إذا كان الحب يستهل كل جديد منا ومن حياتنا، فإنه كذلك يختم -فيما لو أراد- النهايات كلها.
ما بعد انتهاء الحب؛ ليس ألم الفراق، ولا انقضاء الذكرى ، ولا حتى التعويض بقصة حب وليدة! لا، إن الانكباب على الذات فتور وفترة حقّان واجبان يلزمنا أن نعيشهما بكامل فراغهما وتوحدهما والحقائق القادمة معهما.
"الطبقية" واقعية مجحفة تودي بالحب حتى لو عاش معها مكابرا. ولا يلغي تعنت الاختلاف في الدرجة بين أطراف الحب؛ لا أن نُحسِن الاختيار، ولا أن نتوافق مع ما هو قائم بيننا، ذلك أن الانسجام يصير عدو نفسه من حيث لا نشعر، فما كان بالأمس هو السبب في اجتماعنا وتآلفنا وحبنا، يتحول ساعة النهاية ليصير هو ذاته دافع الافتراق والانفصال والتأبيد ب"لا" على يقائنا في قصة الحب المنهار.
والحب "قصة" هكذا عرفناه وعرّفنا هو على نفسه، وحين نوافق على شرطية الحكاية -ابتداء- فلا يحق لنا أن نرفض انقضاءها - ختاما- فهي قصة، ولكل قصة ختام.
الاختلاف بيننا وبين من نحب مدهش وغامض، يختفي حينا، ثم يعلن بثورة عن كبريائه حينا آخر، وكل ما قد نستطيعه تجاه مراوغاته؛ أن نقنع فيما لو صار العامل الرئيس للختم على قصة حبنا بخاتم الفشل. ففي الحب لا تصدق -مطلقا- مقولة التعايش المشترك مع الآخر المختلف! إذ لا مصلحة في الحب إلا الحب نفسه، فإذا ما خلا من عافيته لم يعد لجرح بميت إيلام.