استمرا بذلك اللقاء ليالِ عديدة ولم يكن اشرف معجبًا بمشاركة محمود احد اهل الغرب أفكاره لكن محمود لم يكن ليستمع علي أية حال، وفي ليلة كأي ليلة قال لها لدي خطة للهجوم القادم والقادم والذي يليهما .. قالها بنبرة حماسية جذبت انتباهها، تعرفين انه بعد عشر سنوات من الآن لن نقوي علي القتال .. لن نظل شبابا طوال العمر، ماذا لو صنعنا ما يمكننا من الدفاع عن القصر بأقل خسائر، ماذا لو صنعنا ما سيضمن لنا الفوز بعد ان يتلاشي شبابنا؟

تعجبت من كلامه وفهمت ما يرمي إليه، فمحمود كان مولعًا بالألات الميكانيكية، وتعلم عنها قبل ان يأتي إلي القصر، لكنها اضافت: تعلم ان ارتفاع القصر عما يحيطه كان دوما عائقا عن استخدام اي مركبة

  • انا لا أتحدث عن مركبات .. قال محمود مقاطعًا .. انا اتحدث عن آلة

ساد الصمت كالعادة وحازت الفتاه علي ثقته واقنعته بأن يذهب غدا ليقنع الحكام بصنع تلك الآلة، ولم سيرفضوا؟ اليس محمودًا هذا هو الذي ضمن لهم الفوز في المعارك السابقة بفضل خططه المحكمة؟ اليس هو من فاز بثقة اهل الجناح الشرقي؟

في اليوم التالي انتظر محمود ثلاث ساعات آملًا ان يلاقي احد الحكام ليخبرهم ان الخطط القديمة قد عفا عليها الزمان وان اهل الخارج يقومون الآن بإعداد خطط جديدة بهجوم جديد وانه بفضل آلته الجديدة سينتصر عليهم بكل سهولة، أخذ يرتب الكلمات والعبارات لتخرج منه بشكل يسهل عليه اقناعهم..

بعدما طال الإنتظار واحس محمود بالإهانة هم بالقيام لكن خرج له احد مندوبي الحكام، والذي قرأ مرة تلك الكلمات الحماسية في البهو، حيّاه محمود واخبره انه توقع مقابلة احد الحكام لن الرجل تعلل له بالإنشغال بمصلحة القصر، قال محمود بعدم إكتراث لما حدث: جئت لأعرض سبيل لحماية القصر، شئ لم يسبق له مثيل وسيضمن لنا الأمان لسنوات قادمة، سنقوم ببناء الآله! اعرف المكان المناسب وفيه من مخلفات حروب ما قبل الإنقطاع ما سيساعدنا، فنظر إليه الرجل بشئ من الإستنكار وقال: تعلم ما بالخارج يا محمود، لن تنجو لمدة يومين في هذا العالم، خططنا القديمة اوفت بالغرض فلماذا نعرض نفسنا لخطر نحن في غني عنه؟

لم يبدو ذلك صائبًا بالنسبه لمحمود، احس انه فعل الكثير للقصر ولم يحصل علي التقدير المناسب، قال له الرجل لا تقلق يا محمود، واخذ من الأوراق ووضعها في أحد الادراج دون ان ينظر اليها وقال بإبتسامة: اعدك ان ينظر لها الحكام في اقرب وقت ممكن ..

فبادله محمود الإبتسام وقال له حسنًا، انا راحل عن القصر.

.