النشرة الإقتصادية هي أكثرة نشرة مهملة بين النشرات الإخبارية قد ترى عائلة مجتمعة تشاهد النشرة الجوية؛ إن كانوا في الغربة مثلا سيبحثون عن أسم بلدهم ليعرفو إن كان من في الوطن تحت رحمة حر الشمس أو أن هناك مطر أو رياح تخفف عليهم الحر الشديد ،وفي أغلب الأحيان يشاهد الناس النشرة الجوية فقط لأجل الفضول لا أعرف لماذا تشعر أنك أزددت كمية هائلة من المعلومات اذا عرفت الحالة الجوية لأكبر عدد من الدول .ولكن في الغالب أنك لن تجد الناس يفعلون هذا مع النشرة الأقتصادية ؛هل السبب لأنهم لايفهمونها أو لأنها تجعلهم يشعرون بإقتراب نهاية العالم أو ببساطة شديدة لأنها مملة !؟. لا يخفى على أحد بأن الأقتصاد هو المحرك الأول لكل شيء في العالم وأن كل شيء يحدث في العالم يحدث بسببه ولأجله ،ومع ذلك يتحدث المذيعين في النشرات الأقتصادية في القنوات العربية أو القنوات المتعربة -مصطلح من الكيس أي مثل روسيا اليوم وفرانس ٢٤- بهدوء وسكينة شديدان وينقلون لك الخبر وكأنهم ينقلون قصيدة مملة ولا تحتاج سوى نغمة واحدة ؛و قد تسمع خبر أنهيار أسعار النفط أو أرتفاعه بنفس الطريقة ونفس ملامح الوجه ،ولا أعرف كيف ترون ذلك ولكنه يبدو شديدة الغرابة بالنسبة لي .وفي القنوات الرسمية سيتدحثون عن مزرعة دواجن أو مصنع أغذية وكأن البلاد لم تكن تتنتظر شيء غيرهما لتصبح عظيمة وأن الفقر سينتهي بسببهما .وفي الدول التي تعيش في مجاعة وحرب مثل اليمن هناك تأخذ النشرة الأقتصادية حقها فتبدو الموسيقى التصويرية مخيفة ومنذرة بشؤم والمذيع يتحدث بصوت مرتفع ويعطي كل كلمة حقها من المشاعر. توقفت تأملاتي مع النشرة الأقتصادية عند هذا الحد وأعرف أن هناك أشياء كثيرة لم تخطر على بالي بعد ،وأتمنى أن تظل النشرة الإقتصادية مملة في كل البلدان العربية .
هذه التدوينة كتبت باستخدام اكتب
منصة تدوين عربية تعتد مبدأ
البساطة
في التصميم و التدوين