الحنين والشوق والراحة الرجعية
إذا كنت تجلس وحدك وسط تغريدات الطيور
وتنظر للأشجار حولك .. ومياه البحر تعزف لك أعذب الألحان
عندما تذكر أياماً مضت .. تجري أحداثها أمامك وسط ضباب الأفكار
فيدق قلبك بالحنين .. وتتنفس الصعداء متمتماً
أين هي تلك الأيام ؟
تراها سعيدة .. تتذكر أجمل ما فيها
وحتى الأسوأ فيها .. كأنه كان أجمل من الآن
رغم أن ما كان قبلها .. كان أجمل منها
وهكذا يعجبك الماضي بتفاصيله
هكذا تشعر بغربة الحاضر
وأنس الماضي
وغرابة المستقبل
فالحنين والوحشة والخوف
هي المشاعر التي يضطرب بها قلبك الآن
حنين الماضي ووحشة الحاضر وخوف المستقبل
وكأني بك ترى الأيام الفائتة ترسم لك صورها
على صفحة البحر الذي يرميك بقطرات المياه
والتي تدفعها الأمواج لتنعش ذاكرتك وأنت جالس
فترجع بها .. وتعود
إلى تلك الصفحات القديمة البالية
صفحات الماضي
بذكرياته
بلحظاته التي تعبث بالقلب
فتجعله يتلوى حزنا وشوقاً لاسترجاع الماضي
هكذا تشعر بالملل والحزن على ذهاب الماضي الجميل
الطفولة والألعاب والرفاق الصغار
وعبث الكبار بنا وتقبيلنا
واهتمام الأم والحب الحقيقي والحنان
ورفقة اللعب الصماء والدمى الصامتة
وخيالات الطفولة نحو المستقبل
حين كنا نتمنى أن تتقدم أعمارنا
لنصبح مسئولين وجذابين وأقوياء
لنصبح مستقلين وأذكياء وكبار
هكذا كانت أمنياتنا العابثة
تحققت الآن لتكون أمنية الحين
هي أن نعود صغاراً
هكذا الإنسان
يتمنى الغائب
ويمل الحاضر
ويطمح في المستقبل