كتب / أحمد الشيخ
لم يكن من باب المصادفة أو الحظ أن يصل مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية إلى هذه المكانة العلمية والأكاديمية المشرّفة، محلياً وإقليمياً ودولياً، إنما جاءت مكانته تلك بعد سجلّ حافل من الإنجازات، التي لم تتوقف يوماً واحداً عن البحث في الشأن الوطني بوصفه يقع على سُلّم أولوياته حيث أدرك المركز منذ تأسيسه في مارس 1994 أن بوصلة النمو والتنمية والتطور تحتاج إلى أيادٍ تبني وتعمل من دون كلل أو ملل، لأجل رفعة الوطن والمواطنين، حاملاً على كاهله راية التميز في كل ما يتعلق بإصداراته وفعالياته المختلفة، التي أصبحت المنارة لكل حاملي شعلة الأمل بمستقبل مشرق يعيش أبناؤه فيه برفاه وسعادة واستقرار.
إن مشاركة كبار الشخصيات الاتحادية والمحلية، من وزراء ومستشارين وسفراء ورؤساء جامعات وباحثين وأكاديميين، ومجموعة من النخب البارزة والمؤثرة على الساحة المعرفية والثقافية والعلمية، في الحفل الكبير الذي أقامه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أمس في مقرّه في أبوظبي، بمناسبة اليوبيل الفضي لتأسيسه تؤكد عمق التقدير الذي توليه كل تلك الجهات، ممثلة بشخوصها الكريمة وما تمثله من مؤسسات، لدور المركز في خدمة صانعي القرار والباحثين والأكاديميين والإعلاميين والطلبة، عبر إصداراته المتنوعة والثرية، وفعالياته؛ من مؤتمرات وندوات ومحاضرات وورش عمل، التي تجذب كبار الباحثين والمفكرين والكتاب والشباب، المؤمنين بأهمية العلم والمعرفة.
“خمسة وعشرون عاماً من العطاء والإنجاز”
انه وانطلاقاً من الاعتزاز والفخر بالنجاحات التي حققها المركز في مسيرته طوال الأعوام الخمسة والعشرين الماضية فإن إدارة مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ممثلة بمديرها العام سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، ماضية على النهج نفسه الذي سارت عليه على مدى مسيرته الحافلة موظفة كل الإمكانات لمواكبة رؤية التنمية المستدامة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وليظل الداعم لمتخذي القرار في تنفيذ الخطط الاستراتيجية الطموحة، والمساهمة في تحقيق أهداف “رؤية الإمارات 2021″، و”مئوية الإمارات 2071” التي تهدف إلى جعل الإمارات أفضل دولة في العالم بحلول الذكرى المئوية لتأسيسها.. كما يأتي احتفال مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيسه ليواكب احتفال دولة الإمارات العربية المتحدة بـ “عام التسامح” الذي شهد -وما يزال- العديد من الفعاليات التي تؤكد ريادة الدولة ونموذجها الفريد في تأصيل قيم وممارسات التعايش والتسامح والسلام.
ان الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس مركز الإمارات والدراسات والبحوث الاستراتيجية مدعاة فخر واعتزاز، ووسام يضعه المركز على صدره، بوصفه حاملاً لشرف قيادة العمل البحثي والأكاديمي في دولة الإمارات، والذي لم يكن ليتحقق لولا دعم القيادة الرشيدة له، ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإيمان سموهما المطلق بقيمة العلم والمعرفة والتخطيط السليم للمستقبل ليواصل المركز مساره الفكري والعلمي انسجاماً مع أهداف تأسيسه منذ خمسة وعشرين عاماً، وليحافظ خلال هذه المسيرة على تميزه في المجال البحثي والتخطيط الاستراتيجي واستشراف المستقبل، وليحرص على اتباع الضوابط العلمية الراسخة، والالتزام بمبادئ الجدية والموضوعية والدقة في مخرجاته المعرفية كافة.
ان إيمان القيادة الرشيدة بأهمية المعرفة والعلم، وضرورة تطوير المؤسسات البحثية لأجل ذلك، هو ما حفّز مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية على تعزيز مكانته على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، من خلال وضع المعايير العلمية الرصينة في قراءته للواقع وتطبيقها، وفي كل ما يتعلق بعمليات البحث والتحليل وجمع المعلومات واستخلاص النتائج وتقديم الخيارات والبدائل التي يراها مناسبة للتعامل مع أي ظاهرة محل بحث، مؤصلاً لفكرة تطوير آليات عمله وأدواته البحثية لتتناسب مع التغيرات الحاصلة حول العالم، حتى أصبحت مفاهيم التجديد والتطوير والابتكار والجودة هي القاعدة التي ينطلق منها المركز نحو المستقبل، واضعاً نصب عينيه في المقام الأول مصالح دولة الإمارات العليا، وكل ما يعزِّز مكانتها، ويطوِّر مسيرتها التنموية الفريدة، والعمل على التفاعل الإيجابي مع جميع القضايا التي تهم المواطن الإماراتي والخليجي والعربي على السواء، وإطلاق البرامج والخطط والمبادرات التي تتفاعل مع القضايا الوطنية والإقليمية والدولية، وبما يخدم الأمن بأشكاله وصنوفه كافة، مشكّلاً النموذج الأمثل في عملية ربط النخبة الفكرية والمثقفة بصانع القرار الوطني، أسوة بما يحدث في الدول المتقدمة