إن الكثير من من كانوا ضمن الحراك وحتى من لن يؤمنوا به لم يتوقعوا ما آل إليه المشهد في البلاد من نتائج إيجابية قد راهن بخصوصها الشعب عندما خرج في مظاهرات سلمية في 22 فيفري وهو الذي تجرع من كأس العشرية الذل والقتل والتهديد والنفي لتأتي بعدها بشائر النصر بعد خضوع عصابة الرئيس لمطالب الشعب ولو بعد مماطلة ليكون يوم 02 أفريل يوم نصر نفسي اكثر منه شيء آخر لتبدأ بعد ذلك مرحلة جديدة لجزائر جديدة يحكمها جيل جديد ومخلص من خلال العودة لمبادئ الفاتح من نوفمبر والعمل لتقديم نموذج الدولة المدنية والدستورية والشعبية والديمقراطية بحيث تأخذ فيه الحريات مجرها والعدالة طريقها والقانون حقه  . 

ولعل المضي في هذا الخيار يحتاج بداية إكمال ما بدأه الحراك الشعبي حينما صدح لسان الشعب في الشوراع قائلا يرحلو قاع بمعنى لا لاستبدال فاسد بآخر فاسد ولو حتى لم يكن فاسدا فعلا فهذا الوقت غير مناسب لتقديم الشرفاء والمخلصين من قبيل الخونة والمفسدين لذلك باتت مسؤولية الحراك أكبر وأعمق من تنحية فلان واستبدال علان واستقالة هذا وذاك بل المسؤولية الآن هي من إكمال المسيرات السلمية بعنوان واحد لا لحكومة يعينها الفاسدون لأن لا شرعية لهم ولا دستورية عندهم وهم الذين استحوذوا على الحكم منذ 2013 لذاك هذه العصابة هي قوى غير دستورية تعين من تشاء وتسحب الثقة من من تشاء ولقد كانت سبابا رئيسا في إنسحاب الشرفاء من دوائرها وهذا مايعرف بقضايا الفساد في مجال الطاقة أينما أبرمت اتفاقيات سرية كشف عنها رجال مخلصون لم تخنهم مبادئ الوطنية في بيع هذا الوطن بأبخس الأثمان في حين ضحى عليه الاحرار باعظم مايملكون . 

والحديث عن إستقالة رئيس الجمهورية هو في حقيقة الأمر مكسب آني يجب تحويله لمكسب مرحلي من خلال التأكيد على مغادرة زمرة بوتفليقة في الحكم وبطانته الفاسدة ثم مستقبلي من خلال حماية كل مايخدم الحراك ويحقق تطلعات هذا الشعب وهذا الأمر لن يتسنى إلا من خلال تقديم اليد والعون لشرفاء الجيش وتقديم المؤسسة العسكرية كصمام أمام وحامي لمطالب الشعب من أجل خوض غمار ديمقراطية جديدة وفعالة تضمن كل الحريات وتعطي كل الضمانات لانتقال سلس من دولة يحكمها الفاسدون لدولة يحكمها المخلصون ومن ادارة يسيطر عليها الجاهلون والجهويون لإدارة ينظم شؤونها المثقفون والتنفيذيون الصارمون حتى نتمكن هناك من استعادة الطاقات البشرية الهائلة والتي وجهت لخدمة غيرها عنوة ومكرا وضلما ولقد كان حراك الشعب اليوم سببا في تجلي نور وعظمة  نبغاء الجزائر داخل وخارج الوطن والذين ساهم النظام البوتفليقي في تشريدهم ومنعهم من رؤية أحلامهم مجسدة في بلدهم واليوم رأينا كل الأحرار عبروا عن تذمرهم من مايحدث في بلدهم وهم الذين خرجو منددين عن رفضهم قطعا لما يحاك في بلدهم من قبيل خونة وعملاء الغرب . 

إن الملحمة السلمية التي يصنعها الشعب اليوم ستكون حاسمة في صناعة تاريخ يكتبه بيده وفي تقديم كل أسباب نهضته حتى لا يتشكل في مخيلة أذهان البعض أن الحفاظ على الأمن و الإسقرار سيكفل لك حقك لاحقا لأنك تنعم فقط بحقوقك لا أحلامك بينما كان جديرا عليك أن تنعم بنهضتك ورقيك حتى لا يكون التخلف قدرك المحتوم عليك لأن النتائج تقع وفقا لمسبباتها .

والاكيد أنا استفاقة هذا الشعب الحر ستكفل نزاهة وعدالة لكل مراحل تأسيس لدولة جزائرية نوفمبرية عصرية ومدنية شريطة تأمين مطالب الحراك وتثمين مساعي الشرفاء والمحافظة على سلمية العظماء.