لحظة من فضلك
إن الواجب على الإنسان أن ينصح نفسه و يؤدبها و يقومها قبل أن ينصح غيره ؛ فصدق الإنسان مع نفسه ييسر له سبل الوصول إلى قلوب الناس ، و من ثم إسداء النصح لهم ، و تبليغ أمانة الدين .
و من شر البلية أن يتقدم صفوف الدعوة في أوطاننا من تفرغوا للحديث و الفتوى فيما يعلمون و ما لا يعلمون دون أن يعملوا في حياتهم ما يعد مثلا يحتذى به ؛ لذلك لا نجد استجابة لما يقدمونه من دعوات جوفاء .
ما أحوجنا إلى خطاب ديني يواكب العصر بلا إفراط أو تفريط ، و إلى عمل نقتدي به ، و لفظ رقيق سليم !
يا كل محب لله ، تذكر مع قول رسولنا الكريم ـ صلى الله عليه و سلم ـ : (مثل ما بعثني اله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً ، فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ، وكانت منها أجادب أمسكت الماء ، فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا ، وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماءً ولا تنبت الكلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به) .
و في ذلك الكفاية لمن أراد الهداية .