تعتبر الحضارة الفرعونية من أقدم الحضارات التي عرفها التاريخ الإنساني ؛ فالمصريون القدماء هم أول من عرفوا الزراعة و تشييد المدن ، و لعل آثارهم الخالدة تؤكد تلك الحقيقة ، بل و تحتاج إلى قراءات أخرى من المتخصصين في فك طلاسم نقوشها و أسرارها .
إن المدقق في قراءة التاريخ الفرعوني ليوقن أن الفراعنة كانوا من أوائل الموحدين و ليس أدل على ذلك من أن نبي الله إدريس عليه السلام قد عاش في مصر و دعا إلى الله فيها ؛ فآمن به المصريون و وحدوا الله و كيف لا و هو ثالث الأنبياء بعد آدم و شيث ، و كان إدريس يسمى ( أخنوخ ) كما نصت الآثار الفرعونية على ذلك.
لقد ذكرت النقوش أسماء ربما تعود إلى آدم و نوح أيضا ، فالمتحقق من سيرة آتون و نوح و كذلك أخنوخ ربما يرى أن آدم و إدريس و نوح معروفون للمصريين ؛ لذلك فإن التاريخ الفرعوني يحتاج إلى القراءة بشكل جديد و بصورة مختلفة عما يصدرها الغرب !
لقد روج البعض أن فرعون الخروج هو رمسيس الثاني و هو كلام غير صحيح ؛ فموسى و من قبله يوسف عليهما السلام عاشا و بعثا في عهد ملوك الهكسوس الذين احتلوا شمال مصر بعد عهد الأسر الذي سبقهم بأكثر من ألفي عام ، فكيف يكون فرعون الخروج هو رمسيس الثاني ؟!
إن المصريين القدماء يدونون على جدران معابدهم أنهم من الموحدين فآتون و أوزوريس و نوح ما هي إلا أسماء الأنبياء الله آدم و إدريس و نوح ، و لكن قراء النقوش لا يريدون الاعتراف بذلك صراحة .
لعلنا نحتاج إلى أن نعيد دراسة تاريخنا المحرف ، و الذي يؤكد أن الفراعنة هم أول الموحدين في الأرض على الإطلاق .