ثم تعود الى نفسك .. تعود اليك بعد ان اغلقت النوافذ عليك و الابواب .. خشية ان يحرقك الضوء ، ان تكون في الظل .. تصاحبه حتى لا تبقى وحدك .. تتأمل .. تفكر ... تدرك ان الظل هو انت .. تمسك الفرشاه ترسم .. تنظر للوحه ..انها انت مرة اخرى ! تمسك القلم تكتب نصا يبدو كصوتك الذي يقرأه ..في اعين من حولك تنعكس صورتك أيضا ، العالم مليء بوجهك .. تغطيه بكفيك الصغيرتين .. لكنك في الحقيقة تغطي عينيك .. يديك لا تكفي لهذ العالم .. في البداية .. تكون لا تريد .. في المنتصف تخاف من النهايه و تريد العودة للبداية الاسهل .. في النهاية لا تريد شيء آخر لكن بداية اخرى تنتظرك .. و هكذا عليك ان تكون خائف و انت طفل من الظلام و من المستقبل في الشباب ثم من الموت .. من الهاوية التي تجعل جسدك يسقط في ارض غير ذي زرع .. و روحك .. لا اعلم اين .. الى السماء ؟
السماء .. كانت تخبرك كل يوم انها معك .. انها لا تتغير .. ليست وعدا يخلف و لا صديقا يخون ولا حيبيا يخذل .. انها السماء وحدها تنظر اليك .. و انت تنظر اليها كقصيدة جميلة .. تهطل .. تعلم انك من ماء و تراب .. تعلم انك نبتة مثل نخلة لا تتعب الوقوف او زهرة لا تموت .. لكن جذورك داخل صدرك .. و هذا اتعب! تعلم انك تحتاج الماء ليغسل قلبك .
القلب : ان القلب يختبئ تحت قفص قويم .. فلماذا يؤلم كثيرا ؟اين يتسلل الالم .؟ الى قلبك ؟ هل سينسى ؟القلب يعتاد لا ينسى .. . هل احتاج المزيد من الصدور حتى احميه ؟ لا تحتاج القوة .. و كيف احصل عليها ؟ من الالم ..
في اي مرحلة صار الداء هو الدواء .. كل شيء دائري .. الارض .. الشمس .. السماء .. نعود لأنفسنا بستمرار قاطعين طرقا طويلة .. لندرك ان الحياة مرحلة واحدة .. و تعيد نفسها بستمرار .