أهم سمات ومميزات كتاب الكامل في التاريخ من واقع قراءتي للكتاب .
1-بدء تاريخه بمقدمة أوضح فيها منهجه وطريقته في سرد الأحداث وهي ضرورية جداً لمن أراد قراءة هذا السفر الكبير .
2-يبدأ بالأحداث المهمة في السنة وذلك بعد قوله (ثم دخلت سنة ..... ويذكر السنة ) .
3- يحاول جمع الأحداث المتعلقة بالواقعة في موضع واحد خاصة لو كانت أحداث متقطعة ومتباعدة .
4- شرطه في هذا الكتاب الاختصار - ذكر ذلك في مواضع كثيرة من كتابه -
5- يذكر من مات في نهاية كل عام من المشاهير ولا يستوعب ذلك وقد يذكر من ولد في نهاية كل سنة من اللذين آل إليهم الأمر ولا يلتزم ذلك .
6- يذكر من حج بالناس في كل موسم .
7- يذكر العمال على كل مصر من الأمصار ويذكر القضاة ولا يستوعب ذلك .
8- صان كتابه عن الكثير من الأكاذيب والخرافات .
9- يفسر الغريب ويضبط الأعلام والأسماء بالشكل .
10-فصّل وتكلم على الحوادث الكبيرة مع اختصار غير مخل او تطويل ممل مثل ( وقعة مقتل الحسين رضي الله عنه وأهل بيته ومثل وقعة نهاوند والقادسية واليرموك وفتح بلاد خرسان كلها تكلم فيها بإسهاب وتفصيل )
11- أهمل الكلام على أشياء كان حقه ان يفصل الكلام فيها مثل ( فتح مصر لم يوفيها حقها في الكلام مقارنة بغيرها من أمثالها )
12- ينتقد كثير من المؤرخين السابقين له ويرد كثير من الروايات التي رووها .
13- نقح تاريخه وهذبه وصانه عن أشياء كثيرة وقع فيها غيره .
14- يكاد يكون استوعب في تاريخه هذا كتاب الطبري (تاريخ الأمم والملوك ) لا كن بدون تكرار ما فيه من الروايات .
15- تاريخه مرتب على السنوات كما هو معلوم .
16-ساق أحداث كثيرة قبل الإسلام وخاصة أيام العرب التي كانت بينهم ولمن كانت الغلبة فيها .
17- لم يسلم تاريخه من أشياء تنتقد عليه .
18- ترجم للخلفاء تراجم مختصرة وترجم للسلاطين والملوك ولم يترجم لغيرهم إلا النادر .
19-يركز على من تولى غزو الروم كل عام وعلى الفتوحات الجديدة ويمدح أصحابها ويدعوا لهم .
20- يشير إشارة خاطفة إلى الحوادث التي ذكرها سابقا في موضع واحد إذا أتى على زمن حدوثها ووقوعها .
21- قد يذكر ان فلان روى عن فلان او سمع من فلان مثل قوله في ابو مسلم الخرساني الذي كان له دور بارز في تأسيس دولة العباسيين (سمع الحديث من عكرمة وابي الزبير المكي وثابت البناني ومحمد بن علي بن عبد الله بن عباس و..... وروى عنه إبراهيم بن ميسور الصائغ وعبدالله بن المبارك وغيرهم انظر ج5 /ص262
22- يذكر الخوارج كل عام لا يترك منهم احد ويذكر ما آل إليهم أمرهم من الخسران لا يكاد يخرم بذلك .
23-الأحداث كل سنة قد تطول فتصل إلى صفحات وقد يذكر في صفحة واحدة أكثر من سنة لعدم وجود أحداث تذكر .
24- قد لا يرضى ما كتبه بعض المؤرخين عند حوادث معينة مثل قوله عند فتح الأندلس... فانه لم يرضى ما كتبه الطبري وذكر هو ما ارتضاه من أحداث بل صرح بالنقل عن أصحاب هذه البلاد من المؤرخين محتجاً بأنهم اعرف ببلادهم من غيرهم .
25- قد يوثق او يضعف بعض من يذكرهم مثل قوله في مقاتل بن سليمان المفسر ( وكان ضعيفاً في الحديث ) انظر المجلد الخامس ص280 آخر أحداث سنة 50 .
26- قد يجرح او يعدّل فيقول فلان ثقة في الحديث او كان ضعيفاً في الحديث او كان صحيح الحديث الى أن اختلط مثل قوله في أحداث سنة 194 ( وفيها توفي عبدالوهاب بن عبد المجيد الثقفي كان مولده سنة ست عشر ومائة وكان قد اختلط في آخر عمره وكان حديثه صحيحاً إلى ان اختلط ).
27- يذكر أحيانا سبب الكنية او التسمية او للقب فيقول مثلاً ( وفيها توفي القاسم بن العباس ابو محمد المعشري وإنما قيل له المعشري لأنه ابن بنت أبي معشر نجيح المدني وكان زاهداً فقيهاً ) انظر ج 8 ص31 .
28- يحاول جمع سياق الحادثة في مكان واحد لا يقطعها على سنوات حدوثها اذا كانت صغيره وحجته في ذلك كي لا ينسى القارئ الأحداث وترتيبها ( ولا يلتزم ذلك ) .
29-وبالجملة فهو يذكر ما حدث كل سنة من - سيول او غرق او هيجان رياح شديدة او مطر او طاعون او مرض متفشي او حدوث كسوف او خسوف او فتن او حروب او تدبير لخع فلان او مبايعة فلان او حبس احد القواد او تغريمه او القبض عليه وعلى ضياعه ويذكر من استوزر كل سنة ومن عزل من الوزارة ونكب وقبض عليه ومن صودرت أمواله ويذكر ان كان هناك فداء للأسرى بين المسلمين وأعدائهم وغلاء الأسعار ورخصها وما كان من فتنة بين السنة والشيعة وقد يذكر ما وقع بين الحنابلة وغيرهم مثل ما ذكر في أحداث سنة 447 الفتنة بين الحنابلة والشافعية والسبب الجهر بالبسملة ) .
30- دائما يركز على الأحداث التي حول الخليفة خاصة ولو كانت صغيره وكذلك حول القواد وقد يهمل أحداث غيرها هي اكبر وأشهر منها .
31-يشير أحيانا الى الفوائد في القصة المذكورة مثل ما ذكره في قتل ياقوت أحداث سنة 324 فقد قال في أحداث قتله ( وقد اطلنا في ذكر هذه الحادثة وإنما ذكرناها بطولها لما فيها من الأسباب المحرضة على الاحتياط والاحتراز فإنها من أولها إلى آخرها فيها تجارب وأمور يكثر وقوع مثلها انظر ج 8 ص 152 ).
32- قد يجمع في مكان واحد أحداث كثيرة متفرقة على عدة سنوات بحجة أنها أحداث صغيرة وان لم تذكر متتالية قد ينسى القارئ الربط بينها انظر مثلاً ج 9 ص 108 إلى 112 .
33- يستخلص كثير من المواقف والمواعظ نهاية الأحداث انظر مثلاً أحداث سنة 489 ج9 ص119 حيث ذكر وفاة منصور بن مروان قال ( كان منصور شجاعاً شديد البخل له في البخل حكايات عجيبة فتعساً لطالب الدنيا المعرض عن الآخرة الا ينظر الى فعلها بأبنائها بينما منصور هذا ملك من بيت مُلك آل أمره إلى ان مات في بيت يهودي نسال الله تعالى أن يحسن أعمالنا ويصلح عاقبة أمرنا في الدنيا والآخرة بمنه وكرمه - وكذلك ذكره لقيام دولة الموحدين ونهاية دولة المرابطين (الملثمين) ج10 ص273 استخلص موعظة بليغة هناك - وكذلك استخلص موعظة بليغة جداً عند نهاية دولة العبيديين على يد صلاح الدين ج 11 ص 179 ) .
34- غمز في كتابه هذا ابن الجوزي أكثر من مره انظر مثلاً المجلد 11 ص162 في أحداث سنة 563 وكذالك عند ذكره لوفاته في عام 597 المجلد 12 ص 84
35- ذكر ابن الأثير في كتابه عدة جمل منها - نصر الله المسلمين بمحمدٍ وآله - وقال مرة في أحداث سنة 625 والله تعالى يخذله ( يقصد ملك الفرنج ) وينصر المسلمين بمحمدٍ وآله .
36- ختم تاريخه بأحداث سنة 628 أي قبل وفات المؤلف بحوالي سنتين .
37- على طول تاريخه سرد الأحداث على منظومة واحدة تحت عنوانين رئيسيين وهما:
أ- قوله ثم دخلت سنة كذا ( ويذكر السنة التي سيؤرخ لها ) ويذكر تحت هذا العنوان العناوين والأحداث الكبيرة والمهمة
ب- قوله ذكر عدة حوادث ثم يسرد الأحداث السريعة والغير هامة .
بقيت كلمة صغيرة حول الطبعة التي عندي وهي طبعة (دار صادر ) وكنت قد ابتعتها بناء على كلام الأديب الأريب ربيع السملالي وفقه الله , لا كن وجدت فيها من الأخطاء المطبعية والأحرف الساقطة والزائدة ما الله به عليم , أضف إلى ذالك ان خطها دقيق للغاية وهي مطبوعة في 13 مجلدة مع الفهارس وحقها ان تطبع في 20 مجلدة على الأقل .
دمتم في طاعة الله وأمنه
يا نظراً فيه إن ألفيت فائدة
... . فاجنح إليها ولا تجنح إلى الحسدِ
وان عثرت لنا فيه على زللٍ
..... فاغفر فلست مجبولاً على الرشد
وكتبه
الراجي عفو ربه القوي
أبو مسلم الصيودي الأثري
حمدي حامد محمود الصيد
حامداً ومصلياً لله رب العالمين
#الصيودي حمدي حامد