هل هُنالكّ آصعب ممن آن تكون شخصاً لا يعبره شئ ، شخصاً لا يحُب لا يشتاق لا يعاتب ولا يرحل ، شخصاً تابِتٌ في مكانهِ لا آكتر ، لا يكترت لـ آحد ولا يهتم لـ شئ ، يعيش الأمس فاليوم ، واليوم فالغد ، هكذآ لا آكتر ، يري بعينِ صقر ، يدرسّ الكلام كآنه الة حاسبة ، لا ينطقُ حرفاً الا وقد خطط مسبقاً له بحركاتهِ وسكناتهّ ، يسير بخطوآت تابتة امام الملأ ، وما أن يصلُ ليلاً لفراشه ، يتجرد من كُل ذاكّ الكبرياء والغرور ، يسقط ك طفلّ لم يتجاوز الخمسة سنوات ، يبكي غارقاً في دموعه ، علي يمنيه صورة تجّمعه بهاّ ، تلكِ التي آحب ، الفتاة الجميلة التي أفلتت يديه راكضة نحّو ذاك الفتي الغني ، وعلي يساره فوضي كُتب واقلام واوراق ممزقة ، مطفاءة سجائر وفنجان قهوة مُهمّل ، لم تدخل الشمس المكان منذ زمنٍ بعيد ، هُو عدو الضوء ، عاشق السوداوية والظلام ، كآنه نقطة سوداء في عالم رمادي ، فهو حتماً لا يُفضل المنتصف ، إما آبيض إما أسود ، ليس له فالآبيضُ مكان ، فهُو أبن الليل الأدهم المظلم ، آنه شاعر القمر ، حساس جداً عندما يتعلق الامر بالموسيقي ، يبكي عندما يُلحن يوهان شترواس أيضاً عندما تُغني فيروز ،  يسّكر عشقاً عندما تَفُوح رائحة القهوة فالمكان ، فلطالما كانت هذه الفاتنة السمراء نبيذه ، آنه قوي حساس حّد الهشاشة ، لم يتمكن من العيش والتعايش فعالمكم القاسي هذآ أيها السادة 🖤.

-

لـ نورا ✍🏻