حوراءٌ تحيا في خفاء
بين الغيومِ هناك في عمقِ السَماء
هِيَ للجناحِ رفيقةٌ
و للهواء نقاء
هيَ للجراحِ فريسةٌ
وللشِتاء بقاء
أصواتُها متعدِّدَة متمرَّدَة بِذكاء
وعيونُها مستذئبة وفي الظَّلامَ ضِياء
أشباحُها كُثْر... لعناتها تُجلي الشِفاء
هي شمعةٌ منسِيَّةٌ ثِقابُها بلهاء
هي أوردة مكتظة، طيفٌ بلا انتماء
أوراقُها مَسكونةٌ، أقلامُها معدومةٌ
أحلامُها مدفونةٌ في وحلِ يومٍ فاء....
لا تنتظر إشعاعَها، بل احترس إقدامَها
لا تَلتَمِس أعذارَها، بل استرق أخبارَها
لا تهدها أفكارها، بل اكتشف أسرارَها
السِّرُّ في أزهارِها، هناك في أدراجِها
إمضي ولا تمضي لها
فالقلبُ ليسَ قلبَها
القلبُ أحياها و شاء الله أن يفنى اللِقاء...