نعلم يقينا ان الامم المتحدة لم تقم بحل أي من المشاكل الدولية على مدى تاريخها الحافل بالمآسي,فساهمت وبفاعلية في اطالة عمر الازمات,وإفلات مجرمي الحروب من العقاب,لان الازمات مبرمجة من قبل القوى الدولية الفاعلة,وهؤلاء المجرمين يعملون تحت حماية تلك الدول وينفذون اوامرها,وقد يعمد بعض هؤلاء المجرمين الخروج عن اوامر السادة,فيتم اصدار مذكرات توقيف بحقهم,لكن التنفيذ(الجلب) يظل رهن بجدية الدول الكبرى في معاقبتهم,فتعمد الى منحهم وقتا اضافيا لأجل الاستتابة.

المشكل الليبي ليس استثناءا,الازمة ودعت عامها السادس وأصبحت تشكل عبئا على المجتمع الدولي,استشرى الفساد المالي والإداري وضرب كافة قطاعات الدولة,الخزينة العامة شارفت على الافلاس,شهية الساسة انفتحت على مصراعيها,وهناك مساع حثيثة لأجل الافراج عن الاموال المجمدة,لتغطية المصروفات.

السيد سلامة وباعتباره مسئولا عن الملف الليبي او بعبارة اخرى تعتبر ليبيا محميته التي وهبها له المجتمع الدولي,سافر الى كافة اصقاع العالم لحضور المؤتمرات التي من شانها المساهمة في حل الازمة الليبية,اما الدول المؤثرة في الشأن الليبي فقد حظيت بالعديد من زياراته ومقابلة كافة مسئوليها وقد اعلن مؤخرا بان هناك حوالي عشر دول تتدخل مباشرة في الشأن الليبي(نعتقد من جانبنا ان العدد اكبر بكثير ولكن هذا ما امكن السيد سلامه الإفصاح عنه)وهذا الحجم يعكس مدى سعي هذه الدول لاستمرار الازمة والاستفادة من الأوضاع القائمة.

في الشأن الداخلي فإنه جال كافة مدن البلاد وقراها,واستمع من سكانها وعن قرب مدى العوز والبؤس الذي يعانونه,وعدم الاستقرار الامني فكان لزاما عليه ان يبوح ببعض مشاهداته التي لم ترق لمتصدري المشهد,فطالبوه بالتوضيح ليدرءوا عن انفسهم الخطر (ما يعتقدون انه شبهات) المحدق بهم الذي يقودهم حتما الى القضاء,فهؤلاء غير قادرين على (اقامة الدنيا)لأنهم قاعدون مقعدون,يتوكئون على عكاكيز مجوفة,لا تقو على حملهم دون مساعدات اسيادهم.

السيد سلامة ادلى ببعض الحقائق المتوفرة لديه,اكثر من مليون برميل يتم تصديره يومياوهناك مئات المدارس المصنوعة من الصفيح وعشرات المشافي التي تفتقر الى ابسط المواد الضرورية لتقديم الخدمات للمرضى وبأنه لم يتم انفاق مليم واحد على صيانة المرافق الخدمية, بينما تذهب نسبة كبيرة من (ميزانية الدولة)الى بند الرواتب والطبقة الوسطى اخذة في التقلص ,بينما اموال الشعب يتم نهبها وتحويلها الى الخارج لاستثمارها من قبل هؤلاء الذي يدخلون فئة اصحاب رؤوس الاموال الذين يتزايد عددهم عند كل مطلع شمس,وان الساسة لا يرغبون في ترك مناصبهم ويسعون جاهدين الى اطالة عمر المرحلة الانتقالية(!؟)لأنهم يدركون جيدا استحالة اعادة انتخابهم,وبالتالي يفقدون المزايا (الغنائم)التي اعتادوا عليها طيلة فترة حكمهم.

كلنا امل في ان يكون المجتمع الدولي قد اخذ صبره في النفاذ بسبب الكم الهائل من الفساد الواضح للعيان,من قبل الحكومة المنصبة من قبل الغرب والميليشيات الاجرامية المتعاونة معها, كما ان تقدم القوات المسلحة نحو معاقل المجرمين الخارجين عن القانون بالغرب الليبي,ينبئ بحدوث انفراج في الازمة,وتمكين المواطن من الحصول على ابسط الخدمات الضرورية, وتضفي عليه الادمية التي افتقدها لسبع سنين وجعلته مجرد كائن حي,انه مجرد رقم في ولاية دواعش المال العام واكلة لحوم البشر.