في شأن المشاعر ؛ فالتعويل كل التعويل على ما نلتقطه أو نتركه بأنفسنا، لا على ما يصوره لنا الآخرون في النظريات وبين صفحات الكتب. إن الخبرة العاطفية التي نكتسبها من تجربتنا الخاصة هي ما يقرر لنا درس الحياة ، ويزرع فينا التنبه والتنبيه لما هو قادم. 


وعلى الرغم من الشك والصعوبة في تقرير العمر المناسب للتعرض إلى تجارب العاطفة، إلا أن القدر وحده له حكمة إرسال الزمن الذي يلائم ظرفنا لنطلق  فيه مشاعرنا الأولى.

كيف عشنا تلك الخطفة القلبية الأولى، أو خضنا متاعب ذاك التفتح البكر ، أو تجاوبنا  مع الدبيب الأول للاحتياج إلى وجود الآخر بجوارنا ، هذا بكل ما فيه سيعيش معنا أمده المتصل، وسيتجدد  صوته في وعينا كلما حانت من القدر منبهات تحرِّك ما كان كامنا لا منسيا.


واليوم، قد نصحك  ملء الذكريات ، أو نبكي عزيز الفقدان على الآثار المندرسة لتلك المواقف، غير أننا نتفق -لا محالة- على خطورتها ، بلفظ الخطورة سلبا وإبجابا، فليس سهلا أن يواجه طفلنا الداخلي بالرفض أول ما امتدت  يده إلى أخرى لتصافحها مودة وصفاء، كما ليس هيّنا علينا أن تعلقت قلوبنا زمنا بمن بادلها الصدق والألفة، ثم ما لبثت أن فرقت بيننا الأقدار ذاتها التي جمعتنا .


التجارب العاطفية : حبًّا، صداقة، جيرة، تشكل اكتشافنا الأول لمهاراتنا الاجتماعية ، والأعظم ، في فهم موهبتنا  في منح الحب واستقباله.