الحكيم.. و لاءآته الخمس .
رحيم الخالدي
تدعم الشركات والجامعات غير العربية، أصحاب الإختراعات بأموال، حتى لو كانت النتائج غير مضمونة...كذلك هنالك أصحاب مصالح يملكون القدرة المالية، يفعلون ذلك علّه ينجح، ويصيبهم شيء من الأرباح التي سيجنيها من ذلك الإختراع، الذي سيفيد البشرية بشكل أو آخر، إلا في العراق! لن يتم إيلائه أيّ أهمية، حتى لو صنع مركبة تصل للفضاء، وسنبقى متأخرين في ذيل القائمة، رغم أننا في السابق كنّا محسوبين في مقدمة الدول وبالخصوص العربية منها.
الجامعات العراقية كانت تتربع على عرش متقدم، وشهادتها تعتبر من الشهادات الرفيعة، واليوم بفضل إنتشار التعليم الأهلي، الذي أخرجنا من القوائم العالمية، مع صمت الجهة ذات العلاقة، وكأن ذلك ليس من شأنها.. والمفروض وقوفها على العلة، التي جعلتنا خارج التصنيفات ومعالجتها والوقوف عندها، وإنهاء حالة التعليم الأهلي، الذي أصبح يهدد التعليم برمته، كذلك تأثيره السلبي على الإرتقاء الحكومي، بل يجب بذل كل الإمكانيات في سبيل الرجوع، والتربع على القائمة من جديد، خاصة ونحن نمتلك كل المؤهلات .
بالأمس قرر أحد المواطنين، إنجاز صف في إحدى المدارس، وجعله نموذجياً يليق بالطلبة مزوداً بالتكنلوجيا الحديثة، وقد كلّفه ثمانية ملايين دينار! لكن ردود الأفعال لم تكن بمستوى الطموح، المفروض تكريمه معنويا من قبل الجهة ذات العلاقة، والإرسال بطلبه وحث المواطنين المتمكنين لأعمال مماثلة، فالحكومة منشغلة بالمناصب وباقي المكملات، التي يبحث عنها الوصوليون والطفيليون، الذين مللنا من بقائهم في مراكز ليسوا مؤهلين لتبؤها، ونحتاج من الجهات ذات العلاقة إنهاء وجودهم.
في غرة شهر رجب الأصب، تجمع جمهور ممن ينضوي تحت عباءة الحكيم، في ساحة الخلاني، مذكرين العراقيين الذكرى الأليمة، بإستشهاد السيد محمد باقر الحكيم (قدس)، بعد صلاة الجمعة في الحضرة العلوية المطهرة، ففتحت جراحاً لازالت تؤلمنا بفراق شهيد المحراب الخالد، والذي كانت أمنيته أن يجعل العراق في أرقى المصاف، وإنتهاء زمن تكتيم الأفواه، وسلطة الحزب الواحد، والعمل بما يجعلنا في مصاف الدول المتقدمة .
هجمة من قبل صفحات، عائدة لجهة سياسية، تعتبر نفسها أحد أعمدة السياسة، متهمة الحكيم بإستغفال اؤلئك الحاضرين من المحافظات، ممنيهم بزيارة الإمام "موسى الكاظم" مع مبلغ خمس وعشرون الف دينار! لكن المعطيات عكس ذلك، فالعدد الذي حضر لا يمكن تغطيته، حتى من خزانة وزارة المالية، والصور الحيّة التي نقلتها الوكالات، لجماهير غطت كل المداخل والمخارج لمفترق ساحة الخلاني، وهذا إن دل إنما هو العجز عن الأتيان بمثل الذي حضر، ونسوا أن كل السنوات الفائتة كانت الجماهير أكثر لأنهم في محافظاتهم .
نوه السيّد الى اللاءآت الخمس، وهي ما تتطابق مع مطالب الجمهور العراقي، بإستثناء من هو ذيل للأجنبي، والذي يريد بقاء المحتل ينتج لنا بين فترة وأخرى عدواً، يجب القضاء عليه في المهد هذه المرة، كما أشار أن لا سلاح خارج سلاح الدولة، لا أدوار عسكرية وأمنية لغير مؤسسات الدولة، لا بيروقراطية توفر بيئة حاضنة للفساد وهدر المال العام، لا مناصب تدار على أساس الولاءات، لا إستبعاد للكفاءات الوطنية القادرة على تحقيق الإنجاز، ولا أعتقد انها تسيء لشخص سوى ما أشرت اليه آنفاً .