حُكُومَةُ الْوِفَاقِ الْوَطَنِيِّ لِمُوَاجَهَةِ خَطَرِ وَجَوْدِيٍّ
فِي إِطَارِ التَّحْضِيرِ وَالْإعْلَاَنِ لِلْمُلْتَقَى الْوَطَنِيِّ اللِّيبِيِّ تَشْهَدُ الْعَاصِمَةُ اللِّيبِيَّةُ طَرَابُلُسَ تَدَهْوُرٍ فِي الْوَضْعِ السِّيَاسِيِّ وَنُزُوعٍ إِلَى عَمَلِ مُسَلَّحِ دَمَوِيِّ طَوِيلِ مَعَ تَقَدُّمِ قُوَّاتِ الْجِنِرَالِ خَلِيفَةَ حفتر الْمَشْهَدَ الْعَسْكَرِيَّ، لُوحِظَ آنَ هَذَا التَّقَدُّمُ اُثْرُ فِي تَطَوُّرَاتٍ مِنْ نَوْعِ جَديدٍ فِي الْحَيَاةِ السِّيَاسِيَّةِ الْعَسْكَرِيَّةِ اللِّيبِيَّة.
لِقَدٍّ أَدَّى هَذَا الْحَدَثِ مِنْ تَشْكِيلِ غُرْفَةِ عَمَلِيَّاتٍ مُشْتَرَكَةٍ فِي الْمِنْطَقَةِ الْغَرْبِيَّةِ لِتَكُونُ تَابِعَةُ مُبَاشَرَةٍ لِرَئِيسِ الْأَرْكَانِ الْعَامَّةِ التَّابِعَةِ لِحُكُومَةِ الْوِفَاقِ الْوَطَنِيِّ وَالتَّصَدِّي لِدُخُولِ الْعَاصِمَةِ اللِّيبِيَّةِ، الْمَدْعُومَةَ مِنْ قَطَرٍ وَتَرْكيا، وَقُوَّاتٍ مصراتة.
خَطَرَ كَبِيرَ مَنْ حَرْبِ أهْلِيَّةٍ قَدْ يَكُونُ لَهَا عَوَاقِبُ وَخَيْمَةُ مَعَ اِشْتِبَاكَاتِ عَنِيفَةِ فِي الْمِنْطَقَةِ الْغَرْبِيَّةِ بَيْنَ الْجَيْشِ اللِّيبِيِّ مِنَ الْمِنْطَقَةِ الشَّرْقِيَّةِ الَّذِي يُقَوِّدُهُ الْجِنِرَالُ خَلِيقَةَ حفتر الْمَدْعُومَ مِنَ الْإمَارَاتِ وَمِصْرٍ
فَرَنْسَا.
كَمَا نُشَاهِدُ صَمْتَ ايطاليا إِلَى حَدِّ كَبِيرِ مَنْ مَنْعِ التَّدَهْوُرِ السَّرِيعِ فِي الْمَسْأَلَةِ الْعَسْكَرِيَّةِ اللِّيبِيَّةِ مِنْ جَمِيعِ الْأَطْرَافِ الْمَعْنِيَّةِ مِنْ حَمَامِ الدَّمِ الَّذِي قَابِ قَوْسَيْنِ آوِ اُدْنِي، بِصَفَّتِهَا الدَّوْلَةَ الَّتِي اِسْتِضَافَةٍ
مُؤْتَمَرَ بَالِيرْمُوٍ.
تَتَأَثَّرُ إيطاليا بِشَكْلِ مُبَاشِرِ بِالْعَوَاقِبِ الَّتِي تَحْمِلُهَا الصِّرَاعَاتُ الدَّاخِلِيَّةُ فِي لِيبْيَا- مِنْ حَيْثُ أَمِنِ الطَّاقَةِ، وَمُكَافَحَةَ الْإِرْهَابِ وَعَدَمِ الْاِسْتِقْرَارِ، وَالسَّيْطَرَةَ عَلَى تَدَفُّقَاتِ الْهُجُرَةِ الْغُيُرِ شَرْعِيَّةً إِلَى أُورُوبَّا.
وَكَانَ مِنَ الْمُثِيرِ تَحِيدُ مَاهِيَةُ حُكُومَةِ الْوِفَاقِ الْوَطَنِيِّ لِتَكُونُ حُكُومَةُ اِنْتِقَالِيَّةُ إِلَى أَنَّ تَتِمُّ فِيهَا الْاِنْتِخَابَاتِ التَّشْرِيعِيَّةِ وَالرِّئَاسِيَّةِ الْقَامَةَ مَعَ الْاِسْتِفْتَاءِ عَلَى مَشْرُوعِ الدُّسْتُورِ اللِّيبِيِّ بَعْدَ لِقَاءِ الْأَطْرَافِ السِّيَاسِيَّةِ فِي مَدِينَةِ غدامس الْمُعْلَنَةَ مِنْ بَعْثَةِ الْأُمَمِ الْمُتَّحِدَةِ لَدَى لِيبْيَا مِنَ السَّيِّدِ غَسَّانَ سَلَاَمَةٍ فِي 14 إِلَى 16 ابريل لِهَذَا الْعَام.
بَدَلٌ مِنَ الْاِنْفِتَاحِ عَلَى الْمُجْتَمَعِ الدَّوْلِيِّ وَتَمْكِينِ الْمَسَارِ السِّيَاسِيِّ السُّلَّمِيِّ تَتَّجِهُ الْفَصَائِلُ اللِّيبِيَّةُ الْمُتَنَازِعَةُ إِلَى حَمْلِ السِّلَاَحِ مَعَ تُصَدِّرُ الْجِنِرَالُ خَلِيفَةَ حفتر الْمَوَاقِفَ الْعَسْكَرِيَّةَ نَحْوَ الْعَاصِمَةِ اللِّيبِيَّةِ طَرَابُلُسً.
وَلِهَذَا فَأَنَّ خَطَرَ جَرِّ دَوْلَةِ لِيبِيَّةِ الْهَشَّةِ وَالْمُشَوَّهَةِ سِيَاسِيًّا فِي غِيَابِ كَامِلِ لِمَفْهُومِ الدَّوْلَةِ فِي اِتِّحَادِ مُؤَسَّسَاتِهَا الْحُكُومِيَّةِ وَالدُّسْتُورِيَّةِ تُقَادُ بِالْفَصَائِلِ الْمُسَلَّحَةِ ضَدَّ بَعْضُهَا الْبَعْضَ وَتَصَبُّحَ حَرْبًا بِالْوِكَالَةِ بَيْنَ الْقُوَى الْمُتَصَارِعَةِ سِيَاسِيًّا.
لَا يَمُّكُنَّ حَلَّ الْأَزْمَةِ اللِّيبِيَّةِ بِمَا تَحَمُّلِهَا الْفَضَائِلَ اللِّيبِيَّةَ مِنْ أَفْكَارِ خَارِجِيَّةِ، تَحْمِلُ إِرْثَا طَوِيلَ فِي الصِّرَاعَاتُ الايدولوجيا مِنْ خِلَالَ تَبَنَّيْ نَمُوذَجَ الْحَرْبِ الْأَهْلِيَّةِ وَتَجَنُّبِ السُّلَّمِ الْاِجْتِمَاعِيِّ فِي تَحْقِيقِ الدَّوْلَةِ الْمَنْشُودَةِ دِيمُقْرَاطِيًّا حَتَّى لَا تُقَادُ لِيبِيًّا إِلَى نَارَ جَهَنَّمَ وَبُرْكَانَ مِنَ الدِّمَاءِ الْحَمْرَاء!
مَنْ يَضُمَّنَّ اِسْتِقْرَارَ لِيبْيَا بَعْدَ الشُّعُورِ الْمُنْخَفِضِ بِالْوَحْدَةِ الْوَطَنِيَّةِ الَّذِي يُشَارِكُ فِيهَا الْمُجْتَمَعَ اللِّيبِيَّ مِنْ جَمِيعِ الْجِهَاتِ وَتَكْتُبُ عَلَى صَفْحَاتِ التَّارِيخِ اللِّيبِيِّ لَيْسَ اِحْتِجَاجَا عَلَى الْوَحْدَةِ الْوَطَنِيَّةِ الشَّامِلَةِ بَيْنَ الشَّعْبِ اللِّيبِيّ.
وَيُذَكِّرُ الْاِتِّحَادُ الْأورُوبِّيُّ وَالْأُمَمُ الْمُتَّحِدَةُ وَالْحُكُومَاتُ الأوربية الْأُخْرَى وَالْعَالَمَ الْعَرَبِيَّ، لَا يَكُمَّنَّ لِمُسْتَقْبَلِ لِيبْيَا مُسْتَقِرَّةِ وَمُوَحَّدَةٍ أَْنْ تَتَنَقَّلُ مَنْ حَلِّ تَفَاوُضِيِّ بِالْأسْلِحَةِ الْمُنْتَشِرَةِ فِي كُلِّ بُقْعَةٍ مِنْ بُقَعِ لِيبْيَا، لَكِنَّ يَجِبُ الْبَحْثُ عَنْهُ وَسَطَ بَعيدَ تَحْدِيدِ أَوْلَوِيَّةِ الْقَوَاعِدِ الْمُشْتَرَكَةَ الَّذِي يَخْلَقُ شُعُورٌ بِالْاِنْتِمَاءِ إِلَى الْمُجْتَمَعِ الْوَطَنِيِّ اللِّيبِيّ.
وَمِنْ فَهُمْ عَقَلَانِي لِلْقَضَايَا اللِّيبِيَّةِ الشَّائِكَةِ الَّتِي تُؤَدِّي إِلَى الْمُلْتَقَى اللِّيبِيِّ – اللِّيبِيَّ لِيَعْمَلُ عَلَى خَلْقٍ وَتَحْقِيقِ الإستراتجية اللِّيبِيَّةَ فِي إقَامَةِ دَوْلَةِ مَدَنِيَّةِ دُسْتُورِيَّةِ مُوَحَّدَةِ لَا تَسْمُحْ إِلَى أَيِّ جِهَةِ مُدَجَّجَةِ
بِالسِّلَاَحِ أَنَّ تتبوءا مَكَانٌ فِي الْمُجْتَمَعِ اللِّيبِيِّ.
لَيْسَ اِحْتِجَاجَا لَمَّا يَجْرِي مَنْ سُؤِ التَّفَاهُمَ فِي الْعَاصِمَةِ اللِّيبِيَّةِ وَلَكِنَّ مَفْهُومَ الْمُغَالَبَةِ هُوَ الَّذِي أَيُصْبِحُ طَاغِيَا عَلَى مَجْرَيَاتِ الْأُمُورِ الَّتِي تَدْعُو الْأَطْرَافُ إِلَى الْوَسَاطَةِ وَالْمَسْؤُولِيَّةِ وَالتَّعَاطُفِ مَعَ الْمَنْطِقِ السَّلِيمِ فِي سِينَارْيُوِ الْوِفَاقِ والوئام الْوَطَنِيَّ اللِّيبِيَّ.
أَخَذَ دَوْرُ الْوُسَطَاءِ الْمُعْتَرَفَ بِهُمْ دُوَلِيَّا فِي نِطَاقِ الشَّرْعِيَّةِ الدَّوْلِيَّةِ مَنْ قِيلَ الْجَمِيعُ وَجُعَلُنَا فِي آمان وَسُلَّامٌ وَرِعَايَةُ دَوْلِيَّةُ هَذِهِ الطَّرِيقَةُ قَابِلَةٌ لِلتَّفْسِيرِ عَلَى مَحْمَلِ ايجابي لِلْقَضِيَّةِ اللِّيبِيَّةِ.
لِيبِيَّا تَضُعْ حَدًّا لِلسِّرِّيَّةِ الْمُفْرِطَةِ وَالْغَيْرِ مُبَرِّرَةَ الَّتِي تُكَثِّفُ جَوَانِبُ الْعَمَلِ الْعَسْكَرِيِّ عَلَى الْعَمَلِ السِّيَاسِيِّ وبالذات فِي الْقَرَارَاتِ الَّتِي تَفَسُّحِ الْمَجَالِ لِقَدَّرَ مَنْ كَانَ فِي سَدَّةِ الْعَمَلِ الْعَسْكَرِيِّ وَلَيْسَ
الْعَمَلَ السِّيَاسِيَّ الْمُسَالِمَ.
لَا يُمْكِنُنَا تَفْسِيرٌ مَا يُحْدِثُ الْيَوْمَ مِنْ تَصَادُمَاتٍ عَسْكَرِيَّةٍ مُسَلَّحَةٍ إِلَّا بِالْعَجْزِ التَّامِّ لِاِتِّخَاذِ إِجْرَاءَاتِ تَسْهِيلِ الْوَسَاطَةِ فِي الْقَلَقَةِ بِشَأْنِ لِيبْيَا وَاِفْتِقَادِ الرُّؤْيَةِ الْكَامِلَةِ وَالْوَاضِحَةِ مَا تَعْكِسُ الْخَيْرُ وَالرُّقِيُّ وَالْأَمْنُ وَالْأُمَّانِ وَالْخُرُوجُ مِنَ الْمَرْحَلَةِ الْاِنْتِقَالِيَّةِ.
الكَاتِبُ:. رَمْزِي حَلِيمُ مفراكس.
رَجُلُ أَعْمَالٍ - مُحَلِّلُ سِيَاسِيٌّ وَاِقْتِصَادِيٌّ لِيبِيٌّ.
مُقِيمٌ فِي الوِلَايَاتِ المُتَّحِدَةُ الأَمْرِيكِيَّةَ