لماذا يغيب الحوار السياسي بين السلطة والمعارضة؟
نشهد اليوم في الساحة السياسية في الجزائر انتفاضة شعبوية تندد برفض العهدة الخامسة لعبد العزيز بوتفليقة الذي يعاني من ازمة صحية مايقارب اكثر من 7سنوات وهو غائب عن المشهد السياسي ويبقى غموض في من يقود دواليب هذه الدولة ومن يسيرها ومن يعطي قرارتها الحكومية والرئاسية فكل هذه التساؤلات جعلت من الشعب الجزائري في حيرة وبروز العديد من اشارات الاستفهام حول هذا النظام الذي يسير دون رئيس وبالطبع ان الشعب الجزائري لا يقبل وصايا بل يريد ان يحقق رفاهية اجتماعية وجمهورية قائمة على الشفافية والوضوح.
ان السلطة السياسية في الجزائر يحيطها هالة من الغموض منذ ان مرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في سنة 2012 ومنذ هذا الوقت تراجع الخطاب السياسي للسلطة الجزائرية سواء من قبل الرئيس او من جهات اخرى.
فعندما نرجع الى الوراء في تاريخ الجزائر السياسي ومنذ تولي هواري بومدين كرسي السلطة تحت الحكم العسكري ونحن نشاهد اضطرابات سياسية وايديولوجية حول سيرورة الدولة،بحيث كانت السلطة تنتهج النظام الاشتراكي واعتمدت على سياسة الحزب الواحد تحت راية جبهة التحرير الوطني الذي تأسس ابان الثورة التحريرية الكبرى،فالسلطة الجزائرية ومنذ 1965 قد مارست الخنق المميت على معارضيها نذكر منهم كريم بلقاسم وعبان رمضان حسيت ايت احمد وغيرهم سواء باغتيالهم او بزجهم في السجون..
فالديبلوماسية الجزائرية يمكن القول انها ترفض سياسة الانتقاد ،وهذا مانسميه بديكتاتورية الديمقراطية في البلاد،وقد توالت الاحداث وظهور العديد من المعارضين للسلطة خاصة بعد موت الرئيس هواري بومدين وتولي شادلي بن جديد السلطة وفي مطلع التعسينات شهدت الساحة السياسية سيناريو من االاضرابات واعمال شغب في شوارع الجزائر احتجاجا على سياسة السلطة ضد المواطنين ومنه ولدت فكرة دستورية الا وهي التعددية الحزبية واعطاء للشعب حق في الممارسة السياسية من وجهات نظر مختلفة.فحدث ماحدث يعني كان هناك صراع عسكري بين الاطراف المتنازعة حول سياسة الظلم والاستبداد الذي مارسه النظام على الشعب الجزائري.
عاشت الجزائر سنوات دامية فكان هناك ضحايا تسبح في نهر من الدماء والمتسبب فيه مجهول فالكرة كانت بين المعارضين والنظام الحاكم والضحية كان الشعب ونرجع ذالك الى اسباب عدة منها غياب الحوار السياسي السلمي بين المعارضين والحزب الحاكم للسلطة فالجزائر انذاك كانت تعيش تيها او كانت بالاحرى تقود طريق مجهولة.
من وجهة نظرنا ان المعارضين السياسيين في الجزائر للسلطة الحاكمة اليوم يفتقدون الحرية الكاملة في ابداء ارائهم السياسية والاديولوجية وتوجهاتهم ومعتقداتهم، فمنهم من زج به سجنا او هو في المنفى تحت الاقامة الجبرية فهذا مانسميه بالحرمان السياسي الديمقراطي فهناك تضارب وصراع دائم حول النظام في الجزائر منذ عهد بن بلة لم نعرف توافقا سياسيا بين المعارضة والسلطة، وهذا ماجعل الجزائر تبقى عقيمةبمعنى انها لازالت من دول العالم الثالث لا من حيث الانتاج الاقتصادي ولا من ناحية الرفاهية الاجتماعية الامر الذي كان نقطة التي افاضت الكأس مند اعلان الرئيس عن ترشحه للرئاسة.
فالشعب احدث ثورة سلمية عبر حراكه عن ارائه وتطلعاته نحو بناء دولة تقوم على الجمهورية الديمقراطية الشعبية بوجوه جديدة دات كفاءة عالية تحقق الريادة السياسية في الجزائر كرواندا انموذجا.