Image title

أعتقد نفسي منظما و اسلوبي متناسق و ممتاز لكن العكس صحيح, فأنا أعمل على المكتب و على الفراش و على مائدة الطعام و في المقهى, و أعمل لعشر ساعات و أرتاح ساعة واحدة  و أعمل يوم كامل حتى أرى شروق الشمس ليوم جديد و بعض الأحيان أرى غروبها و حلول الليل, ليست هناك أي مشكلة 24 ساعة بدون نوم و ساعات متواصلة من العمل بدون أخذ قسط من الراحة, تبدو لي حياتي منظمة أو أظن ذلك.

يبدو كل شئ على ما يرام رغم ألم ظهري من كثرة الجلوس, لا يهمني الوقت بل يهمني ما أقوم به في اليوم, مستقل تماما لا أكترث للوقت و لا اليوم فقط كل ما أكترث له هي الفاتورة و العمل المطلوب مني و بعض المميزات الأخرى التي تم ذكرها في تدوينة سابقة.

فهناك سلبيات كبيرة في الإستقلالية في العمل على الأنترنت و خصوصا إذا كنت مهووس بالحواسيب, 24 ساعة من الجلوس على الحاسوب مضرة جدا بشكل كبير, لذا نسبة الإنعزال و الوحدة الدائمة قد تسبب أمراض جسدية و نفسية ليست في الحسبان, لذا يعتبر العمل الحر أكثر راحة لان الإنعزال و السكون هي شروط أساسية للعمل الجيد.

أين مكان العمل:

على المكتب ؟ أو في المطبخ أو غرفة النوم أو مكان أخر, مكان العمل طبعا هو المكتب لأخذ الراحة و رفع نسبة التركيز, لكن العمل الحر لا يحتاج للإرتباط بذلك المكتب و الحاسوب المكتبي, يمكنك العمل من الحاسوب المحمول و في أي مكان ستشعر فيه بالراحة و الهدوء.

عدد ساعات العمل :

يمكن العمل بدون حدود أو تخصيص ساعات معينة من العمل, 5 ساعات مثلا أو 10 و حتى 15 أو يوم كامل, لكن نحن المستقلون نعمل بدون تحديد للوقت و لا نفكر في شئ غير العمل, لكن نجهل سلبيات العمل المتواصل لساعات كثيرة تصل لأكثر من 24 ساعة, فـأول العيوب هي التعب و الشعور بالالم في الظهر و الرقبة و الرأس, و الشعور بالغفيان و تعب العينين و الإحمرار. يحب مراعات الحالة الصحية جيدا و يستحسن توفير ساعات محددة للعمل خلال اليوم و يمكن أيضا أخذ يوم راحة, على سبيل المثال اليوم سأعمل 10 ساعات و غدا سأعمل 4 ساعات و أتغدى و أرتاح بعدها أعود للعمل و بعد غد سأعمل 4 ساعات صباحا فقط و سأخرج للتفسح قليلا. هكذا يجب التفكير في توفير ساعات لقضاء الحاجات التي من المفروض أن تقضيها كإنسان بعدها فكر في ساعات العمل.

 ماذا تفعل يوم الراحة :

وفر يوم واحد على الأقل للراحة أو يومين, لكن ماذا ستفعل خلال 24 ساعة من الراحة, طبعا لن تعمل و حاول أن تبتعد على حاسوب نهائيا و خذ قسط من الراحة و تفسح و إذهب للمقهى أو شاهد التلفاز و أخرج و تواصل مع الناس و تعرف على أشخاص جدد و تخلص من الجوانب التي تؤدي للأمراض النفسية التي تسببها كثرة الإنعزال.

 متى تراقب رسائل البريد الإلكتروني:

بصفة شخصية أنصح بمراقبة رسائل البريد الإلكتروني مرة واحدة في اليوم و من الأفضل أن تكون صباحا, أو هناك حل جيد لكي تبقى على إطلاع برسائلك و هي ترك الإميل مفتوح وقت العمل و عندما ستصلك رسالة حتما سترى الإشعار و بذلك تبقى على إطلاع بأحدث رسائلك و الطلبات التي ستأتيك.

أعد التفكير في أسلوب عملك و حاول تغييره بالتنظيم و الخروج من جو العمل المستمر و الخروج لاكتشاف أشياء جديدة و ممارسة الرياضة و التواصل مع الناس للبقاء على أحسن حال و تجنب الأمراض الصحية و النفسية بما فيها ضعف النظر و الالم و التعب و الشعور بالوحدانية.