و اننا لا نمنع الصلاة و اقامة دور العبادة و لكن
نضع قواعد و شروط لانشائها لاتتعارض مع المقتضيات الامنية و المصالح العليا للبلاد و لا تتعارض مع الظروف التى تمر بها البلاد
و بالطبع يجب الا نغفل دور الازهر الشريف فى التاكيد على ذلك فمن غير المعقول ان يعارض الازهر قرارا يهدف الى حماية الامن العام للبلاد و الحيلولة دون اقامة زوايا تكون مقرا للارهابيين يلتقون فيها ليعدوا العدة لتحقيق اهدافهم الدنيئة
فدور الازهر الشريف بالغ الاهمية فى توضيح مثل هذه الامور الهامة التى يجب مراعاتها و لا يخفى على احد سرا انه ايضا يجب ان يكون هناك مسئول امن لكل جامع ومسجد يشاهد ويؤمن ما يحدث فيه للاطمئنان ان هذا الجامع او المسجد لا تقام فيه لقاءات او القاء خطب او مناقشات تتعارض مع ام البلاد
ففى الحرم المكى على سبيل المثال يكون هناك حراس يحرسون امام المسجد وهو بين يدى الله
افا يكون الحرم غير امن؟
لا بالطبع و لكنها اجراءات للحفاظ على امن و سلامة الامام المكى
واذا كان الامر كذلك بالنسبة للامام المكى فما بالكم بامن و سلامة البلاد الايستدعى ما نواجهة من ارهاب من ان نحرس المساجد و الجوامع من المندسين الذين يريدون النيل من هذا الوطن و تدميرة و تحطيم شعبه و يتخذون من بيوت الله مقارا لهم لعقد اجتماعاتهم و تدبير مؤامراتهم ضد البلاد
ان هذه الزوايا يا اعزائى ما هى الا بؤرا للارهاب الاسود وهى كالسرطان الذى ينهش فى جسد الامة و يغتال احلام الشعب المصرى فى حياة امنة مطمئنة
واذا كنا نضع قواعد و شروطا حينما يتم انشاء كنيسة جديدة و ذلك وفقا لما تقتضية مصلحة الاقباط و مصلحة البلد فانه من باب اولى ان نضع قواعد و شروطا لبناء اى مسجد او جامع وفقا لما تقتضية مصلحة الوطن و الشعب
واذا كان الرئيس السيسى رئيس الجمهورية قد دعا الى تجديد الخطاب الدينى فكيف لنا و للازهر الشريف ان يجدد الخطاب الدينى فى ظل وجود هذه الزوايا التى تشكل منابر لنشر التطرف و الارهاب ليس هذا فقط بل يمتد الامر لتكون مقرا للجماعات الارهابية ليعقدوا فيها و يحيكوا المؤامرات و تدبير الاعمال الارهابية ضد البلد
ان تجديد الخطاب الدينى يجب ان يشمل غلق هذه الزوايا التى تحرض على العنف و الارهاب و يرتادها و يعلو منابرها من يدعون اليه
او على اقل الفروض يجب ان تضم هذه الزوايا الى وزارة الاوقاف ويتم تعيين خطباء لها من قبل وزارة الاوقاف و يتحملون عبء ادارة هذه الزوايا للصلاة فقط دون ان تتحول الى شىء اخر
و اذا تعذر ذلك فان اغلاقها واجب وطنى لما تمثلة من تهديد للامن و السلم العام فى مصر
ان الدولة المصرية و حكومتها ان لم تتدارك هذا الامر الان فان جهود الارهاب و عملياته ستتواصل الى ما لا نهاية لانهم كالافعى التى ان قطعت راسا لها ظهرت لها راسا اخرا
ولكى تُكلل نجاحات العمليات التى تواجه الارهاب فانها يجب ان تشمل غلق هذه الزوايا
فبالرغم من الجهود الكبيرة المبذولة من قبل الاجهزة المختلفة للدولة و على راسها جهود الجيش و الشرطة الا ان الارهاب يجب ان يتم القضاء عليه من منابعه الفكرية التى تنشر هذا الفكر الارهابى فالجهود الامنية و العسكرية مهما تعاظمت يجب ان تشتمل على مواجهة الارهاب فكرا باتباع الخطوات اللازمة لذلك و على راسها القضاء على منابره التى يستطيع من خلالها نشر افكارة و تكوين اجيال جديدة تؤمن بنفس هذا الفكر الارهابى المتطرف
وذلك حتى لا ندور فى حلقة مفرغة فنقضى على جيل ثم يظهر لنا جيل تالى يحمل نفس الفكر و هكذا الى ما لا نهاية
وهذا للاسف ما يحدث منذ ظهور الجماعة فى عهد الملكى فى مصر