بدأت مرة مقالة و قلت: ما الذي يجعلنا نتخلى، ونظلم.. ونغدر.. بأي وجه حق يحكم كلٌ منا على الآخر؟ ، ما مقياس الصلاح الآدمي الذي نتبعه كي يكون هذا جيد وهذا سئ، هذا مثالي وهذا متدني.. هذا يستحق المساعدة أما هذا فيُرمَى لنفسه نتيجة أفعالِه المزرية.. ؟! " مقالة طويلة عريضة عن " كن متفهمًا لا متهمًا فلست المثال" .. بعد ما خلصتها كنت حاسة بإنجاز رهيب جدًا، وإني حقيقي وصلت فكرة تفيد البشرية وتحسن علاقاتنا ببعض والذي منه، رغم مناقشاتي كتير مع والدتي إننا مينفعش نتخلى عن حد مهما كان ومينفعش أبعد عن واحدة لمجرد إني عرفت إنها وحشة.. وكنت - ومازلت - بحس إن ده تصرف خسيس جدًا ويَنُم على إن أنا اللي وحشة مش هي، هي بتعمل الطبيعي ، إنها تغلط ، أما أنا بعمل الغلط، إني اسيبها تغلط وملحقهاش..
وكلام طويل عريض عن أهمية المساندة والمساواة مش بس في الحقوق العلمية والعملية والأخلاقية بل والإنسانية، ومازلت ولحد أخر نفس فيا مقتنعة بالكلام ده جدًا جدًا جدًا..
لكن زي ما لكل هدف سامي وخُلق حميد مميزات وعيوب.. عيوب القرار ده محتاجة حد قمة في القوة والثبات، قد لا أكون بنسبة كبيرة قدرت أكون بالقوة دي..
ليه؟ .. أقولك ليه، مخالطة الناس بهيئتهم الحقيقية والأوراق مكشوفة بلا أي حاجب، بتشوف كمية من الفساد لا تخطر على عقل، الفساد اللي وعدنا بيه الشيطان لما قال وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ، الفساد بتاع ومَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ .. حتى وإن لم تتأثر ولم تتغير مبادئك، بيصيبك حاجة اسمها " ألفة الحرام " .. بتبتدي تشوف تفاصيل حرام حرام حرام وبشدة تفاصيل عادية جدًا.. بل وتقول أحسن من كذا وأحسن من كذا، وتبتدي تقارن بين الحرام على حسب شدته مش على حسب إنه حرام ولا حلال، ألفة الحرام بتحول كل شئ لعادي، حتى وإن لم تخطئ، لكن هيبقى بالنسبالك حاجات عادي بالنسبة للدين شئ خطير جدًا، وهتبتدي تشوف كلمة "حرام" تشدد .. أنا يمكن من تأثير ده عليا معدتش بحب كلمة حرام وبقيت بنفر منها جدًا من كتر ما اتقالت غلط، بقت بتأثر فيا جدًا جملة " ده شئ ربنا مبيبحبوش " ..
إحموا الناس من الحرام.. وإحموا أنفسكم من أٌلفته..