واستثمر بقيمة 175 مليون دولار في مصنع للإسمنت في ايران... والحزب لديه 40 ألف موظف يتقاضون الرواتب

  تكشف الوثيقة رقم 06BEIRUT2072 الصادرة عن السفارة الأمريكية في بيروت عن حديث جرى بين المدير العام السابق لوزارة الإعلام والقيادي السابق في حركة أمل محمد عبيد والذي اقصي عنها والذي عرض فيه لحقائق ما تمر به حركة أمل وعلاقة بري بحزب الله وايران. وتنقل المذكرة الأمريكية التي نشرها موقع ويكيليكس بعد أن صنفها السفير الأميركي جيفري فيلتمان على أنها سرية، مجريات لقاء يوم 21 حزيران 2006 مع مسؤولي السفارة الأمريكية في بيروت حيث أعرب "السياسي الشيعي المستقل محمد عبيد عن أنه يحاول القيام بإصلاحات من الداخل مستفيداً من السخط المتنامي على الرئيس بري والذي بات يُنظر  اليه على أنه يقوم ببيع الحركة الى حزب الله وايران. وفقاً لعبيد، فقد جعل بري من حركة أمل ملحقة بحزب الله في مقابل الإبقاء على رئاسته لمجلس النواب والحصول على مخصصات مالية من ايران".
يرى عبيد أن اصلاح أمل هو الخيار الأفضل لتحدي حزب الله الممسك بالطائفة الشيعية مقارنة بمحاولة تشكيل حزب شيعي ثالث. وهو يريد الاستفادة من  فئة في الطائفة الشيعية التي تميل  نحو العلمانية والعروبة، وتعاليم الإمام موسى الصدر. الوثيقة الأمريكية تصف عبيد بأنه "واقعي حول التحديات في ظل تقارير تفيد بأن هناك تزايد في التركيز على أمين عام حزب الله حسن نصرالله وتسويقه لجذب الشباب الشيعة الى الحزب، وحيث يبدو حزب الله  بمثابة ثاني أكبر رب عمل في لبنان".
وفي فقرة تحمل عنوان "بري يبيع أمل الى حزب الله وايران" قال عبيد "أنه وعدد من من المثقفين الشيعة المستقلين يحاولون استعادة حركة امل من زعيمها الحالي، رئيس مجلس النواب نبيه بري. حيث اكتشف عبيد احباطاً متزايداً لدى أعضاء حركة أمل، وخصوصا الأكبر سناً بينهم، بسبب استعداد واضح لدى بري  للسماح لحزب الله بإبتلاع حركة أمل. فأمل لم تعد بمثابة حركة قائمة بذاتها، وفقاً لعبيد لأنه شهد كيف ينضم شباب حركة أمل الى صفوف حزب الله بأعداد كبيرة. والقى عبيد باللائمة في تدهور أمل الى الاتفاق الذي عقده بري مع الحزب للحصول على دعمه في رئاسة مجلس النواب. كما يوجد دافع آخر لبري فضلاً عن رئاسة المجلس هو الحصول على المال حيث علمت أنه في رحلة بري  الاخيرة  الى ايران حصل على مبلغ قدره 4 ملايين دولار بالاضافة الى 200000 دولار كمخصص شهري من ايران".
 كذلك أفاد عبيد "أنّ الحكومة الإيرانية سهلت استثمار بقيمة 175 مليون دولار في مصنع للاسمنت في ايران لصالح بري وشريكه التجاري عباس فواز، وهو شيعي لبناني حصل على ثروته في غرب أفريقيا. والآن لبري مصلحة في اسعاد ايران. وقال عبيد انه وشيعة مستقلون آخرون  يتواصلون مع أعضاء في الحركة من اجل إصلاحها وإعادتها حزباً علمانياً، منفتحاً. نحن نريد العودة الى جذور الحركة اي تعاليم الإمام موسى الصدر حيث أن معظم أعضاء حركة أمل لا يريدون أن يكونوا جزءاً من السياسة الخارجية الايرانية".
وبحسب الوثيقة الأمريكية فإنّ عبيد "ينظر  الى عملية إصلاح  أمل  على اعتباره خياراً أكثر قابلية للاستمرار بالنسبة للشيعة العلمانيين والمعتدلين مقارنة بمحاولة تشكيل حزب ثالث حيث فشلت المحاولات السابقة فشلاً ذريعاً، كترشيح  علي  صبري حمادة، احمدالاسعد، ورياض الاسد في الانتخابات البرلمانية لعام 2005 وغيرهم.
هناك قاعدة من أعضاء حركة أمل الذين يريدون العودة إلى أمل كما كانت في أيامها الأولى. وهناك أيضا  قاعدة من الشيعة الذين يفضلون التعاطي بأفق مفتوح مع القضايا الاجتماعية والدينية. وفي بعض الحالات، ضغط مسؤولون محليون من حزب الله على النساء من أجل ارتداء الحجاب. ولا يوجد تهديد جسدي، لكنهم ينشرون  شائعات غير محببة عن النساء المكشوفات الرأس".
وأضاف:"لحزب الله ميزة مهمة، وفقاً لعبيد، لأنه يوظف 40،000 شخص يتلقون منه رواتب ومخصصات، بما في ذلك المسؤولين السياسيين والاجتماعيين والعسكريين. 
ويقدر عبيد أن هذا من شأنه أن يجعل حزب الله ثاني أكبر رب عمل في لبنان بعد الحكومة، التي توظف ما يقرب من 150000 موظف. وقال عبيد ان متوسط الراتب الشهري للموظف لدى حزب الله يجب ان تكون على أقل تقدير 400 دولار شهرياً. إذا كان تقدير عبيد دقيقاً، فإنّ حزب الله ينفق ما لا يقل عن 192 مليون دولار في السنة فقط على الرواتب".