أكدت كل الأرقام المشار إليها سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا أن فشلا وترهلا كبيرين أصابا الهيكل والمنظومة الدبلوماسية الجزائرية وهذا خلال الخمس سنوات الماضية التي وصفت بسنوات العجاف للتمثيل الدبلوماسي الجزائري في الخارج أو كما يسميه مختصي التسويق صورة البلد . 

ولعل أن هذا التهاوي لصورة البلد الذي نشهده هو إنزلاق وتهاوي كبير لم تشهده الجزائر من قبل حتى في سنوات الازمة البترولية سنة 1986 وكذا حتى الأزمة التي مرت بالبلاد في نهاية الثمانينيات غير أن المواطن الجزائري تمتع بكل احترام وتقدير دولي لأن السيادة الوطنية كانت حاضرة بقوة آنذاك متمثلة في التواجد أولا ثم في المواقف ثانيا أما اليوم نرى نقيض هذا الأمر حينما أصبح المواطن الجزائري لا قيمة له حينما يقبل على تقديم ملف تأشيرة ترفض تأشيرته وتسرق أمواله أمام مرآه لسبب بسيط أنه لم يحترم نفسه فكيف له أن يحترم . 

وبالعودة لما سميته لم يحترم نفسه كان المقصود بها أن الصغير كما الكبير يفكر في الحرقة كما أن الشعب لا يعلم حقيقة مايحدث على مستويات عليا تعلقت بسيادته وحرياته ومسؤوليه ومن يقرر ومن ينفذ وماذا يحكي اﻹستشراف في بلده كل هذا وذاك عجل بترهل دبلوماسي خطير تشهده الساحة السياسية في البلد الآن عبرت عليها أرقام خطيرة ومذلة في الوقت نفسه حينما أصبح الجزائري يبحث عن حياته أينما وجدها فتارة يدق باب الهجرة ﻷوروبا وتارة ﻷمريكا اللاتينية وحتى آسيا لأنه ببساطة خائف على مستقبله المجهول في وسط فياف من الظلم والتعسف والذل والمجهول . 

 والجميع  يعلم أن التعسف الذي تمارسه دبلوماسيات دول أخرى في أرضنا لم يأتي بالصدفة بل جاء تحصيلا لمعطيات وأرقام ساهمت كلها في تردي حالة المواطنة الجزائرية واضعفت من قوة جواز السفر الجزائري الذي أصبح يرى الأمل قريبا عنه في أثيوبيا ورواندا بعيدا عنه في فرنسا وبريطانيا لأن إفريقيا الأمس ليست هي إفريقيا اليوم والكثير من الدول لاح نورها لتلتحق بنور غيرها وكذا أوروبا الأمس ليست هي أوروبا اليوم فالكثير من دولها أيقنت قطعا أن سيلا بشريا سيهدد حضارتها ورقيها وحاضرها ومستقبلها فاعتبرت كل هذا تشويشا عليها وتهديدا لها الأمر الذي أفضى إلى مراجعة كل مايخص سياستها إتجاه المهاجرين وكذا إصرارها على  إنفاق أموال كبيرة من أجل حماية حدودها البرية لأن إصرار المهاجرين في تجاوز هذه الحدود أقوى لهذا اصبح الأمر مقرون بما تحكيه حالتك في الداخل هناك يمكن الحديث عن مطالبك في الخارج ومثالا لذاك لما إنتهجت كوبا والجزائر نفس الطريق النضالي والتحرري الأن يمكن للجزائري الذهاب لكوبا بتأشيرة إلكترونية بسيطة جدا وهذا منذ مدة غير أن الأمر الآن تعدى مسألة النضال التحرري ليصير من مسالة التواجد الفعلي والرسمي فإذا لم تكن متواجد على مستواك فليس لك الحق أن تتقدم أماما وهذا الأمر يؤسف كل غيور عن بلده لأن غير المتضررين من مايعاني منه الشعب الجزائري عموما سيصيبهم الضرر مما وصلت إليه البلاد دبلوماسيا ولو لاحقا وهذا الأمر تؤكده التصرفات التعسفية لكثير من البعثات الدبلوماسية في المطارات العالمية وكذا الحقرة والتقليل من قدر المسافر الجزائري وحرمانه من حريته وكرامته في كثير من المواقف التي عبرت عن سوء حاله في بلده لهذا ليس مجبرا لنقل هذا السوء في ترحاله رغم عدم مسؤوليته عنه . 

ورغم كل هذا تطلعنا اليوم هو من رفع كل القيم التي تجلب الحرية والكرامة والديمقراطية والسلام بأيدي نزيهة وقلوب عازمة وروح من روح بن مهيدي وزيغود يوسوف حتى تغدو سفننا الى بر الأمان .