هذه الجملة ترفع ضغطي

وان سألتني عن السبب لا اعرف الا ان يكون شعوري بان هذه الجملة فيها إجحاف وعدم إنصاف .

وسوف اذكر لكم أمثلة بسيطة من تاريخ امة إقراء (التي لا تقرا ..... زعموا )

بداية حين كان أبناء امة إقراء عندهم مكتبات خاصة في بيوتهم ومكتبات عامة تملئ شوارعهم كان غيرهم يرى ان اقتناء الكتب يعد من العيوب  .

بل من امتنا من كان يَشتَرِي الكُتب بِالدَّينِ وَالقَرضِ , فقيل له في ذلك , فقال: أَفَلَا اشتري شَيئًا بلغ بي هذا المبلغ؟ ( وكان من القضاة )  فقيل: إنك تُكثر , فقال: على قَدْرِ الصِّنَاعَةِ تَكُونُ الْآلَةُ .
ومن امة اقراء من كان يوصي ابنه بشراء الكتب لأنها تبقى وغيرها يفنى فعن  معتمر قال: كتب إلي أبي وأنا بالكوفة «أن اشتر الكتب، واكتب العلم، فإن المال يذهب والعلم يبقى».

وحتى لا أطيل عيلك انظر الى هذه الأمثلة

أبو القاسم الصاحب بن عباد وزير فخر الدولة بالري.
قال عنه ابن الأثير - رحمه الله - : وكان واحد زمانه علماً، وفضلاً، وتدبيراً، وجودة رأي، وكرماً، عالماً بأنواع العلوم، عارفاً بالكتابة وموادها، ورسائله مشهورة مدونة، وجمع من الكتب مالم يجمعه غيره،حتى إنه كان يحتاج في نقلها إلى أربع مائة جمل. انظر : الكامل في التاريخ ( ج5/ ص510 سنة 385  (

وحُكي عن الصاحب ابن عبّاد أن بعضَ الملوك أرسل إليه القدومَ عليه فقال له في الجواب : أحتاجُ إلى ستين جمَلاً أنقل عليها كتبَ اللغة التي عندي  . انظر :المزهر في علوم اللغة وأنواعها . للسيوطي ( 1/74 ) وكتاب السير للذهبي ( ج16/ص 513) .

وقال صاحب كتاب ( قصة الحضارة ) ول ديورانت :

" وكان عند بعض الأمراء كالصاحب بن عباد من الكتب بقدر ما في دور الكتب الأوربية مجتمعة " قصة الحضارة ( 13/171 )

وفي المقابل أن ملك فرنسا شارل الخامس المعروف عندهم بالحكيم , عندما أراد أن يؤسس مكتبة في أواخر القرن الرابع عشر ميلادي لم يستطع أن يجمع في مكتبة فرنسا الملكية أكثر من 900 مجلد يكاد ثلثها يكون خاصاً بعلم اللاهوت . (انظر - المكتبات في الإسلام 211 ) وحضارة العرب .لـ غوستاف لوبون (450) ط هنداوي.

و ذكر عبدالحي الكتاني - رحمه الله - :
أن في زمن المستنصر بالله في قرطبة وحدها سبعون مكتبة من المكاتب العامة

قلت : انا حمدي الصيودي وذلك في وقت كانت بقية دول أوروبا تغط في جهل مرير  لا يكاد يوصف . 

المكتبات الإسلامية ومن ألف في الكتب .لـ عبدالحي الكتاني ص154 ) وقصة الحضارة ( 13/307 ) .

ولو نقلت لك ما وقفت عليه في هذا الباب لطال بنا المقام ولعل فيما ذكرت كافٍ  في إسقاط  هذه المقولة الجائرة الظالمة .

دمتم في طاعة الله

#الصيودي حمدي حامد