رسالة إلى الآباء والأمهات .
و ينشأ ناشئ الفتيان منا *** على ما كان عوده أبوه
قيل في ترجمة الإمام السيوطي رحمه الله انه كان يلقب – ابن الكتب – والسبب
أن أباه كان من أهل العلم واحتاج إلى مطالعة كتاب فأمر أمه أن تأتيه بالكتاب من بين كتبه فذهبت لتأتي به فجاءها المخاض وهي بين الكتب فوضعته.(انظر النور السافر عن أخبار القرن العاشر)
فكانت النتيجة أن السيوطي من أكثر علماء الإسلام تأليفا للكتب مع ابن الجوزي وابن تيمية ولا اعرف في حدود علمي القاصر لهؤلاء الثلاثة نظير في كثرة التأليف .
ونحن نعرف أن الطفل في الغالب يقلد من هو اكبر منه لا سيما من يراه باستمرار كالأب والأخ وغيرهم .
فقربك من الكتاب هو قرب لابنك منه وترددك الى المسجد سيتبعك ابنك عليه وقربك من أماكن العهر والفسق قرب لابنك كذلك من هذه الأماكن النتنة القذر فاتقوا الله في أبنائكم.
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ )) كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته والرجل في بيته راعٍ ومسئول عن رعيته .... الحديث
وصدق القائل : كل إناء بما فيه ينضح
والفرع يتبع الأصل والأصل يتبع الجذر والجذر يتبع الأرض والأرض تنبت بالماء الذي تسقى به .
واليك شعراً يشير إلى ما أسلفت من تقليد الولد للوالد
يقول الشاعر : وفي أغلب ظني أنه الأصمعي
مَشَـى الطـاووسُ يومـاً باعْـوجاجٍ؛ * فـقـلدَ شكـلَ مَشيتـهِ بنـوهُ
فقـالَ: عـلامَ تختـالونَ ؟ قالـوا: * بـدأْتَ بـه ، ونحـنُ مقلـِـدوهُ
فخـالِفْ سـيركَ المعـوجَّ واعـدلْ * فـإنـا إن عـدلـْتَ معـدلـوه
أمـَا تـدري أبـانـا كـلُّ فـرع ٍ * يجـاري بالخـُطـى مـن أدبـوه؟!
وينشَــأُ ناشـئُ الفتيــانِ منـا * علـى ما كـان عـوَّدَه أبـــوه
فيا أيها الآباء لا تقضوا على مسيرة أبنائكم بسوء سيرتكم وقوّموا سلوككم يستقيم لكم أبنائكم واعلموا أن الأمر قضاءُ وقدر وان الكل ميسّر لما خُلِق له ... غفر الله لنا ولكم ولجميع المسلمين .
دمتم في طاعة الله وأمنه
وكتبه
أبو مسلم الصيودي الأثري
حمدي حامد محمود
حامداً ومصلياً لله رب العالمين
#الصيودي حمدي حامد