يشهد الله اني ابغض العنصرية بكل الوانها والطائفية بكافة اشكالها ؛ الا ان مقارعة العنصرية لا تعد عنصرية ؛ ومكافحة الطائفية ليست طائفية ؛ فالشخص الذي يتحدث عن الدعارة وهو مستمتع بحديثه  لدرجة النشوة , وغارق في الدعارة  - من رأسه الى اخمص قدميه  - ؛ ليس كمن يتحدث عنها بصورة موضوعية وعلمية ؛ وهدفه من الحديث التشخيص و ايجاد المعالجات والحلول وتفادي التداعيات والسلبيات الناتجة عنها . 

ولو ثنيت الوسادة للأغلبية الاصيلة , وتحكمت بالعراق من شماله الى جنوبه , وانصهرت كل مكونات الامة العراقية في بوتقة الوطنية الجامعة , وتحت راية الاغلبية الاصيلة ؛ واصبح الحكم مركزيا قويا , واضحى الجو العام  اسلاميا عربيا شيعيا عراقيا خالصا مع مراعاة خصوصيات سائر مكونات الامة العراقية ؛ لما طرحنا هذا الطرح , وتكلمنا بهذا الكلام , لان السياسة الخارجية حينها ستكون واحدة وذات صبغة وطنية مركزية متحدة ؛ ولا يحيد عن خطها المستقيم احد بحجة نصرة الطائفة السنية او دعم الاقلية التركمانية او بذريعة حماية القومية الكردية او الدفاع عن الاكثرية الشيعية ؛ و لعاش العراقيون بحب وسلام و وئام ؛ تحت راية الامة العراقية والمواطنة القانونية مع مراعاة الاغلبية الاصيلة وحقها في تمثيل البلاد سياسيا وثقافيا ؛ و حفظ حقوق باقي المكونات كلا بحسب حجمه وثقله وتاريخه الوطني . 

الا ان الرياح الخارجية والدخيلة  تجري بما لا تشتهي السفن العراقية الاصيلة , والحق والمفروض تحققه شيء والواقع شيء آخر مغاير تماما ؛ اذ قام الاحتلال العثماني بالاستيلاء على الاراضي العراقية وتقسيمها الى ولايات ادارية ليسهل ابتلاعها والسيطرة عليها  فيما بعد ؛ فضلا عن ضم الاراضي العراقية الشمالية لتركيا بعد سقوط الدولة العثمانية , وتنازل الاتراك العثمانيين عن الاراضي العراقية الشاسعة لدول الجوار بمعاهدات باطلة وجائرة , اذ عمل الاتراك  العثمانيين على احداث التغييرات الديموغرافية والطائفية في العراق ؛ من خلال المجيء بالمرتزقة والولاة والموظفين والجنود من مختلف اصقاع الارض ؛ وتوطينهم في العراق لاسيما في المناطق الغربية والشمالية فضلا عن بغداد وكذلك البصرة , مع مطاردة واقصاء وتهميش الاغلبية العراقية الاصيلة والتضييق عليها , وفرض النظام الاقطاعي ودعمه , وشن الحملات العسكرية ضدها , بل وصلت الدناءة بالأتراك العثمانيين ان تواطئوا مع العصابات الوهابية للهجوم على المدن الدينية الشيعية المقدسة واراقة الدماء فيها ونهب وسرقة المراقد الدينية وهتك حرمتها ؛ وتحولت بلاد الرافدين الى خرائب لا تسر الناظرين , وهاجر البعض من العراق هروبا من ظلم الاتراك العثمانيين ومن التجنيد الاجباري والسخرة ؛ الا ان محافظات الجنوب والوسط كانت للأتراك العثمانيين والولاة والمماليك بالمرصاد ؛ فما هدئت تلك المحافظات قط , اذ بين ثورة واخرى انتفاضة , وبين انتفاضة واخرى عصيان وتمرد , وهكذا , وعجز الاتراك عن ترويض العراقيين الاصلاء في تلك المحافظات ؛ فقاموا بزرع العوائل السنية ذات الجذور الاجنبية والاصول غير العراقية في بعض تلك المحافظات , بالإضافة الى محاولات اغراء شيوخ العشائر العراقية و زعماء القبائل العربية بالإقطاعيات والمنح والامتيازات ؛ لإضعاف الجبهة الداخلية وتفتيتها .

وسار الاحتلال البريطاني بسيرة الاحتلال العثماني ؛ بل زاد الطين بلة , وتمادى كثيرا في تهميش واقصاء ومحاربة الاغلبية العراقية وابعادها عن السياسة فضلا عن سدة الحكم , وسلم الحكم  والنفوذ لبقايا العثمنة و العجم من ابناء الفئة الهجينة , وقدم العراق على طبق من ذهب للغرباء والدخلاء ورعاياه الاجانب ومرتزقته العملاء , ومنذ ذلك الوقت المشؤوم والى حين سقوط صنم تكريت عام 2003 ؛ عاش العراقيون الاصلاء في احلك وأسوء الظروف ؛ فكان تسليم الانكليز الخبثاء الحكم لأولئك الغرباء والدخلاء شبيها بوعد بلفور سيء الصيت الذي سلط الصهاينة الدخلاء على اهل البلد – فلسطين – الاصلاء , وما نتج عن ذلك من جرائم التهجير والتطهير العرقي والديني والقتل والابادة والتجويع والافقار والتهميش والاقصاء ... الخ .

ومن المعلوم ان الاحتلال التركي استمر جاثما على صدور العراقيين طوال قرون من الزمن , زارعا في العراق بذور الطائفية والعنصرية والتخلف والامية ؛ قد اتى ثماره فيما بعد , فقد قطف الطائفيون المنكوسون تلك الثمار معلنين بذلك بداية مسيرة الحكومات الطائفية والعنصرية في عام 1920 برعاية الاحتلال البريطاني  , و التي ضمت بين طياتها الكثير الكثير من الشخصيات الطارئة ذات الاصول التركية والشركسية والشيشانية والداغستانية والقرجية و الايرانية والعربية ... الخ (1) ؛ اذ احتضنت هذه الحكومات كل الاعراق الاجنبية والشخصيات الوافدة حديثا الا انها خلت تماما من العناصر العراقية الاصيلة الفاعلة , اذ تم رفض الامير العراقي خزعل الكعبي بينما توج فيصل الهاشمي الحجازي ملكا على العراق (2) , فكانت من اغرب التشكيلات السياسية في التاريخ المعاصر , فمن أعلى الهرم ( الملك ) الى ادناه : خدم القصر ( الهنود ) كلهم غرباء دخلاء على الواقع العراقي او لا اقل هم من اخر المهاجرين اليه , نعم تم تطعيم بعض هذه الحكومات الطائفية العنصرية العميلة بالشخصيات الهزيلة او المرتبطة بالمخططات الطائفية والعنصرية والاستعمارية المحسوبة على الاغلبية العراقية او من الذين ينطبق عليهم القول المشهور : لاحول ولا قوة ؛ لذر الرماد في العيون (3).

 

ومن هذه السقيفة البريطانية اللئيمة بدأت رحلة العذاب والتيه العراقي التي استمرت ثمانية عقود كل عقد منها كأنه ألف سنة مما يعدون , فقد زرعت بريطانيا هذه الشجرة الخبيثة في بلاد السواد , و سارت السنوات العجاف بطيئة رتيبة مملة مليئة بالاضطرابات والانقلابات والازمات والتخلف والانتكاسات حتى القت اوزارها وتمخضت عن وليد لقيط كان من أمر واخبث ثمار تلك الشجرة الاستعمارية اللعينة الا وهو النظام الصدامي الاجرامي المقيت , فلو وضعت كل الحكومات الطائفية السابقة في كفة و وضع النظام الصدامي في كفة اخرى لرجحت كفة نظام صدام وزبانيته المجرمين ؛ ومن الواضح ان سياسة بريطانيا في القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين كانت تهدف الى انشاء نظام الاقليات في المستعمرات ؛ لان نظام الاقلية يتميز بالمواصفات التي يحتاجون اليها في ادارة مستعمراتهم , والسبب الذي دعاهم لذلك هو افتقادهم للشرعية والقاعدة الشعبية والتأييد الجماهيري , وكي تبقى الاقلية الحاكمة معتمدة اعتمادا كليا على المستعمر البريطاني والدعم والاسناد الخارجي لمواجهة الثورات الشعبية والازمات والعواصف السياسية والمشاكل الداخلية ؛ و لان بقاءها في سدة الحكم مرهون بالخارج .

وقد حولت تلك الحكومات الهجينة ولاسيما الحكومة البعثية التكريتية الصدامية حياة الاغلبية العراقية الى جحيم لا يطاق , اذ قام النظام الهجين بإقصاء الاغلبية العراقية الاصيلة وتهميشهم وابعادهم عن مصدر القرار التشريعي والتنفيذي , وتقريب الفئات الطارئة والدخيلة والشخصيات الاجرامية المريضة , بل انه سلط شذاذ الافاق من الاجانب والعرب والاعراب ومجهولي الاصل والهوية والمرتزقة على ابناء العراق الاصلاء وفضلهم عليهم ؛ فصيرهم مواطنين من الدرجة العاشرة وبالمقابل اعطى امتيازات لا عد لها ولا حصر لكل الغرباء والدخلاء في العراق ... ؛ نعم كان يزج بشباب العراق ورجال الاغلبية الى جحيم الحروب الخاسرة ونيران معارك الوكالة والنيابة البائسة , ويسوق العراقيين الاصلاء الى اعواد المشانق والمقابر الجماعية وغرف التعذيب الرهيبة والسجون والمعتقلات المرعبة ؛ بينما يسرح ويمرح المصريون وشذاذ الافاق من الافارقة ومواطني الدول العربية في بلاد الرافدين ويأكلون ما لذ وطاب , ويرتعون كالدواب في اراضينا التي ارتوت بدماء شبابنا الابطال ورجالنا الكرام ودموع امهاتنا الثكالى واطفالنا اليتامى ...!!

وكأن الحياة نفسها أصبحت عقابا لأبناء الاغلبية الاصيلة , فكل شيء كان يغضيهم , فهم اينما حلوا وذهبوا لا يسمعون الا العبارات المشحونة بالحقد الاعمى والضغينة الطائفية والعنصرية المقيتة والترهات والقذف والافتراءات من امعات الحكومة الصدامية واذنابها الطائفيين ؛ بل وصل الانحدار الاخلاقي والتخبط السياسي برأس النظام العفن آنذاك الى ان ينشر عدة مقالات طائفية وعنصرية في جريدة الثورة يهاجم فيها العراقيين الجنوبيين الاصلاء وينعتهم بأوصاف هم منها براء , وكما قال المثل : (( رمتني بدائها وانسلت )) ؛ وما عشت اراك الدهر عجبا , اذ صار الدخيل العميل يعير العراقي الاصيل ولعلي لا اجد ردا عليه وعلى امثاله من المنكوسين ابلغ من قول الشاعر :

سل مضجعيك يا ابن الزنا ... أأنت العراقي أم أنــــــــا ؟؟!!

وقد تعرضت الاغلبية العراقية لعمليات الابادة والتعذيب والتطهير العرقي والطائفي ومجازر البعثية وجرائم الاجهزة القمعية الصدامية , ودفن ابناء الشيعة وهم احياء في المقابر الجماعية ؛ حتى الفرار لم يعد متاحا لهم بعد أن أغلقت البلدان المجاورة الحدود في وجوههم وتركتهم لمصيرهم المجهول - باستثناء ايران - ؛ابان عقد الثمانينات والتسعينات من القرن المنصرم ؛ وكل منظمات حقوق الانسان تعلم بذلك , وكانت هذه الجرائم المروعة تجري بعلم القوى الكبرى والدول الاستعمارية والاستكبارية والغربية , ولم يُحرك أحد ساكنا ، والتزم العرب والمسلمون قاطبة الصمت وكأن شيئا لم يكن , وربما أصبح موت الحيوانات أكثر أهمية من موت الشيعة عموما وابناء الاغلبية العراقية على وجه التحديد .

وبعد السنوات العجاف وايام الجمر والنار وعقود الدم , وادعية وتوسلات العراقيين والعراقيات ودموع الايتام والارامل والامهات , ودماء الشهداء والمناضلين والمجاهدين والابرياء , وضغط وتحركات وانشطة  الحركات والاحزاب والشخصيات الشيعية ؛ جاء الفرج الممزوج بالاسى ؛ اذ جاء التحرير من خميرة الشيطان على يد الشيطان نفسه ؛ وهذا قدرنا , مكتوب علينا ان نجمع بين النقائض والاضداد ؛  فقد انتهت المهلة الأميركية المطالبة برحيل السفاح صدام  و زبانيته الشياطين  في 20 مارس 2003، وأعلن جورج بوش انطلاق العملية ضد مخلب الشيطان صدام ابن صبحة ، وانهال وابل من الصواريخ العابرة على أحد أحياء العاصمة العراقية... ؛ وبدأت الحرب وأطلق عليها الأميركيون اسم "عملية حرية العراق"... ؛ ثلاثة أسابيع كانت كافية من أجل حسم مصير النظام البائد وجيشه وحزبه واجهزته القمعية وشياطينه وجلاوزته وجلاديه وذباحيه  والسيطرة على بغداد في التاسع من أبريل... ؛ ولم يقارع الشيطان صدام ولا زمرته من بقية الشياطين قوات الاحتلال ؛ لان امريكا تعتبر ربهم الاعلى فهي الشيطان الاكبر , ومن الطبيعي الشياطين الصغار لا تجرؤ على مقارعة ابليس ؛ واختبأ السفاح صدام في حفرة كالجرذ , بينما لاذت عائلته بالفرار , وهربت فلول صدام والبعث , وهمج تكريت ورعيان العوجة , و ولت شراذم الطائفية والعنصرية والتكفيرية هائمة على وجوهها ... ؛ ولم يصدق العراقيون ما حدث ؛ فكل الدول والانظمة العربية وكذلك الدول الاسلامية والغربية لاسيما بريطانيا كانت مع النظام الاجرامي الطائفي وضد تطلعات الاغلبية العراقية ؛ لكن الله شاء وفعل .

وتعرضت العملية السياسية المتعثرة  والتجربة الديمقراطية الناقصة بعد عام 2003 لمختلف التحديات والضغوط والهجمات الداخلية والخارجية والتي تهدف الى ارجاع عقارب الساعة الى الوراء والعودة الى مربع الدم والتهميش والاقصاء .

وبما ان الاغلبية العراقية كانت ولا زالت محاطة بالأعداء والطامعين والحاقدين من كل حدب وصوب , ومحاصرة من قبل فلول البعث وشراذم الفئة الهجينة والمغرر بهم من ابناء الطائفة السنية الكريمة والكرد الانفصالية وغيرهم  في الداخل ؛ فضلا عن الانظمة العربية الحاقدة والاقليمية الطامعة والقوى الدولية الضاغطة والمخابرات الخارجية المتربصة ؛ فالأغلبية العراقية بين المطرقة والسندان ؛ وان استمرار هذه الاوضاع يفضي عاجلا ام اجلا الى نتائج وخيمة لا تحمد عقباه ولا تصب بصالح الاغلبية والامة العراقية ؛ وعليه يجب التحرك الفوري والجدي والقوي من قبل احزاب وحركات وشخصيات الاغلبية العراقية لتوطيد علاقاتها بالقوى الدولية والجهات النافذة الخارجية والانظمة الاقليمية , ومد جسور التنسيق والتعاون والتفاهم مع كافة القوى والانظمة المؤثرة , وصنع لوبيات ضغط ومراكز دراسات ومواقع ومحطات اعلامية وثقافية شيعية عراقية في عواصم الدول القوية والمؤثرة في الشأن العراقي ؛ بالإضافة الى انشاء ورش عمل اعلامية وثقافية وتوجيهية وتنموية وظيفتها ؛ التعريف بالأغلبية العراقية والدفاع عنها وعن تجربتها السياسية والسعي لحمايتها من الاخطار المحدقة بها , وايصال صوت الاغلبية الى اغلب دول وشعوب العالم من خلال المحطات الاعلامية والفضائيات والانشطة والفعاليات في سفارات العراق وغيرها , واستخدام كافة الوسائل والانشطة والفعاليات الناعمة وكذلك الاقتصاد في سبيل تحقيق مصلحة الاغلبية ؛ فلا شيء يقدم دون منفعة ومصلحة ؛ تصب بصالح العراقيين الاصلاء .

ولابد للوبيات العراقية الاصيلة والجاليات الشيعية من الاستثمار و الانشطة الاقتصادية وربطها بالقوى الفاعلة والمرتبطة بحكومات القوى العالمية الكبرى والتي تؤثر في رسم السياسات الخارجية , لدرء المخاطر عن الاغلبية , وتحقيق المكاسب والاهداف الوطنية  التي تدفع عجلة التنمية والاستقرار والازدهار نحو الامام .

ومع شديد الاسف بعض الحمقى والسذج والمنكوسين وبحجة المبادئ الدينية او الشعارات السياسية ؛ يهاجمون وبلا تعقل او تأمل كافة الشخصيات و الاحزاب والحركات والمؤسسات والمنظمات المحسوبة على الأغلبية ؛ لمجرد انها عقدت اتفاقا مع هذه الدولة او تلك الحكومة او جلست مع هذه القوة الاجنبية  او تلك الحركة الخارجية للتفاهم والتنسيق ؛ ويتهمون الجميع بالعمالة والخيانة ... الخ ؛ وموقف البعض يذكرني بالمجرم التافه صدام الذي بذل قصارى جهده لمنع كافة العراقيين وعلى مختلف مشاربهم وقومياتهم وتوجهاتهم بالاختلاط او التواصل مع القوى الدولية ؛ لا حبا بالوطن وانما لحصر العمالة به شخصيا , اذ لا زال البعض يؤدي هذا الدور المكشوف ؛ فما أن تقوم احدى الشخصيات العشائرية او الدينية او التجارية او السياسية او الاعلامية بالذهاب الى احدى مقرات القوى الدولية للتنسيق والتواصل بما يخدم مصالح الاغلبية العراقية ويحقق امالها وتطلعاتها المشروعة ؛ حتى تبدأ حملات التسقيط والتشويه والتدليس ؛ ومرادهم حصر العمالة بهم ليس الا ؛ فالوطني الاصيل والعراقي النبيل والسياسي المحنك  لا ينزعج من تحرك الشخصيات الوطنية ومد جسور التفاهم مع الاخرين ؛ لتحقيق الاهداف الوطنية والمصالح العليا ؛ ويرى نفسه كفرد من افراد تلك الجماعة وعنصر من عناصر الاغلبية الذين يجمعهم نفس الهم الوطني  والشعور الانساني والهدف السياسي ؛ وهنا يكمن الفرق بين الاوفياء وبين العملاء , وبين النبلاء واللؤماء الخبثاء ؛ فليس كل من حاور قوى الاستعمار والاستكبار عميلا , وليس كل من جلس في  دوائر المخابرات ومقرات السفارات خائنا , اذ ان العبرة في نزاهة هذه الشخصية او شرف و وطنية ذلك السياسي ؛ تقديم مصالح الاغلبية والحفاظ على وجودها وحمايتها من الاخطار والنهوض بواقعها وتحقيق طموحاتها واحلامها ... الخ ؛ واما العميل والخائن فذلك هو الدوني الذي يسعى لتحقيق مصالحه الشخصية او جر الامتيازات لعائلته او حزبه او جماعته او عصابته ولا يهمه امر الاغلبية ؛ فهؤلاء اشبه ببيادق الشطرنج تحركهم الشهوات والاطماع والامتيازات وهم كالدمى بيد القوى الدولية والانظمة والجهات الخارجية ؛ يعملون على تحقيق اجندات الدول والجهات الخارجية فحسب ؛ حتى لو جرت الويلات والازمات على الاغلبية العراقية المظلومة ؛ وهؤلاء اشد على ابناء الاغلبية من الاعداء بل هم الاعداء . 

....................................................................

 

1- اليك بعض الامثلة على ذلك : رئيس الوزراء في العهد الملكي نوري السعيد ؛ اذ اختلف الكتاب في بيان حقيقة اصله فقيل عنه : كردي – شركسي – تركي ... الخ , وقد اعترفت حفيدته في احدى اللقاءات التلفزيونية انهم لا يمتلكون اي وثيقة رسمية تثبت كونهم عراقيين . وقد تولى المنصب نفسه اثنان اخران هما : ناجي شوكت من اصول عثمانية شركسية , وحكمت سليمان من جذور شيشانية . وقد تولى هذا المنصب ايضا ياسين الهاشمي وقيل هو من اصول داغستانية وقيل شركسية وقيل كردية وقد تلقب بالهاشمي تملقا للملك المستورد للعراق من الحجاز فيصل الهاشمي وللعلم تعد هذه الشخصية من اشد الساسة تعصبا وطائفية , وهو احد اقرباء السياسي المعاصر طارق الهاشمي ؛ ناهيك عن الدور السلبي الذي قام به مجهول الاصل او الذي اختلف في اصله :  ساطع الحصري والسوري المشبوه ميشيل عفلق – وايضا اختلف فيه - في العراق .

2- من المعروف تاريخيا ان المحمرة هي امتداد للسهل الرسوبي الجنوبي العراقي – راجع معجم البلدان للحموي - ؛ وان قبيلة كعب من القبائل التي وجدت منذ القدم في هذه البقعة ؛ الا انها قد تم التنازل عنها كما تم التنازل عن الكثير من الاراضي العراقية من قبل حكومات الاحتلال والطائفية والعنصرية ؛ والاسباب معروفة انها الطائفية النتنة .

3- كالمجرم محمد حمزة الزبيدي وغيره من سقط المتاع .