-
-

كان مُفرطاً في استقلاليته ، كأنهُ قصيدة.

مدة القراءة: دقيقتين

غريزة البقاء

"النجدة 

النجدة 

هل من أحدٍ يستطيع أن ينقذني

 من هذه الفوضى ؟" 

                                ****

في البداية ، رحمكِ الله ريما ، غفر الله لوجهك البشوش وابتسامتك المدهشة ، رحمك الله بقدر ماكان وجودكِ خفيفاً لطيفاً ساحراً ويبعث فينا السرور والخفّة..

كان موتك مُرعباً ، قاسياً ، حاداً ، حزيناً ورمادي ..

وفي هذا المشهد من فصول حياتي كان موتك نقلة لشعورٍ مخيف ، لمشاهد أكثر اهتزاز 

وصور لاتُرى من فرط تماهِيها ، أنني أشهد بداية فصلٍ آخر ، ولا أحتاج فيه إلى كتابة جمل مأساوية ... 

لأن كلمة " العزاء " وحدها ، رتيبة ، مفرّغة ، خاوية ، حقيقية بشكل يرفض التشكيك ، استصعب أن ألفظها ، هي غالباً لاتُلفظ بل تأتي على هيئة قيء كلامي ..

هذهِ الكلمة تحمل حزناً لاتستطيع كل الكلمات في اللغة أن تحمله ، حزناً يكفي لأن نبني منه ألاف المنازل ونهدم به أخرى ... 

ماذا يعني الخوف من الموت ؟ 

هل هو شعور مكتسب أم غريزة من أجل البقاء ؟

هل الحياة تبدو أكثر وسامة من الموت لدرجة أن ننغمس في ملذاتها متناسين الذهاب إلى المجهول في يومٍ ما ؟ 

والتساؤل الأخير لريما : 

ماذا يعني أن ترحلين بشكلٍ مُفجع بعد أن تمتعتي بالخفّة والبساطة طوال حياتك ؟ 

                               *****

اه ، كم توجعني فكرة أن أموت ، اتماهى ، أختفي إلى الأبد ، ويتناقل الأصدقاء خبر موتي ..

أفكر دائماً في الفوضى التي سأتركها ، في المحادثات التي سيتناقلها الأصدقاء ، في الماضي الذي سيظهر للعلن بعد موتي ، 

في أوراقي التي اكتبها سراً وأخبِئها تحت وسادتي ، 

في هوامش كتبي التي أكتب فيها بلا توقف ، 

في الحياة التي ستكون بدوني ...

وفي هذه الفوضى ، كل هذه الفوضى ، 

من سيرتبها بعدي ؟ 

تقتلني الأفكار ، وترهقني فكرة أنك بمجرد أن تموت ستصبح الحياة بطولها وعرضها صغيرة جداً ، 

وتافهة جداً ، ولا تستحق كل هذا الركض الطويل ولا الخوض في تفاصيلها .. 

أفكر وأشتم ، أشتم الأنتماءات ، الصداقات ، 

فكرة المجتمعات لأن لم يعد بوسعي أن أحزن أكثر ،

 أن أخاف وأتوجس من موت أحدهم ، أن أتخيل حياتي بدون كل الذين أعرفهم وينتهي هذا الخيال ببكاء هستيري .. 

كم من المرات ينبغي علينا البكاء لموت أحدهم ؟ 

كم من الخوف نحتاج لنتدارك الحياة ؟ 

كم من الحياة نحتاج لنصل إلى الموت ؟ 

هل يأتي الموت بغتة أم يرسل لنا إشارات ؟ 

اه ، أشعر بأني في دوامة وكل هذه الأفكار والحياة والبقاء هباءً منثورا... 

*, أثير الواكد 

-
-

كان مُفرطاً في استقلاليته ، كأنهُ قصيدة.

أهلاً بكم في مدونتي! أنا كاتب شغوف أشارككم أفكاري وتجربتي في الحياة من خلال تدوينات أسبوعية. أستكشف فيها التوازن بين القيم والمغريات التي نواجهها يومياً، وكيف يمكننا أن نعيش حياة مليئة بالمعنى والعمق. انضموا إلي في هذه الرحلة الأدبية!

انضم الى اكتب

منصة تدوين عربية تعتد مبدأ البساطة في التصميم و التدوين

التعليقات