فيلم " قصة حب "

شعاع نور فى ظل ظلام العولمة

كتب / حسام السندنهورى

رغم تقليدية اسم الفيلم الذى سيوحى لك من الوهلة الاولى بان هناك اثنان سيحبا بعضهما البعض و تتوالى الاحداث الى ان يفترقا

الا انك بعد ان تجلس على مقعدك بصالة العرض ستفاجأ بانك امام فيلم مختلف قصة وسيناريو و حوار وتمثيل و اخراج و موسيقى تصويرية مختلفين عن غيرهم من الافلام التى تتناول قصص الحب

ولعلنا نعطى الحق لاصحابة حينما نقول اننا امام موهبة متميزة لكاتبة سيناريو و حوار الفيلم التى جعلتنا نحتار بين الضحك و البكاء فى ان واحد اثناء مشاهدة الفيلم

فمن المعروف انك اما تضحك على مشاهد الفيلم او تتاثر فتبكى و لكن لاول مرة ستحتار و تمتزج مشاعرك بين الضحك و البكاء فى ان واحد لاكثر من مشهد من مشاهد الفيلم

ففى ظل  صراع الماديات فى زمن العولمة الذى نعيشة و طغيان افلام الاكشن و العنف و الرعب فنادرا ما تجد فيلم يطل باحداث رومانسية مثل هذا الفيلم

فمع خفة ظل احمد حاتم التى اعتدنا عليها و باقى ابطال الفيلم ستدفعك الى ان تحاول ان تضحك الا ان احداث الفيلم المؤثرة ستدفعك هى ايضا فى اتجاة اخر و هو التاثر بالبكاء

فما بين الضحك و البكاء ستمتزج مشاعرك اثناء مشاهدة الفيلم و لقد احترت كثيرا هل ابكى ام ابكى

كما تاتى المشاهد التصويرية اكثر من رائعة و تتفق تماما مع احداث الفيلم و هو ما ينم عن خبرات حياتية كبيرة و قيمة لكاتبة السيناريو امانى التونسى و مخرج الفيلم عثمان ابو لبن

كما ان الموسيقى التصويرية  لاشرف محروس  ساعدت على التفاعل مع احداث الفيلم و زادت من تاثر الجمهور بمشاهدة و كان لها عامل مهم فى تاثر المشاهدين بالفيلم سواء بالضحك او البكاء

لا اريد ان احرق احداث الفيلم و اقول حدث كذا و كذا و لكن قصة الفيلم لياسر صلاح- التى لم اقراها - و السيناريو و الحوار قدما عملا جيدا و مبتكرا و جديدا من الناحية الموضوعية و الشكلية ايضا

و لا اعرف هل اضاف السيناريو  احداثا للقصة ام ان السيناريو التزم بما جاء بقصة الفيلم و اغلب الظن على ما اعتقد ان السيناريو اضاف للقصة و اثقلها و زاد من جوهرها

على اى الاحوال نحن امام حالة فنية جديدة نتنبا لصناعها بمزيد من النجاح فى المستقبل فقد قدم الفيلم و جها جديدا اول مرة اراة و هو النجمة الشابة الصاعدة هنا الزاهد و التى قدمت دورها بشكل ممتع و مؤثر عبر توالى احداث الفيلم و تنوع احداثة

وجاء اداء الفنان احمد حاتم معبرا بشكل كبير جدا عن شخصيتة التى يؤديها فى الفيلم و استطاع ان يقنعنا بادائة للدور سواء بخفة الظل او باحداث الفيلم التراجيدية و التى اثر بها فينا بشكل كبير

و بالطبع لا ننسى خفة ظل ياسر الطوبجى و دمه الخفيف لادائة للدور فى الفيلم

و من الاشياء الجميلة فى الفيلم انه ينقلك من حدث لحدث و هكذا طوال احداث الفيلم فلا تشعر بالملل او الزهق فمن نقطة صراع لاخرى تتوالى احداثه مما يجذب معه الانتباه للمشاهدين حتى فى فترة الاستراحة ستظل تفكر ماذا سيحدث فى الاحداث القادمة

اغنية الفيلم التى اتت فى نهايتة جاءت ايضا معبرة عن مضمون الفيلم من ناحية الكلمات و الالحان و صوت المطربة التى غنتها ايضا

الحقيقة اننا امام عمل فنى متكامل الجوانب الفنية و اكاد اشعر بجو الالفة الذى ساد صناع الفيلم اثناء تصويرة لدرجة اننى اكتب هذا المقال بعد ما يقرب من 12 ساعة و مازلت متاثرا باحداثة

لا ننسى ايضا التصوير المتميز لاحداث الفيلم و الذى اتسق مع احداثة لدرجة تشعرك بانك امام سيمفونية فنية يعزف فيها الجميع بتجانس و تناغم بقيادة مايسترو العمل المخرج عثمان ابو لبن