‏-1-

على يميني في مصلى الجامعة

سمعتها بعد صلاتها تتمتم بآية الكرسي

ثم أعادتها مرة أخرى بترتيل أجود

كانت تردد الأذكار بمتعة بادية

شرشف الصلاة أخفى لباسها لكن صوتها عرفني بأنها عاملة النظافة!

كيف تخطفنا الدنيا هكذا؟نلهث إلى حيث لا ندري! وقلب غير عربي يتلذذ بالعبادة رغم شح اللغة!

‎#درس



-2-
الاسم: شفاء
العمر: ٨ سنوات
المدينة:جدة
تحفظ عشرة أجزاء من القرآن
التقيتها في جمعية القرآن، ترتدي عباءة أنيقة وطرحة قد لفتها على رأسها فبدا وجهها الأبيض قمريًا
دخلت لقاعة التسجيل لحضور الاختبار وحدها.
توجهت نحو مكتب التسجيل في آخر القاعة، جلست بأدب على كرسي العملاء على الجنب الأيمن من المكتب.

ثم أخبرتْ الموظفة بأنها (شفاء) وأنها جاءت لتختبر
سألتها الموظفة عن أمها إن جاءت معها؟
فردت بطبيعية تامة: جئت أنا فقط بدون أمي.
طلبت منها الموظفة التوقيع على الكشف أمام اسمها.
ووجهتها للانتظار في المقاعد المخصصة.
طلبت شفاء مصحفًا لتراجع فأشارت لها الموظفة على الناحية اليسرى من رفوف المكتبة.
أخذت (شفاء) المصحف وكانت تنظر في المقاعد لتختار جلوسها ثم جلست بالقرب مني.
قلت لها: أنا مسرورة بك يا شفاء لأجل ٣ أشياء فهل تعرفينها؟ ابتسمت وقالت لا.
قلت لها -وأنا أعدد على أصابعي-:
- لأنك تحفظين القرآن.
- ولأنك ترتدين هذا الحجاب الأنيق المرتب.
- ولأنك شجاعة، أعجبتني شجاعتك وأنك جئت لاختبار لأول مرة هنا ودخلت هذا المكان الكبير وحدك.
تحركت الابتسامة الخجولة على وجه (شفاء) ثم عادت لمصحفها.

*حدثوني ماذا يفعل القرآن في الصغار؟
عن الطفولة كيف زادها القرآن طهارة ونقاء وأدبًا؟
عن القوة المتدفقة في القلب القرآني الصغير فامتزجت فيه الطفولة بالنورانية

اللهم بارك في شفاء
وكثر من أمثالها


-3-

‏بنت اسمها نور أبوها عند باب الروضة 

ما يناديها في المكرفون باسمها
يناديها كل يوم
"فراولة"
والحارس معاه يناديها ويضحك:
فراولة
أبوك جا يا فراولة

💕