مع كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد(1)
لمؤلفه محمد بن سليمان المغربي رحمه الله .
الحمد لله وبعد:
هذه بدايات لابد منها
- البداية الأولى : كيف خرج إلى دنيانا هذا الكتاب المبارك ؟
الموضوع طويل جداً لكن أٌشير إليه فأقول :
بعد تدوين السنة في كتب الجوامع والمسانيد والسنن والمصنفات والمستخرجات والمستدركات والمعاجم والأجزاء وسائر التصانيف التي قدمها لنا علمائنا وسلفنا الصالح خدمة للسنة المطهرة , وصل الأمر في التصنيف إلى استخراج زوائد هذه الكتب وغيرها بعضها على بعض ثم تجميع هذه المصنفات مع زوائدها في دواوين كبيرة جامعة لهذه الكتب والمؤلفات والزوائد عليها , فأصبح هناك اتجاهين في التأليف بالنسبة لمتون هذه الأحاديث الواردة في المصنفات المذكورة وذلك حسب استقرائي لهذا الأمر .
- الاتجاه الأول : ) اسميه انا ) طريق المجهود الفردي وأدل مثال على ذلك ما قام به الإمام السيوطي في كتابه جمع الجوامع .
- والاتجاه الثاني : ( اسميه انا ) طريق المجهود الجماعي مثل ما قام به ابن الأثير في جامع الأصول في ترتيب وتهذيب كتاب رزين في جمع الستة الأصول جاعلاً موطأ مالك بدل ابن ماجة , وما فعله الهيثمي في مجمع الزوائد حيث جمع زوائد مسانيد احمد والبزار والموصلي ومعاجم الطبراني الثلاثة على الستة الأصول جاعلاً ابن ماجة مكان الموطأ , ثم جاء مؤلف كتابنا الذي نحن بصدد الكلام عنه فجمع بين كتاب ابن الأثير والهيثمي في كتاب مستقل سماه بـ جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد و هذه هي البداية الأولى .
- البداية الثانية : كيف جمع المؤلف بين الكتابين مع اختلاف زوائد كلاً منهما؟ :
ابن الأثير جعل الأصول الستة كالأتي ( الصحيحين – البخاري ومسلم + السنن الثلاثة – ابي داود والترمذي والنسائي + الموطأ ) .
الهيثمي جعل الأصول الستة كابن الأثير غير انه جعل مكان الموطأ سنن ابن ماجة .
فأصبح لدى كلاً منهما كتاباً زائداً على الآخر فاعتمد مؤلفنا طريقة ابن الأثير وجعل زوائد ابن ماجة على حده ثم جرد زوائده وأضافها إلى الكتاب , ثم نظر إلى كلام ابن حجر بأحقية سنن الإمام الدارمي لهذا الموقع السادس بين هذه الكتب فجرد زوائده وأدرجها في كتابه .
خلاصة المقدمات : وفيها الرد على من يزعم بان هذا الكتاب جمع أحاديث أربعة عشر مؤلف من مؤلفات السنة :
لو نظرنا الى الكتب التي جمعها المؤلف في هذا الكتاب ( ولا اعتبره أنا جمع كامل بين الكتابين بل هو جمع فوائد من الكتابين ) لوجدنا ان الكتاب من المفترض ان يكون حصر لك أحاديث الكتب الآتية :
البخاري ومسلم ويعرفان بالصحيحين .
ثم سنن ابي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وهم السنن الأربعة وكل ما سبق يعرف بالأصول الستة على المشهور بين المتأخرين من أهل العلم .
ثم الموطأ ومسند احمد وسنن الدارمي او مسند الدارمي كما يسميه البعض - ووصفه بالسنن اليق به - وكل ما سبق يعرف بالكتب التسعة وهي التي جمع مادتها المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي لمجموعة من المستشرقين , وكذلك عمل على هذه الكتب الشيخ الشامي رحمه الله في مشروعة الكبير تقريب السنة النبوية وله زوائد عليها وهي زوائد كلاً من صحيح ابن خزيمة وابن حبان ومستدرك الحاكم والمختارة للمقدسي هذه على التسعة وسنن البيهقي الكبرى على الستة .
نعود الى موضوعنا ... وقد سردنا الكتب التسعة فأقول :
ثم إضافة إلى الكتب التسعة المذكورة من المفترض ان يكون الكتاب قد جمع لك أحاديث مسندي أبي يعلى الموصلي و الإمام البزار ثم معاجم الطبراني الثلاثة اقصد زوائدها على التسعة .
كل ما سبق يفترض ان يكون مجموع في كتاب واحد هو هذا الكتاب( جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد ) لكن هذا الكتاب لم يفي بغرض الجمع المطلوب كما ذكرت سابقاً وأبين لك الآن السبب من خلال النقاط التالية .
- أحاديث الكتاب حوالي 10130 حديث فقط .
- أحاديث الكتب التسعة بالمكرر 62169 تقريباً وبإسقاط المكرر يصبح العدد 30604 حديث تقريباً ولو أضفنا عليها زيادات كلاً من معاجم الطبراني الثلاث مع مسندي أبي يعلى والبزار تخيل كم يصبح العدد مقارنة بأحاديث كتابنا؟ هذه واحده
- المؤلف سمى كتابه ( جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد) فقال (جمع الفوائد..... ) وكأنه لم يقصد جمع كامل الكتابين بل جمع فوائد منهما وهذا ما فعله حين تقارن بين أحاديث الكتابين اقصد جامع الأصول ومجمع الزوائد مجتمعة مع أحاديث كتابنا هذا وهو ما سأشير إليه في النقطتين التاليتين .
- عد أحاديث كتاب مجمع الزوائد (18776) حديث وأحاديث كتاب جامع الأصول (9523 ) حديث , وأحاديث كلا الكتابين مجتمعين ( 28299) حديث فأين هذا العدد من الرقم الذي أودعه المؤلف في كتابه وهو دون ( 10200 ) حديث ؟ يعني أحاديث جمع الفوائد اكثر من الثلث بقليل فهل يعد ذلك جمع ؟ اترك لكم الإجابة .
- ذكر المؤلف في المقدمة انه اسقط المكرر وما فيه وضاع او كذاب وهذا لا يجعل كتابه جامع بين الكتابين اذ الجمع يشمل الجميع ولا يشمل مرتبة معينه من الأحاديث .
- حكم المؤلف على الأحاديث التي بين درجتها يعطي للكتاب ميزه كبيرة .
- لو رتب المؤلف أحاديث الكتاب الصحيح ثم الحسن ثم المختلف فيه بين العلماء من حيث التصحيح والتضعيف ثم الضعيف بدرجاته لكان ذلك أولى وأفضل وأكمل وأجمل .
كانت هذه مقدمات قبل الشروع في تدوين سمات ومميزات لهذا الكتاب القيم وسنكشف عن بعض مميزاته في منشور مستقل ترقبوه قريباً ان شاء الله تعالى وقدر .
دمتم في طاعة الله وامنه
يا نظراً فيه إن ألفيت فائدة
... . فاجنح إليها ولا تجنح إلى الحسدِ
وان عثرت لنا فيه على زللٍ
..... فاغفر فلست مجبولاً على الرشد
قاله بلسانه وقيده ببنانه
الراجي عفو ربه القوي
أبو مسلم الصيودي الأثري
حمدي حامد محمود الصيد
حامداً ومصلياً لله رب العالمين
#الصيودي حمدي حامد