رحل (هتلر) و(موسوليني) - وهما من أنصار التوجه القومي الاشتراكي – وتركا خلفهما بلديهما في دمار وعار كبير بالرغم من كل الإنجازات الضخمة في مجال الصناعة والزراعة والنهوض الاقتصادي الذي حققه كل منهما لبلاده، ولكن جنون العظمة جعل كل تلك الإنجازات المادية الضخمة تغيب وسط الشعور العام بالذل والعار وتحت أنقاض الدمار الذي خلفاه خلفهما!!.. وكذلك حال الزعيم الصيني (ماو) الاشتراكي القومي، صاحب الكتاب الأحمر والثورة الثقافية الحمراء، الذي مات وترك الصين تتخبط في الفقر العظيم ولولا أن الصين أخذت بعد رحيله بالليبرالية الاقتصادية ونظام الاقتصاد الرأسمالي والسوق الحرة لظلت الصين كما تركها ماو تعاني شظف العيش في أسفل السافلين!!... الزعيم العراقي (صدام حسين) - أبو وأم المعارك! - فاتح الكويت!؟؟ - لم يغادر الدنيا إلا بعد أن ترك بلاده العراق في فوضى ودمار عظيم وترك أبناء شعبه يفرون لدول الجوار وللغرب طلبًا للجوء الانساني!!، وها هي (ايران الخمينية) المتنمرة - عدوة العرب - التي طالما حاربها تنتصر عليه وهو في قبره وتجعل من العراق حديقة خلفية لها!!... الزعيم الليبي (العقيد معمر القذافي)، أمين القومية العربية، وصاحب الكتاب الأخضر، ونبي عصر الجماهير، ورسول الصحراء، وحكيم افريقيا، ومسيح العصر وبطل العالم في (الطزطزة) المستمرة ضد أمريكا!، هو الآخر مات - أو بمعنى أدق سُحل وقُتل على يد أبناء شعبه - وترك خلفه ليبيا تتخبط في الفوضى والفساد بلا دولة حديثة ولا هوية وطنية واضحة وعميقة وترك الليبيين من أنصاره وغيرهم يفرون لدول الجوار أو دول الغرب والشرق طلبًا للجوء الانساني!!، والزعيم الفنزويلي (شافيز) البطل الاشتراكي الذي لطالما تحدى بخطاباته النارية أمريكا، ليل نهار، مات بالسرطان وترك خلفه سرطان الفساد الثوري الاشتراكي يدمر بلاده ويجعل الفنزويليين يشحذون في الشوارع ويفرون خارج بلادهم طلبًا للجوء الانساني!، فيا لها من اشتراكية ثورية!!، ويا لهم من ابطال وطنيين وقوميين وزعماء اشتراكيين وشعبيين!!، ويا لهم من ثوار!!!!.
*********************
سليم نصر الرقعي